الاحتلال يخشى من امتداد الأوضاع الأمنية إلى مناطق أخرى بالضفة

الضفة المحتلة- مصدر الإخبارية

قال الكاتب والصحفي الإسرائيلي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ناحوم برنياع، إنه للمرة الأولى يتم تجنيد 25 كتيبة من جيش الاحتلال للعمل في الضفة الغربية وبعض مناطق القدس، في كمية لم يشهد مثلها منذ “حارس الأسوار/ سيف القدس” أيار (مايو) 2021.

وأوضح برنياع أن توسع الأحداث من شمال الضفة إلى الخليل جنوبا وإلى مناطق شرقي القدس، مشيرًا إلى أن شبكات التواصل وخاصة “التليغرام” بأنها الجزء الأهم من إشعال النار، حتى بات كل حدث وإن كان صغيرًا يتحول دقائق إلى حدث كبير.

واعتبر أن الدعوة لتنفيذ عملية على غرار “السور الواقي” باعتبارها الحل، إنما ستزيد من المشكلة الحالية، وفق تعبيره.

من ناحيته، رأى المراسل والمحلل العسكرية لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، أن ما يجري حاليًا يشير إلى أننا في ذروة سلسلة الأحداث الأكثر صعوبة في الضفة منذ انتفاضة عمليات الطعن والدهس خريف 2015 ،والتي خبت في ربيع 2016.

وتابع هرئيل في تقرير تحليلي له: “رغم تصميم الجيش الاسرائيلي على أن هذه الظاهرة تقتصر على شمال الضفة ومحيط جنين ونابلس إلا أنه يظهر الآن حدوث انزلاق إلى مناطق أخرى”.

وأشار إلى أن “الأحداث التي شهدتها مدينة القدس في الأيام الأخيرة والتي قد تنزلق إلى حدود الخط الأخضر إلى درجة حدوث مواجهات محتملة في المدن المختلطة، لكن البشرى السارة الوحيدة هي أن قطاع غزة ما زال يراقب الأحداث عن كثب بدون تدخل”.

وـكد أن الحالة المثيرة في الوقت الحالي هي “عرين الأسود” التي تنشط في نابلس وخاصة البلدة القديمة، لافتًا إلى أن المجموعة لا تعتبر تنظيم فعلي بل أكثر حركة شبابية بحوزتها سلاح.

وأردف هرئيل: “بعد مقتل الجندي يمكن التقدير بأن إسرائيل ستركز جهود استخبارية وعملياتية أكبر في نابلس، إضافة إلى الاعتقالات التي تحدث تقريبا كل ليلة في جنين”.

ونوه إلى أن النقاشات حاليا تركز فيما إذا كان يدور الحديث عن انتفاضة ثالثة، وفيما إذا العمل الحالي رمزي أك مما هو عملي.

وأضاف: “أن جنديين وإسرائيلي قتلوا خلال الشهر الماضي من بينهم التي قتلت على يد عامل في حولون، فيما وقع العشرات من الضحايا الفلسطينيين”، مرجحا أن يكون لذلك تأثيرات ع المستوى السياسي، خاصة مع قرب الانتخابات للكنيست، خاصة وأن هناك أحداث معينة ومماثلة وقعت في سنوات سابقة حسمت مصير الانتخابات.

وقال إن عدم دخول قطاع غزة على خط الأحداث حتى الآن يعود ربما في الدرجة الأولى لسماح الاحتلال بدخول 17 ألف عامل للداخل المحتل.

المراسل والمحلل العسكري لصحيفة “معاريف العبرية” تال ليف رام، أكد أن الوضع الأمني يتصاعد من أسبوع لآخر، مردفًا”: “أحداث القدس إشارة تحذير واضحة لذلك، مع استمرار العمليات في جنين ونابلس عشية الانتخابات ما يؤدي بالميدان إلى شفا الغليان، وهو ما يذكر بالأحداث التي وقعت عشية “حارس الأسوار/ سيف القدس”.

وأشار رام إلى أن هناك فوارق كبيرة بين بؤر التصعيد شمال الضفة وشرقي القدس، ولا يمكن ربطهما ببعضهما البعض، وحكم نابلس ليس مثل حكم شرقي القدس التي تقع تحت مسؤولية حكومية حصرية لإسرائيل، لكن عندما تشتعل عدة جبهات بالتوازي.

واعتبر أن الهدوء في القطاع حاليًا يثبت مرة أخرى أنه عندما تكون حماس معنية بذلك، فإن مفرقعة واحدة لا تطلق، وذلك رغم ما يجري في الأشهر الأخيرة في الضفة.

وأردف: “ستحاول حماس هذه المرة أيضا على ما يبدو أن تبقى على الجدار، لكنها تعرف جيدا بأنها كما تدعي بأنها درع القدس والأماكن المقدسة بأنه إذا انزلق التصعيد إلى أحداث خطيرة في الحرم القد، فستشتد الضغوط عليها لأن ترد وتطلق الصواريخ من القطاع”.

وأكمل رام: “غزة، كما أسلفنا، هادئة تماما، لكن التغيير في صورة الوضع مع القطاع يمكن أن تكون سريعة إذا لم ينجح جهاز الأمن في أن يوقف المنزلق السلس للأيام الأخيرة”.

وحذر من أن استمرار الأوضاع على حالها يعني أن ينتقل التصعيد إلى القدس، ومنها إلى غزة، منوهًا إلى أنه لا توجد حاليًا معلومات استخباراتية أو مؤشرات على الأرض بشأن ذلك، لكن في الماضي القريب كما جرى يمكن أن ينقلب في قطاع غزة.

وشدد على أن جيش الاحتلال لا زال يتجنب تنفيذ عملية واسعة شمال الضفة الغربية لمنع وقوع مثل هذا السيناريو.

اقرأ/ي أيضًا: القناة العبرية: الاحتلال سيركز عملياته الفترة المقبلة ضد عرين الأسود