رغم اتفاق الحدود البحرية.. ما احتمالية اندلاع مواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أجمع محللان فلسطينيان على أن فرص اندلاع مواجهة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل لا تزال عالية رغم اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل أبيب.

وقال المحللان في تصريحين منفصلين لشبكة مصدر الإخبارية إن” الخلاف على الغاز بين إسرائيل ولبنان ملف مرحلي بين حزب الله وتل أبيب ينتهي بموجب توقيع اتفاق بين الدولة اللبنانية والاحتلال لكن قضايا الصراع الرئيسية بين الجانبين المتعلقة باحتلال أراضي لبنانية كمزارع شبعا تبقى قائمة”.

وأضاف المحللان أن عدم موافقة الاحتلال أيضاً على توقيع الاتفاق بعدما قدمت لبنان بعض الملاحظات عليه قد يفجر الأوضاع كذلك في ظل التهديدات المتبادلة بين الجانبين والتي وصلت مؤخراً لذروتها.

وكان الدبلوماسي الأمريكي ديفيد شينكر قال إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل وحزب الله “لا يفعل شيئا لخفض أو تخفيف التوترات على طول الخط الأزرق حيث ينقب حزب الله”. وأكد اتفاق ترسيم الحدود يؤجل الصراع لكن لا يضمن أمن إسرائيل.

وأوضح المحلل خالد شعبان أن إسرائيل لن تتخلى عن نظرتها لحزب الله بأنه اليد العليا لإيران لتنفيذ سياساتها وأهدافها في المنطقة.

وأشار شعبان إلى أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية يؤجل المواجهة لفترة مؤقتة فقط لكن لا تزال القضايا الخلافية الأخرى قائمة بين الطرفين المتعلقة باحتلال إسرائيل لجزء من الأراضي اللبنانية واستمرار التوتر على الحدود الشمالية من وقت لأخر.

ولفت إلى أن الانعكاس الرئيس للاتفاق سيكون على صعيد التعاون بين الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية في ملفات أخرى وليس مع حزب الله.

وأكد على أن الأثر الإيجابي المحقق للحكومة اللبنانية من الاتفاق احداث انفراجة مالية في البلاد في ظل الوضع الاقتصادي السيئ من خلال استخراج الغاز وتصديره للخارج.

وتقدر كميات احتياطات الغاز الطبيعي في حدود لبنان البحرية بحوالي 25 تريليون قدم مكعب بحسب الحكومة اللبنانية.

وشدد على أن قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل ستبقى قائمة بين الجانبين رغم اتفاق الغاز لاسيما وأن الحزب جزء أساسي من ملفي الصراع الإيراني والسوري مع الاحتلال.

من جهته رأى المحلل طلال عوكل أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل واردة في كل وقت في ظل التزام حزب الله بكونه جزءاً من محور المقاومة الذي تنظر إليه إسرائيل كتهديد رئيس في المنطقة.

وقال عوكل لمصدر الإخبارية إن حزب الله لا يستطيع التخلي عن خطابه القومي المناهض لإسرائيل في ظل استمرار احتلال أراضي لبنانية ووجود اتفاق سلام حقيقي بين البلدين.

وأضاف أن إسرائيل لا تستطع وقف عربدتها في لبنان وعدم ضرب أذرع إيران في المنطقة التي تشهد تطوراً لافتاً في قوتها العسكرية الموجهة بدرجة أولى إليها.

وأشار عوكل إلى أن حزب الله ينظر لإسرائيل كمشروع احتلالي توسعي يطمع بجميع أراضي لبنان والمنطقة.

وأكد أن إسرائيل تركز حالياً على عدم إظهار حزب الله بأي دور في الاتفاق البحري لإظهار نفسها بأنها لم ترضخ له ولم تنفذ ما أراد في ملف الغاز.

وشدد على أن حزب الله ينظر للاتفاق البحري على عكس إسرائيل بأن تنفيذه بشروط الدولة اللبنانية يشكل عنصراً رئيساً من عناصر المواجهة معها.

ولفت إلى أن التزام حزب الله بما توقعه الدولة اللبنانية يعطي دلالات على أنه واقف خلفها ما دامت مطالبها تحافظ وتضمن حقوق لبنان الكاملة في ثرواته البحرية.

وسلّمت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، في 2 (أكتوبر) تشرين أول رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة خطية من الوسيط الأميركي هوكشتين، تتضمن مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع الكيان.

ورد لبنان يوم الثلاثاء 4 أكتوبر على رسالة الوسيط الأمريكي حول مسودة الاتفاق بوضع مجموعة من الملاحظات المقرر عرضها على الجانب الإسرائيلي.

وحذر مصدر لبناني رفيع المستوى من أن رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمقترحات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية “قد يؤدي لانفجار عسكري وأمني”.

وقال المصدر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية إنه: “في حال قررت حكومة لابيد رفض المقترحات اللبنانية، فهي تعلن صراحة أنها تفتح الباب أمام موجة من التصعيد الذي لا يمكن ضبطه أو الحؤول دون تحوّله إلى انفجار عسكري وأمني على جانبي الحدود”.

وأكد أن “الخشية من حصول تطورات سلبية في كيان العدو تبقى رهن الدور الأميركي في اليومين المقبلين”.