تحت وطأة كورونا والصيام طلاب الثانوية العامة يستعدون للإمتحانات

دعاء شاهين - خاص - مصدر الإخبارية

بينما يقضي المواطنون في غزة أيام شهر رمضان المبارك التي أوشكت على الانتهاء مستقبلين عيد الفطر السعيد في ظل أزمة كورونا التي لم تنته بعد، وبدء موسم الصيف، يستعد طلاب الثانوية العامة « توجيهي » لأداء امتحاناتهم التي باتت على الأبواب،  مضاعفين جهودهم الدراسية تحت تأثير الصوم والدراسة معاً لنيل درجات مميزة.

ومن المقرر أن تبدأ الإمتحانات يوم السبت الموافق 30 مايو 2020 بمادة التربية الدينية والفقه الاسلامي، على أن تنتهي يوم الأربعاء 17 يونيو 2020 بمادة تكنولوجيا المعلومات والريادة والأعمال وفق برتوكول صحي حددته وزارة الصحة الفلسطينية.

مصدر الإخبارية رصدت آراء بعض طلاب توجيهي.

في حالة جمعت ما بين القلق والاجتهاد كانت تجلس الطالبة “هيا عنبر” فرع أدبي بغرفتها الصغيرة بحي النصر غرب قطاع غزة، تراجع دروسها المقررة، بعدما توقفت عن الذهاب للمدرسة منذ إعلان حالة الطوارئ بقطاع غزة بسبب جائحة كورونا بداية مارس المنصرم.

تحدثت قائلة :”إنّ هذا العام مختلف كليًّا عن الأعوام السابقة بسبب الظروف التي يعيشها العالم وانتشار الوباء، في البداية كطلبة توجيهي شعرنا بالتشتت بعد أن توقفنا فجأة عن الذهاب للمدرسة دون أن ننهي الفصول الدراسية المقررة في المنهج مما شكل لدينا عبئاً إضافياً”.

كما أضافت الطالبة ” حاولنا تعويض الدروس التي لم يشرحها لنا الأساتذة من خلال المتابعة “أون لاين” عبر المواقع التعليمية الإلكترونية، لكن هذا ليس كاف أمام المسؤولية الكبيرة التي وضعت أمامنا، لكن ما أشعرنا ببعض الارتياح قرار وزارة التربية والتعليم حذف المقررات التي لم يتم تدريسها لنا بالمدارس”.

ومنذ بداية دراستها للتوجيهي وضعت هيا خطة دراسية فهي تدرس 12 ساعة مقسمة على فترات بين الصباح والمساء، لكنها لا تنكر أنها تخضع لضغوطات نفسية منذ بداية رمضان بسبب الصوم مما قد يفقدها التركيز أحيانا، محاولة إتباع الإرشادات الصحية وتناول بعض الأغذية التي تنشط الذاكرة وتساعد على الاستمرار بالمذاكرة.

وزارة التربية والتعليم نشرت منتصف الشهر الحالي، المواد المطلوبة والمقطوعة في امتحان الثانوية العامة بنسبة تتراوح من 15 إلى 25%، نظرًا لعدم شرح المواد المحذوفة في المدارس بسبب الإجراءات المتبعة  وإغلاق المدارس، لتخفيف العبء على الطلبة.

وخصصت بعض الفضائيات والاذاعات المحلية في فلسطين، حلقات خاصة من خلال استضافة مدرسين لشرح المساقات، والاجابة على الاستفسارات، من خلال مشاركة الطلبة في البرامج، كما هو موجود في تلفزيون فلسطين وفلسطين اليوم وإذاعة القدس وغيرها.

ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للطالب براء محمود من القسم العلمي في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح شمال قطاع غزة، والذي يرى في الدراسة بشهر رمضان مشاق كبيرة لا سيّما مع وجود موجة الحر الشديد التي وصلت البلاد في العشرة الأواخر من رمضان.

يقول براء:”ليس من السهل أبداً الدراسة تحت تأثير الصيام وتناقل الأخبار عن وباء كورونا والتساؤلات الكثيرة عن مصيرنا في ظل حالة الطوارئ والاجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية، الذي بدوره زاد من حالة الارباك لدينا كطلاب توجيهي على غرار ما نشعر به رهبة في هذه المرحلة”.

ويجتمع براء مع أصدقائه عادةً في منزله مرة كل أسبوع لمناقشة دروسهم ومراجعة اختبارات الثانوية العامة في الأعوام السابقة، فيما يشكو الطالب من جدول الامتحانات التي وضعته الوزارة التعليمية والتي لم تضع مسافة زمنية بعيدة بين أيام تقديم الامتحانات على خلاف بعض دول عربية كالأردن مثلا هنالك خمسة أيام بين كل فترة تقديم الاختبار والآخر.

وتمنى أن تراعي وزارة التربية والتعليم الظروف التي عاشها الطلاب وتسهيل الاختبارات.

لكن من ناحيتها وصفت الطالبة نور لبد من مدرسة شادية أبو غزالة فرع علمي ما حدث لها في ظل وباء كورونا بعبارة “رُب ضارةٍ نافعة” كونها منعت الزيارات العائلية والأفراح الصاخبة والتجمعات مما خلق نوعا من عدم الإزعاج لها.

فيما أشارت الى أن للعزل المنزلي فوائد أهمها خلق نوع من التحدي لها في زيادة عدد ساعات المذاكرة والتي تصل يوميا وفق خطتها الدراسية لـ18 ساعة، وفي رمضان تم تقسيم جدولها الدراسي ما بين فترتي السحور والإفطار، مشددة على أخذ قسط من الراحة بينهما.