التعليم الفلسطيني شكل آخر للصراع

أقلام – مصدر الإخبارية

التعليم الفلسطيني شكل آخر للصراع، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

تعمل سلطات الاحتلال وفي تطور غير مسبوق على اتباع سياسات تصعيدية خطيرة بخصوص واقع التعليم في فلسطين وخصوصًا في القدس المحتلة مستهدفة النيل من الشخصية الفلسطينية، حيث تعمل على فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس العربية في القدس المحتلة بالقوة وتعمل حكومة الاحتلال بعد فشلها في إقناع المدارس والطلاب وأولياء الأمور بقبول سياسة الأمر الواقع بدأت تمارس الضغوط في محاولة منها لفرض مخططها بالقوة ومحاولة فرضها لمناهج تتبنى الرواية الإسرائيلية وتستبعد الهوية الفلسطينية، وكانت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية قد أصدرت قرارًا بسحب الترخيص الدائم من ست مدارس في القدس الشرقية في إطار محاولات حكومة الاحتلال التدخل بالشؤون الفلسطينية.

ولا يمكن أن يتم التسليم في تلك الممارسات الخطيرة التي تهدف إلى تغييب الحضور الفلسطيني كون أن هذه الممارسات تعد غير أخلاقية ويجب ادانتها، حيث يمارس الاحتلال وأجهزته المختلفة الضغوط والتصعيد ضد المدارس عبر سحب تراخيص واشتراط إعادتها بشطب كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية في المناهج التعليمية الفلسطينية، وهذه الخطوة والتي تتمثل في محاولة فرض تغيير المناهج الفلسطينية بمثابة إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية والحضارة القائمة عبر التاريخ وطمس كل أشكال التواجد الفلسطيني للمدارس الفلسطينية بالمدينة.

وتأتي هذه الخطوات بعد تطور المشهد الإسرائيلي والصراع القائم بين اليمين المتطرف وفرض هيمنته على صعيد الانتخابات القادمة، حيث يتم ممارسة الضغوط على عدد من المدارس في محاولة لإملاء الرواية الإسرائيلية بالقوة وطمس وتغيب الشخصية والحضور الفلسطيني، وأن ما تم اتخاذه من إجراءات ضد عدد من المدارس مرفوض وخصوصًا أن هذه المدارس مشهود لها بالمهنية والوطنية وتؤدي رسالتها منذ سيطرة الاحتلال على القدس وتعد انتهاكا خطيرا لكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن مدينة القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التعليم الفلسطيني شكل آخر للصراع

ولا يمكن تمرير تلك المخططات العنصرية التي تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي على فرضها في ظل تصاعد بورصة الانتخابات الإسرائيلية لفرض واقع عنصري يميني متطرف على المجتمع الفلسطيني، وما يجري محاولة مكشوفة ومرفوضة ومدانة لتشويه التاريخ الفلسطيني واستبداله بالرواية الإسرائيلية، وهو ما لن يقبل به ولو حتى أصغر طفل فلسطيني وسوف تفشل كل تلك المحاولات، كما فشلت جميع المحاولات الإسرائيلية منذ بدء الاحتلال عام 1967 والتي تتكرر مع اقتراب كل عام دراسي جديد، فإن هذه الضغوط العنصرية ستفشل على صخرة صمود المدارس وأولياء الأمور والطلاب كونهم متمسكون في حقوقهم المشروعة.

وبهذا الخصوص نقدر عاليًا المواقف الثابتة والراسخة لتلك المدارس والتي أبدت رفضها لكل مشاريع التصفية وأعلنت عن تمسكها بالحقوق الشرعية، كما نقدر أهمية رفض وتمسك الطلاب وأولياء الأمور بالمنهاج الفلسطيني وهو بمثابة استفتاء على رفض المنهاج الإسرائيلي ورفض مقايضة الهوية الفلسطينية بأي شكل من اشكال المراوغة والتسويف.

والقدس والتي تقف موحدة دوما امام مشاريع الوهم الإسرائيلية تقف موحدة أيضًا اليوم أمام تلك الممارسات القمعية ويتصدى جميع أبناء القدس ويقفون صفًا واحدًا في مواجهة هذه المحاولات الإسرائيلية التي هي واحدة من سلسلة إجراءات احتلالية تستهدف هوية القدس وسكانها، بما فيها الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتقالات والملاحقات والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية حيث تتزامن مع مسلسل تغييب الوعي الفلسطيني والتي اذا ما استمرت ستولد في النهاية نتائج كارثية وسيكون لها تداعيات كبيرة على ساحة الصراع برمتها.

أقرأ أيضًا: رفض كل أشكال الاحتلال بقلم سري القدوة