إعلان لبيد قبول حل الدولتين.. استجابة إسرائيلية لطلب أمريكي في إطار إدارة الصراع

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أجمع محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي على أن إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد قبول إسرائيل حل الدولتين، إجراء استباقي قبل خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، وجاء تلبية لرغبة أمريكية لإظهار تل أبيب بصورة الداعمة للسلام في الشرق الأوسط أمام العالم.

ورأي المحلل بلال الشوبكي أن “لبيد استبق خطاب الرئيس عباس المتوقع بأن إسرائيل تتنصل من حل الدولتين وأنها بدأت خطوات فعلية على أرض الواقع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين لإعاقة ذلك”.

وقال الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الواقع على الأرض يختلف عما ذكره لبيد للعالم من خلال التوسع الاستيطاني المتسارع في أراضي الضفة والقدس وفرض وقائع جديدة على الأرض”.

وأضاف الشوبكي أن “إعلان لبيد لن يفضي لشيء على أرض الواقع في ظل عدم وجود أي تيار في إسرائيل مستعد وقابل للسلام مع الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن” إسرائيل تريد فقط هدوء أمني مع الفلسطينيين مقابل سلام اقتصادي ومواصلة المشاريع التهويدية وتدمير مشروع الدولة الفلسطينية”.

من جهته رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن “خطاب لبيد في الأمم المتحدة وإعلانه قبول حل الدولتين يأتي في إطار الاستجابة لطلب أمريكي بصدور هذا الإعلان كشعار سياسي فارغ من محتواه وبلا قيمة”.

وقال بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية “لا تستطيع أي حكومة يمينة ولا يسارية ولا عربية في إسرائيل تطبيق حل الدولتين”.

وأضاف أن “لبيد تحدث عن حل الدولتين مع ذكر صعوبات تواجه إسرائيل حالياً وإن خرجوا من الضفة الغربية ستصبح تهديد على إسرائيل كقطاع غزة الذي أصبح يملك آلاف الصواريخ بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، وكأنه يعلن قبول حل الدولتين وينفيه بنفس الوقت وأن الأمر مستحيلاً”.

وأشار بشارات إلى أن “قادة الاحتلال ولا حكوماتهم يستطيعون الوصول إلى سلام مع الفلسطينيين في ظل عدم مقدرتهم على إخراج أي إسرائيلي من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس ولا تنفيذ خطة انسحاب تعرض أمنهم للخطر وفق نظرهم”.

وأكد أن “جغرافية الضفة الغربية لا تسمح للاحتلال بتسليم أي جزء مسيطر عليه من الأراضي للفلسطينيين”.

وشدد على أن “انسحاب إسرائيل من أراضي الضفة يضر باستراتيجية دولة الاحتلال المزعومة كون الضفة تشكل عمق استراتيجي مطل على سواحل العمق الإسرائيلي”.

ولفت إلى “إسرائيل متخوفة حالياً من الوقوع في فخ الانسحاب من قطاع غزة وأن يتكرر في الضفة الغربية لذلك تعمل بكل قوتها لتثبيت نفسها على الأرض وتعزيز المستوطنات”.

ونوه بشارات إلى أن “إعلان لبيد حل الدولتين يأتي في سياق شعار إدارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله”.