رعاية الجزائر للمصالحة فرصة تاريخية لاستعادة الوحدة الوطنية

أقلام – مصدر الإخبارية

رعاية الجزائر للمصالحة فرصة تاريخية لاستعادة الوحدة الوطنية، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أمام وقائع العدوان الإسرائيلي واغتصاب الحقوق الفلسطينية لا بد من ضمان نجاح لقاءات الجزائر ودعوتها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية المهمة لإنهاء الانقسام، ومواجهة التحديات الراهنة، ويجب العمل على وضع حد لهذا الانقسام وتلك العلاقات الشائكة بين الفصائل الفلسطينية حيث يحاول البعض الاستفادة من التناقضات القائمة والتي أصبحت خارج نطاق أي توصيف ولا تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وباتت تهدد المستقبل الفلسطيني برمته، ولذلك يجب العمل على ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية ووضع حد لمحاولات بث الفرقة والانقسام داخل المجتمع الفلسطيني تحت أقنعة مختلفة، بهدف بث الإحباط واليأس لتصفية القضية الفلسطينية، ومنع تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وطموحاته في تجسيد حريته واستقلاله الوطني وتقرير مصيره.

لابد من التحرك الفوري من أجل تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي لتفعيل دوائر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسساتها لتخدم تأسيس الدولة الفلسطينية وتعزز مكانتها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والقانونية والمعنوية والمادية بكل أشكالها لمواجهة المخططات والأطماع التي تسعى لتحقيقها السلطة القائمة بالاحتلال عبر السياسة الاستيطانية الاستعمارية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس الشرقية ومنع تهجير أهلها وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وتعزيزًا لوحدة شعبنا التي تجلت في أبهى صورها في الضفة وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر والشتات حول القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

رعاية الجزائر للمصالحة فرصة تاريخية لاستعادة الوحدة الوطنية

لا بد من التحرك العاجل والعمل على كافة الأصعدة العربية والإقليمية والدولية بما فيها المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، وحشد تأييد ومساندة المجتمع الدولي لمواجهة تبعات العدوان المتواصل ووضع حد له واستمرار التحرك الدبلوماسي، من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334، ومواصلة العمل من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والتأكيد على دعم خيار السلام وخاصة حل الدولتين في ضوء ما يمكن تحقيقه دوليًا.

الاحتلال الإسرائيلي يُواصل مخططاته الرامية لتهجير المواطنين في القدس المحتلة من خلال سياسة الهدم وتوسيع الاستيطان ويرتكب الجرائم الوحشية في ظل تشريد عشرات آلاف المواطنين من منازلهم نتيجة تدميرها، إلى جانب تدمير البنى التحتية كاملة في قطاع غزة، بما فيها المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية واستمرار عدوانه المتواصل على أحياء القدس وأراضي الضفة المحتلة تطبيقاً لسياسة الاستيطان الاستعماري ونهب الأراضي وتدمير المزارع ومنازل المواطنين ومنحه الحماية والغطاء للمستوطنين الذين ينفذون العربدة في كل أحياء المدينة، وزرع البؤر الاستيطانية في كافة الأحياء بهدف إفراغ المدينة وتهجير المواطنين في ظل تنكر واضح لكل القوانين والتشريعات الدولية التي تعتبر القدس أراضي محتلة وكل ما يجري من جرائم تعتبر انتهاكا فاضحا للقوانين والشرائع الدولية.

وفي ظل ما يجري من مؤامرات وإمام هذا التطرف الإسرائيلي والتنكر الدولي لا يكون أمام الشعب الفلسطيني الا التمسك بحقوقه والصمود الأسطوري، وتعزيز أواصر الثقة والتمسك بالثوابت الوطنية والدفاع عن الأراضي الفلسطيني، والشعب الفلسطيني لن ولم يسمح بالمساس في المشروع الوطني الذي تجسده ارادته الحرة ووحدته الوطنية وستستمر مسيرة المقاومة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية من أجل أن تبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية والحفاظ على الثوابت النضالية ومسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني.

أقرأ أيضًا: رفض كل أشكال الاحتلال بقلم سري القدوة