التصفية والاغتيالات: نهج إسرائيلي أفشلته عرين الأسود.. والنتيجة تمددها خارج نابلس

محللون لمصدر: مشاركة الأجهزة الأمنية بجانب عرين الأسود يخلط الأوراق على الاحتلال ويؤكد فشله

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

وجهٌ عابسٌ في وجه الاحتلال وانتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، أفشل مخططات الاحتلال في سياساته وقاده بكامل قوته وجيشه للعمل على إخافة هذا الوجه أو محوه من خارطة وفكر الفلسطينيين الذين يشكلون هالة مضيئة لحمايته، إنها مجموعة عرين الأسود، المجموعة التي تأبى الانكسار أو الموت وتزداد عددًا وقوة في كل محاولة اغتيال لأحد أبنائها.

أوضح المختص بالشؤون الإسرائيلية باسم أبو عطايا، لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، أن أي عملية ستحدث على نابلس فيما بعد سيثبت لابيد وغيره من الحكومة الإسرائيلية، أن الدم الفلسطيني لم يكن الرابط لأي رئيس وزراء قادم أو للانتخابات، مثلما فشل الكثير من شارون إلى نتنياهو إلى غيره، مفيدًا أن هناك حديث عن أن قائد عرين الأسود حيًا مشاركًا في جنازة الشهداء اليوم.

وقال إن “الاحتلال دخل في أزمة كبيرة الليلة عقب مشاركة الأجهزة الأمنية بجانب عرين الأسود في الاشتباكات والتصدي للجيش، فيما يحاول أن ينفي هذا الأمر من خلال بثه بيانًا مشتركًا اليوم تنفي وجود أجهزة أمنية”.

وتابع: “تعتبر هذه محاولة من الاحتلال لفصل المقاومة والأجهزة الأمنية، كي لا يوصل الاحتلال للشارع الإسرائيلي أن هذا فشل ذريع لجيشه وحكومته، وبهذا ستكون خسارة لابيد في الانتخابات متوقعة بشكل كبير، ونتائج العملية العسكرية ستكون أكثر سلبية على الاحتلال وجيشه”.

وأكمل أن “عمليات الاغتيال هي السياسة التي يريد الاحتلال المضي بها واتباعها لتصفية والتخلص من العناصر الأساسية لمجموعة عرين الأسود”.

كل من يحمل بندقية في الضفة هو عرين!

وحول سؤال كيف يتعامل الاحتلال مع نابلس ومجموعة العرين تحديدًا؟، أجاب أبو عطايا: “يرى الاحتلال أن العرين عمل مسلح شعبي وليس تنظيمي، يقوم به مجموعة من الشباب يستطيعون الحصول على سلاح”، مبينًا أن الاحتلال ينظر لكل من يحمل بندقية أنه عرين أسود بشكل مباشر.

ولا يستطيع الاحتلال الحديث عن انتهاء المجموعة؛ لأن كل مجموعة ستتشكل بعد ذلك سيتم التحدث أنها نُفذت من العرين.

وأكد أبو عطايا أن الالتفاف الشعبي هو أساس ظاهرة المجموعة، والحماية التي تم تشكيلها كطوق حول العرين من التجار والمواطنين والأجهزة الأمنية، هو من يجعل مسألتهم معقدة أمام الاحتلال إذ أنه لن يستطيع ملاحقة مجموعة بل سيلاحق الشعب بأكمله.

وفشل الاحتلال أيضًا في فرض سيطرته على عرين الأسود أو التقليل منها أمام الشعب الفلسطيني، وفق أبو عطايا، وثبت ذلك خلال حصار نابلس وعملية الاغتيالات فيها واعتداءاته، وحين خرجت نابلس عن بكرة أبيها والضفة أيضًا لتهتف باسم العرين حين اشتبكت مع الاحتلال.

وأوضح أبو عطايا أن “وجود قائد المنطقة الوسطى ولابيد وغانتس شخصيًا داخل غرفة العمليات للإشراف على عملية نابلس فجرًا، وخروج الاحتلال من نابلس بهذا الشكل أثبت أن العملية فاشلة بكل المقاييس، والتي كانت من المفترض، بحسب الاحتلال، أن تكون العملية أكبر من ذلك لكن هناك خلل أو خطأ سرّع العملية، وهو اكتشاف القوات الخاصة، لكنه لن يتحدث عن إخفاقه بهذه العملية”.

وأكد أن الاحتلال يحاول اختراق مجموعة عرين الأسود، مفيدًا أنه “لا بد أن يكون لديه معلومات وقائمة بأسماء عناصر من الأجهزة الأمنية أعضاء في العرين وغيرهم من المواطنين جميعهم على بند الاغتيال، ويقوم الاحتلال الآن بالعودة لعمليات الاغتيال وتصفية كل مطلوب لديه”.

واستدرك أبو عطايا، أنه من الممكن أن تكون هذه المواجهة التي حدثت في نابلس نقطة انطلاق جديدة لمواجهة الاحتلال، مما ينعكس سلبًا على دولة الاحتلال في الأيام القادمة، والأهم هو وصول لابيد للانتخابات.

هل تتخطى عرين الأسود حدود نابلس؟

قال المحلل السياسي طلال عوكل، لشبكة “مصدر الإخبارية”، إن انتشار ظاهرة المجموعات والمقاومة المسلحة مثل عرين الأسود وكتيبة جنين ونابلس، بدأت بالانتشار بشكل واسع بين الشبان؛ وأساسها أن إسرائيل تزيد من انتهاكاتها وتتخطى حدودها في التنكيل المواطنين الفلسطينيين وتقوم بحرب شاملة ضد الضفة والمناطق الفلسطينية”.

وأوضح أن هناك لفتة جميلة جاءت من مشاركة الأجهزة الأمنية مع المقاومين للتصدي للعدوان الإسرائيلي واقتحامات قواته، لاقى ترحيب كبير من المواطنين؛ لأن هناك فترات تأتي على الناس تعبر عن غضبها على السلطة، لكن هذه المشاركة غيرت العادلة وقد تخلط الأوراق في الضفة الغربية وتساعد على وحدة المواجهة الفلسطينية بين المستويات السياسية والشعبية.

وأفاد بأن هناك نهوش وغضب شعبي فلسطيني، وقد تمتد النيران في أماكن أخرى بالمناطق الفلسطينية، وليست فقط التابعة للسلطة بل أيضًا في أراضي الـ 48، لأن الاستفزاز الذي يقوم به الاحتلال كبير أمام الحالة الفلسطينية.

وأشار إلى أن الجيل الذي يواجه الاحتلال، الآن، هم أبناء من قادوا الانتفاضة الثانية، وليس لديهم ما يخسروه أمام وطنهم وشعبهم.

وفجر اليوم السبت، استشهد 6 فلسطينيين برصاص جنود الاحتلال الإسرائيليّ، منهم 5 في نابلس، عقب اقتحام ومحاصرة منزل في البلدة القديمة تحوي قادة من العرين، بعد منتصف الليلة الماضية، في حين ارتقى الشهيد السادس بقرية النبي صالح شمال غرب رام الله.

وعمّ الإضراب الشامل نابلس ومدن فلسطينية أخرى وقطاع غزة، حدادًا على أرواح الشهداء الستة، وسيكون اليوم إضراب شامل ويوم غضب وتصعيد على كل الحواجز.