اتفاق

اتفاق “هش” نهائي ومتوقع بين إسرائيل ولبنان

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان” اتفاق “هش” نهائي ومتوقع بين إسرائيل ولبنان” بقلم/ معتز خليل

تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية واللبنانية والتي تتابعها صحف لندن الصادرة صباح اليوم عن مزيد من التفاصيل حول اتفاقية ترسيم الحدود الناشئة بين البلدين ، ومن واقع هذه الوسائل بات واضحا أن لبنان راضٍ بالتأكيد عن الاتفاقية الناشئة.

غير آن كثير من الأصوات السياسية تشير إلى انه يجب على لبنان أن يجعل إسرائيل توقع الاتفاق في أسرع وقت حتى الانتخابات الإسرائيلية التي قد يفوز فيها اليمين ويوقف المحادثات مع لبنان.

عموما من الواضح أن موضوع الاتفاق مع لبنان سيكون مادة للخلاف السياسي بين الحكومة الإسرائيلية الحالية وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو . ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يعتبر نفيسه حقق نجاحا سياسياً بالاتفاق في عقد تسوية مع لبنان الدولة العدو حتى لو لم يكن هناك اتفاق سلام أو تطبيع بينهما، وهذا يضمن عدم تدهور الوضع الأمني على الحدود الشمالية.

ويزداد الوضع اللبناني دقة خاصة وأن البلاد تعيش وضعاً اقتصادياً كارثياً وبحاجة ماسة لإنتاج الغاز من البحر، وحقل قانا الذي يتحول إلى ملكية لبنانية سيكون بداية لتطور اقتصادي مهم، وقد يتبعه تنقيب واكتشافات أخرى في مجال الطاقة.

وإسرائيل تنازلت في بعض النقاط ولكنها ربحت إستراتيجياً، وهناك اصوات تشير إلى انها الآن بحاجة للبدء في إنتاج الغاز من حقل “كاريش” وتعويض الغاز الروسي في العالم ، بصورة تنعكس إيجابيا عليها وعلى أوضاعها الاقتصادية.

وقد عبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى عن هذه النقطة في تصريحات إعلامية قرأتها له صباح اليوم، مشددا على الأهمية الاستراتيجية للتوصل لاتفاق مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، معربا عن سعادته بإنجاز الاتفاق لأمرين، أحدهما أنه يجعل المنطقة تتفادى حربا أكيدة، والثاني أن الدولة اللبنانية توحدت وتوصلت إلى قرار واحد، مشيرا إلى أنه عندما يكون القرار واحدا فإنه يمكن الوصول إلى ما يريده الجميع.

وقال ميقاتي إن الحديث تركز على التحديات التي يمر بها لبنان، مؤكدا أنه شرح للبطريرك ما اسماه بالاتفاق المتعلق بترسيم الحدود البحرية ورد على عدد من الاستفسارات عن بعض تفاصيل هذا الاتفاق مؤكدا على أهمية هذا الاتفاق استراتيجيا.

عموما فإن هذا الاتفاق يزداد أهمية استراتيجية خاصة مع تصاعد حدة الحرب الروسية الأوكرانية ، وهي الحرب التي أدت إلى ما يشبه الأزمة الاستراتيجية العميقة لأسعار الغاز ومختلف أنواع الطاقة.

بالإضافة إلى سعي لبنان إلى المصادقة على هذا الاتفاق والمصادقة عليه خاصة في ظل حالة العداء الإسرائيلي اللبناني المستمرة منذ عقود.

ولا يخفى على أحد ان هذا الاتفاق ان تم وخرج إلى النور فإنه يعكس رضا إيراني مهم نابع عن محاولة إيران مساعدة لبنان في هذا الوقت العصيب ، فضلا عن أن إيران تعرف تماما ان الواقع الاستراتيجي والسياسي من حولها يفرض ضرورة المصادقة على هذا الاتفاق والعمل به.

عموما يأتي هذا الاتفاق في وقت حرج ، وهو الوقت الذي يعيش فيه العالم أزمة طاقة لا تنتهي منذ اندلاع الحرب الروسية حتى الآن.

Exit mobile version