موسم الزيتون.. خير وفير وطقوس تراثية يتمسك بها الفلسطينيون

خاص- مصدر الإخبارية

يتفاءل المزارع إبراهيم اشتيوي من حي الزيتون جنوبي مدينة غزة بموسم “جني الزيتون” هذا العام.

يقول المزارع اشتيوي الذي يمتلك أرضاً بمساحة تزيد عن 10 دونمات برفقة أشقائه، إنه ورث الأرض عن أبائه وأجداده، موضحاً أن فيها شجر زيتون مزروع منذ عشرات السنين.

ويتحدث لشبكة المصدر الإخبارية، حول موسم القطف هذا العام، الذي بدأ بالأراضي الفلسطينية قبل أيام قليلة، متوقعاً أن يكون الإنتاج وفيراً بشكل واضح.

ويضيف اشتيوي أنهم اعتادوا أن يكون الإنتاج في موسم ما قليلاً فيكون بالذي بعده وفيراً، مشيراً إلى أن ذلك يرجع لعدد من الأسباب أهمها، وفرة المياه والطقس وقدرة الشجر على الإنتاج المتواصل.

ويشير الرجل الأربعيني إلى أن طقوس قطف الزيتون هي جزء من التراث الفلسطيني الأصيل الذي يحرص برفقة عائلته على التمسك به رغم مرور السنوات.

ويقول اشتيوي، تبدأ طقوس يوم القطف منذ ساعات الفجر الأولى ويشارك بها الرجال والنساء والأطفال وتتضمن إعداد طعام الإفطار والشاي على النار كما نردد الأغاني التراثية ونتشارك في العديد من الأشياء.

وبخصوص الأسعار المتوقعة هذا العام، أشار اشتيوي إلى أنها يتوقع أن تكون أقل من العام الماضي، لاسيما مع ذروة الموسم بعد منتصف الشهر الجاري.

وفرة بالزيتون وحفاظ على التراث

السيدة آمنة قديح من مدينة خانيونس (51 عاماً)، تملك عائلتها قطعة أرض كبيرة مزروعة بالزيتون، تقول لشبكة مصدر الإخبارية، إنها تنتظر موسم القطاف من العام للآخر، وتحرص على معايشة كل تفاصيله.

وتوضح أن موسم الزيتون أحد أهم المواسم الزراعية في فلسطين والمرتبطة بالتاريخ والتراث والأرض، مبينةً أن التمسك به وبتفاصيله يعتبر جزءاً مهماً من النضال ضد الاحتلال الذي يسعى بكل قوته لسرقة التراث الفلسطيني ونسبه إليه.

ولفتت إلى أن توارثت عادات قطف الزيتون وطقوس أيام الموسم من عائلتها التي عُرفت منذ مئات السنوات بزراعة أراضيها المنتشرة في بلدة خزاعة شرقي محافظة خانيونس الواقعة جنوبي قطاع غزة.

وتتابع قديح حديثها بشرح أنواع الزيتون المتواجدة في قطاع غزة، وهي (K18-شملالي-المخلوط- الصُّري) وغيرها من الأصناف التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية.

وتوضح أن أهالي قطاع غزة يفضلون استخدام الزيتون بشكلين الأول التخزين عبر “الكبس والتخليل” والثاني هو عصره كزيت يدخل في صنع العديد من الأطعمة والأكلات.

توقعات الإنتاج والأسعار

في تصريحات سابقة لشبكة مصدر الإخبارية توقع تجار ومزارعين أن يتراوح سعر تنكة زيت الزيتون الموسم الحالي ما بين 350 شيكلاً و480 شيكلاً.

ومن جانبه قدر مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني فياض فياض حجم انتاج فلسطين من زيت الزيتون ما يصل إلى 35 ألف طن.

وأضاف فياض في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن “فلسطين حققت أعلى إنتاج زيت زيتون في عام 2019 بواقع 40 ألف طن”.

وتابع فياض أن “انتاج 35 ألف طن وفقاً لتوقعات الموسم الحالي يعني تحقيق ثاني أفضل إنتاج خلال العشرين عاماً الأخيرة”.

وبين أن “التوقعات تُشير إلى أن حجم إنتاج الزيتون في الموسم الحالي قرابة 180 ألف طن بواقع 40 طناً في قطاع غزة 140 ألفاً في الضفة الغربية”.

وتُصدر فلسطين قرابة أربعة آلاف طن زيت زيتون تصل قيمتها إلى 30 مليون دولار أمريكي.

وأكد فياض أن صادرت فلسطين من زيت الزيتون ترسل إلى دول الخليج لأبناء الجالية الفلسطينية في السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان، والأردن وأمريكا ودول أوروبية.

وشدد على أن دول الخليج تستورد ما يصل إلى خمسة آلاف طن سنوياً لافتاً إلى أن الولايات المتحدة واليابان وماليزيا وإندونيسيا تعتبر سوقاً استهلاكياً رئيسياً لزيت الزيتون.

يذكر أن حجم المساحات المزروعة بالزيتون في قطاع غزة تقدر بنحو 43 ألف دونم بينها 34 ألف دونم مثمرة، بمعدل إنتاج طن للدونم الواحد.