يوم النكبة الفلسطينية .. 72 عاماً والفلسطينيون ينشدون العودة والحرية

 -  إعداد/ سامر الزعانين فلسطين المحتلة - مصدر الإخبارية

الخامس عشر من أيار/مايو، وفي مثل هذا اليوم من عام 1948، حل على العالم العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، يوم أُنتهكت فيه أرض فلسطين التاريخية، وقُتّل وشرد أبناؤها، ودُمرت قراها ومدنها، إنه يوم النكبة الفلسطينية.

اليوم يمر 72 عاماً من الألم والأسى على يوم النكبة الفلسطينية ، 72 عاماً من اللجوء والتشتت، لم يكن هذا اليوم سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط البريطاني و “الصهيوني”، لتهجير الفلسطينيين وطردهم من أرضهم، لإقامة دولتهم “اليهودية” المزعومة عليها.

لا شك أن هذا اليوم كان ذروة التهجير تحت وطأة الموت والقتل الجماعي وحسب؛ بل أن ذاك اليوم هو الأكثر دموية وقتل وتشريد وتوزيع للفلسطينين على مخيمات اللجواء حول العالم.

سبق ذلك اليوم سنوات طويلة تعرض فيها الفلسطينيون، لأبشع المجازر والإطهاد والتعذيب والتهجير، وسرقة الأراضي، فقد كانت تخطط ما يسمى الحركة الصهيونية العالمية، وبمساعدة بريطانيا، التي وعد وزير خارجيتها في حينها “بلفور” وعده المشؤوم، بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.

بداية النكبة الفلسطينية والتخطيط لها ..

كانت بريطانيا في تلك السنوات “القوة الكبرى الأولى في العالم”، تساهم في بناء مشروع المنظمة الصهيونية العالمية القائم على إلغاء كافة حقوق الفلسطينيين في أرضهم، وإحلال القومية اليهودية المزعومة مكانها.

كانت المنظمة الصهيونية العالمية التي تأسست عام 1897، على يد اليهودي ثيودور هرتزل، قائمة على خلفيات وديباجات دينية تلمودية وقومية يهودية، التي ترتبط بإلغاء حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه كشرط نجاحها.

مع مؤتمرها التأسيسي الأول، بدء العمل”الصهيوني” السياسي المنظّم لتأسيس الدولة اليهودية المزعومة على أرض فلسطين التاريخية، وكانت بريطانيا الغطاء الحامي والمساعد لهم، وتمثل بدايةً من فتح لندن لقنصلية بريطانيا في القدس عام 1838، وطلبت بريطانيا في حينها توفير الحماية لليهود من غير البريطانيين، حسب أول رسالة من الخارجية البريطانية لنائب القنصل.

بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تأخذ طابعاً أكثر كثافة وتنظيماً منذ عام 1882، بعد تصاعد مشاكل اليهود في روسيا، في حينها حاولت السطات العثمانية التي كانت تحكم فلسطين، بمنع الإستيطان اليهودي لفلسطين، في عام 1887، فُصلت القدس عن ولاية سوريا، التي وضعتها تحت إشراف الحكومة المركزية، لتبقى تحت رعاية أكبر لهذه المنطقة.

في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، كان الوعد المشؤوم الذي تبنت من خلاله بريطانيا بشكل جدي المشروع الصهيوني، الذي من خلاله أعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين؛ وعد بلفور المشؤوم.

بريطانيا تمكنت في العام الذي يليه من إحكام وإتمام احتلالها لفلسطين الذي سمي في حينه الإنتداب البريطاني، وفقاً لاتفاقية “سايكس بيكو” عام 1916، تمهيداً لتنفيذ وعدها المشؤوم لليهود، وطرد أهل فلسطين، وتسهيل هجرة اليهود إليها.

بريطانيا لم تقف هنا وحسب؛ بل وفي عام 1920، تمكنت من دمج وعد بلفور في صك انتدابها على أرض فلسطين، وفق اتفاقية “سان ريمو” التي عرضت على عصبة الأمم في حينها تموز/يوليو 1922.

ومنذ عام 1918 حتى عام 1948، كانت بريطانيا تنفذ مخططاتها بجعل فلسطين وطناً لليهود، بعد أن فتحت الباب أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين، حيث تضاعف عددهم الذي كان 55 ألف يهودي فقط عام 1918، إلى 646 ألفاُ عام 1948، بنسبة 8% حتى 31.7% من السكان.

وكانت بريطانيا في ذلك الوقت تُملّك اليهود الأراضي، فزادت ملكيتهم من نصف مليون دونم، (الدونم= ألف كيلو متر مربع)، أي 2% من مساحة أرض فلسطين، إلى نصف مليون دونم و700 ألف، أي 6.3% من أرض فلسطين.

