ضخ الغاز عبر محطة كاريش.. قرعٌ لطبول الحرب مع لبنان أم إجراء تطبيقي لاتفاق غير مُعلن؟

خاص – مصدر الإخبارية 

أثار إعلان شركة “إنرجيان” بدء الضخ التجريبي المعاكس للغاز الإسرائيلي عبر منصة حقل “كاريش”، بعد ربطها مع منظومة الغاز الإسرائيلية، موجة من التكهنات والتوقعات حول ردود الفعل اللبنانية سيما أن هذا الإعلان يأتي في ظل الحديث عن اتفاق مبدئي حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل أبيب.

وأعلنت  اليوم الأحد، “إنرجيان” أنه في أعقاب مصادقة وزارة الطاقة الإسرائيلية، بدأت عملية الضخ العكسي للغاز بواسطة منظومة أنابيب تحت سطح البحر.

يأتي هذا الإجراء في أعقاب تخوفات إسرائيلية من تصعيد عسكري، بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأنه إذا بدأت إسرائيل باستخراج الغاز من حقل “كاريش”، قبل أن تحصل لبنان على حقوقها الاقتصادية في المنطقة المتنازع عليها في البحر المتوسط، من خلال اتفاق ترسيم حدود، فإن هذا سيعتبر تجاوزا لخط أحمر، وسيؤدي إلى رد فعل.

وللوقوف على أبعاد هذا التطور، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي إن “هذا الأمر سيؤثر استراتيجيا على المنطقة وعلى العالم بأسره لارتباطه بإيصال الغاز إلى أوروبا وإلى روسيا من جهة، ومن جهة أخرى يشكل ضخ الغاز تحدٍ للسلطات اللبنانية وتحدٍ لحزب الله اللبناني”.

تشغيل حقل كاريش وتصعيد محتمل

وتوقع عنبتاوي في حديث خاص لمصدر الإخبارية، أن “يتبع هذا الإجراء تصعيد محتمل، سيما بعد إعلان جيش الاحتلال استعداده لأي عمل عسكري أو مواجهة عسكرية مع الجبهة الشمالية”، واستدرك قائلاً إنه: “في نفس الوقت نجد أن حزب الله قد يتردد في اتخاذ أي إجراء مضاد بسبب التهديدات الإسرائيلية التي وصلت للقول إنها “ستمحو لبنان في حال الرد””.

ورجح أن تكون “المرحلة الراهنة مرحلة متوترة للغاية، ومرحلة ضغط كبير على القرار الرسمي اللبناني، وستؤول الأمور خلال الأيام القادمة باتجاه تصعيد واضح في الموقف، قد يقود في النهاية إلى اتفاق وترسيم الحدود البحرية، وقد يقود إلى نوع من المواجهة وإن كانت محدودة في المرحلة الحالية”. حد تعبيره.

وأضاف عنبتاوي أن “حدود المواجهة في حال بدأت في لبنان ستمتد إلى مناطق مختلفة”، مؤكداً أن تهديدات حزب الله لن تكون مجرد هتافات وشعارات، ومتوقعاً أنه “سيكون هناك قصف محدود المنطقة ويمكن أن تتصاعد الأحداث”، مشيراً إلى أن “الميدان وحده من يقرر الشكل الحقيقي للحدث”.

وتابع بأن “دولة الاحتلال بكافة إجراءاتها سواء مع لبنان أو في الضفة المحتلة، من تصعيد وقتل وعمليات اغتيال وأعمال استفزازية، ستقود بكل تأكيد إلى فتح جبهات قتال مختلفة مع دولة الاحتلال، وهذا ما حذرت منه أجهزة المراقبة العسكرية لدى الاحتلال”.

أطماع ومصالح إسرائيلية

وأشار عنبتاوي إلى أن “الصراع نحو الحكم والفوز بانتخابات الكنيست بين لابيد ونتنياهو عامل أساسي في تحريك الأحداث في الميدان”.

وحول سبب الإصرار الإسرائيلي على تشغيل حقل كاريش، أوضح عنبتاوي أن “المردود الاقتصادي ضخم جداً بالنسبة لهذا الحقل وهناك أطماع إسرائيلية واضحة في هذه الحقول منذ فترة طويلة”.

وأضاف أن “هناك أبعاد استراتيجية على مستوى المنطقة خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما آلت إليه النتائج من شح وصول الغاز إلى أوروبا، واستغلال الاحتلال لهذا الأمر من أجل ضخ الغاز عالميا”.

ووبيّن أن هذا الأمر يأتي أيضا في إطار محاولة وضع سلطات الاحتلال “إسفين” داخل لبنان بين الحكومة وحزب الله سيما في ظل الوضع السياسي والاقتصادي المتراجع جدا في البلاد ومحاولة الاحتلال استغلال الأمور لصالحه”.

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم أن تشغيل حقل كاريش والضخ العكسي للغاز الإسرائيلي، “خطوة جريئة وتحدي كبير”.

وتوقع إبراهيم، في حديث لمصدر الإخبارية، أن يكون هناك “رد لبناني من قبل حزب الله؛ إلا في حال كان إقدام إسرائيل على هذه الخطوة بعد تدخل أمريكي ونجاح المندوب الوسيط في الوصول إلى صيغة اتفاق وإن كان غير معلن”.

وأوضح أن “تشغيل خط غاز حقل كاريش يأتي في إطار الدعاية الانتخابية، وهذا الأمر يأتي بالدرجة الأولى لصالح بيني غانتس”.

ورجح إبراهيم أنه في حال عدم الوصول إلى اتفاق بين الجانبين فإنه قد يؤجل النظر في قضية ملف الغاز والحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.

وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، قد أوعز، الأسبوع الماضي، للجيش برفع حالة التأهب لمواجهة تصعيد عسكري محتمل مقابل حزب الله، بعد إعلان حكومة الاحتلال، برئاسة يائير لابيد، رفض ملاحظات لبنان على مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية التي قدمها الوسيط الأمريكي هوكستين إلى الطرفين.

اقرأ/ي أيضاً: نصر الله مهدداً: إذا تم استخراج النفط من كاريش سنقلب الطاولة على العالم