ما يجري في إيران…خطير ودقيق/ بقلم معتز خليل

أقلام-مصدر الإخبارية

ما يجري في إيران… خطير ودقيق، بقلم الكاتب والمحلل السياسي معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا، والذي تحدث خلاله عن الفتاة الكردية مهسا أميني.
تابعت مثل غيري من أبناء الشعب الفلسطيني التخوف الحاصل الآن مما يجري في إيران وانعكاسه على المشهد السياسي الداخلي للفصائل الفلسطينية، وبات من الواضح هناك مخاوف في قيادتي حماس والجهاد الإسلامي من أن أعمال الشغب والتظاهرات في جميع أنحاء إيران ستضر بتمويلهم، الأمر الذي دفع بعدد من الخبراء والسياسيين إلى التطرق إلى هذه القضية بصورة مباشرة.

ويشير الواقع السياسي إلى أن رهان حركتي الجهاد ومعها حركة حماس على إيران هو الذي سبب هذه الأزمة، خاصة وأن الحركتين سواء حماس أو الجهاد ارتبطت بتمويل مباشر أو حتى غير مباشر من إيران ، وكان دافعهما في ذلك هو عدم وجود مصدر عربي ثابت وجيد للتمويل ، الأمر الذي دفع بالحركتين إلى التوجه مباشرة إلى إيران.

وبعيدا عن هذه النقطة فإن إيران بالفعل تواجه أزمات عديدة، والحاصل فإنه وخلال السنوات الأخيرة، نجا نظام حكم رجال الدين في إيران من عدة موجات من الاحتجاجات الشعبية، لكنه يمر اليوم بـ”أضعف حالاته” في ظل استمرار المظاهرات وانتقالها لمعظم أنحاء البلاد على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد ساعات من اعتقالها من قبل “شرطة الأخلاق” بسبب طريقة ارتدائها للحجاب.

اقرأ/ي أيضا: الرئيس الإيراني يدعو لمواجهة المحتجين على مقتل مهسا أميني بحسم

وأثار مقتل أميني مظاهر التحدي الواضحة من قبل المحتجين على النظام على الرغم من احتمال التعرض لمخاطر الاعتقال أو القمع، حيث يرى الكثير من الإيرانيين، ولا سيما الشباب، أن حادثة أميني هي جزء من سياسة طهران المتعلقة بالتعامل بعنف مع الشابات الإيرانيات.

وتابعت من لندن التصريحات التي أدلى بها مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية المعارض علي نوري زاده ، والذي قال إن الاحتجاجات الحالية تشمل جميع أنحاء إيران، مضيفا أن “مقتل أميني وحد الشعب الإيراني، حيث خرج الكرد والعرب والأذر والمشهديون والطهرانيون والجنوبيون والبلوش موحدين لأول مرة من أجل إدانة النظام والمطالبة بإسقاط خامنئي”.

وتابع زادة الذي نقل موقع قناة الحرة الأميركي تصريحاته قوله أنه حتى في الانتفاضة الخضراء لم نسمع شعارات مماثلة لما يحدث اليوم ومنها قائدنا قاتل وولايته باطل ، ويؤكد زاده أن “هناك غضبا عارما في البلاد من خامنئي الذي اختفى، ولما ظهر لدقائق لم يتحدث أبدا عن الحادثة”.

ويرى زاده أن “من المبكر الحديث عن أن هذه الاحتجاجات قد تؤدي لسقوط النظام، ولكن النظام حاليا في أسوأ أيامه، فخامنئي مريض وموضوع خلافته يمثل مشكلة وأزمة عميقة في إيران”.

اللافت أن كبار الخبراء والمحللين المؤيدين للنظام الإيراني يقللون من خطورة الاحتجاجات على مستقبل النظام، وأنها لن “تستمر طويلا”.

وقال عدد من هؤلاء المحليين إلى أن الاحتجاجات بالفعل تتسع في أكثر من مدينة إيرانية، لكنها لن تؤدي لحصول هزة في النظام ولن تستمر طويلا لعدة أسباب ومنها أنها تستهدف قوات الشرطة المرتبطة بالأمن الداخلي والمواطن الإيراني لا يريد أن يساهم في إضعاف هذه القوات”، حسب قوله.