وخلال تلك الحقبة، تمكّن اليهود بمساعدة بريطانيا، من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والعسكرية.

ورغم تلك المحاولات الاستعمارية والصهيونية في تهجير الفلسطينيين، إلا أن الفلسطينيين صمدوا على مدار ثلاثين عامًا أمامها، واحتفظوا بغالبية السكان، 68.3%، ومعظم الأرض 93.7%.

المؤامرة كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني، إلا أن الفلسطينيين، رفضوا الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني، وطالبوا بالاستقلال، وقامت الحركات الوطنية والإسلامية التي تنادي بذلك.

ونفذت تلك الحركات، “ثورات القدس” عام 1920، و”ثورة يافا”، عام 1921، و”ثورة البراق” عام 1929.

وشكل الشيخ عز الدين القسام، حركته الجهادية عام 1933، لمواجهة الاستعمار والمشروع الصهيوني، وشكّل عبد القادر الحسيني، منظمة الجهاد المقدس.

وتحت ضغط تلك الثورات، وأبرزهم “الثورة الكبرى”، ما بين عامي 1936-1939، اضطرت بريطانيا في أيار/مايو 1939، إلى أن تتعهد بإقامة دولة فلسطين خلال عشرة أعوام، وأن تتوقف عن بيع الأراضي لليهود إلا في حدود ضيقة، وأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات.

لكن بريطانيا تنكرت بالتزاماتها في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1945، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.

وبعد ذلك بعامين وتحديدًا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين، إلى دولة عربية بنسبة 45%، وأخرى يهودية بنسبة 54%، و1% منطقة دولية، متمثلة في القدس”.

أحداث النكبة الفلسطينة عام 1948:

وعند حلول عام 1948، كان اليهود قد أسسوا على أرض فلسطين 292 مستعمرة، وكوّنوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه، والأرغون، وشتيرن، يزيد عددها عن 70 ألف مقاتل واستعدوا لإعلان دولتهم.

وفي مساء الـ 14 من مايو/أيّار عام 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وتمكّنت من هزيمة الجيوش العربية، واستولت على نحو 77% من فلسطين، أي نحو 20 ألف كيلو متر مربع و 770 ألف، من مساحتها الكلية البالغة 27 ألف كيلو متر مربع.

وشرّدالاحتلال بالقوة 800 ألف فلسطيني، من أصل 925 ألف فلسطيني، كانوا يقطنوا هذه المساحة التي أعلنت عليها قيام دولتها.

وحتى عام 1948 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، مليون و400 ألف نسمة.

ودمّر “الصهاينة” حينها نحو 500 قرية فلسطينية، من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا ما يقارب 70 “مجزرة”.

ما تبقى من مساحة فلسطين:” تم ضم 5876 كيلو مترا، والمتمثلة بالضفة الغربية، إلى الإدارة الأردنية، أما قطاع غزة، البالغ مساحته 363 كيلو مترا مربع، فتم ضمها إلى الإدارة المصرية”.

أرقام وإحصاءيات في ذكرى يوم النكبة الفلسطينية 

بيانات الجهاز المركزي الإحصاء الفلسطيني، أظهرت في أحدث تقرير لها، أن عدد الفلسطينيين تضاعف تسع مرات منذ عام 1948 ليصل في نهاية 2019 إلى حوالى 13.4 مليون نسمة.

البيان أوضح بمناسبة يوم النكبة الفلسطينية أنه تم تشريد ما يربو على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية”.

حيث سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني”.

واستعرض البيان واقع اللاجئين الفلسطينيين، موضحا أن عددهم اليوم حوالى 5.6 مليون لاجئ.

وذكر أن حوالي 28.4 في المئة منهم يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة”.

وتطرق إلى واقع الاستيطان في الضفة الغربية مشيرا الى أن عدد المستوطنين اليهود فيها بلغ بنهاية العام 2018 نحو 671 ألف مستوطن.

وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيانه “بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2018 في الضفة الغربية 448 موقعا”.

وترك الفلسطينيون والإسرائيليون قضيتي اللاجئين والاستيطان لمفاوضات الوضع النهائي عند توقيع اتفاقية السلام المؤقتة ” إتفاقية أوسلو ” بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” عام 1993.

وترفض حكومة الاحتلال عودة اللاجئين الفلسطينيين كما ترفض الانسحاب الكامل من الضفة وتخطط لفرض سيادتها على المستوطنات المقامة فيها.