ما دلالات وضع الفصائل الفلسطينية حجر الأساس لممر مائي في ميناء غزة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أثار وضع الفصائل الفلسطينية وضع حجر الأساس لممر مائي في ميناء غزة تساؤلات عديدة حول أبعاد هذه الخطوة والأبعاد الحقيقية التي تقف وراءها.

وبرزت فكرة الممر المائي للمرة الأولى بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 ضمن جهود التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وتقوم الفكرة على ربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط مقابل تهدئة طوية مع القطاع.

وأجمع محللون سياسيون أن وضع الفصائل الفلسطينية حجر الأساس لممر مائي في ميناء غزة يحمل دلالات عديدة حول تقدم مباحثات التهدئة بين الفصائل والاحتلال الإسرائيلي وتوجهه لتخفيف الحصار الاقتصادي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 16 عاماً.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني العقاد إن” وضع حجر الأساس يؤشر على التلميحات والإسرائيلية بتقديم تسهيلات اقتصادية إلى حركة حماس في قطاع غزة للحفاظ على هدوء طويل الآجل”.

وأضاف العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” وضع حجر الأساس للممر المائي لم يأتي من فراغ، ويبدوا أن الوسطاء الراعيين للتهدئة مع حركة حماس نقلوا إليها بأن الاحتلال يفكر بتشغيل معبر بحري بين قطاع غزة والعالم”.

وأشار العقاد إلى أن” التلميحات بالتسهيلات الاقتصادية وتنفيذها على أرض الواقع يندرج ضمن الرشاوي السياسية المقدمة لحماس في قطاع غزة لاستمرار أطول وقت من الهدوء”.

وأوضح العقاد أن “الاحتلال يلمح بين فترة وأخرى يملح لشيء يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع ويراقب سلوك حركة حماس والفصائل وحفاظها على التهدئة تمهيداً لتنفيذها على أرض الواقع تدريجياً”.

وأكد العقاد أن “جميع الإجراءات الإسرائيلية تدف بدرجة أولى لجعل قطاع غزة خارج دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه جزء منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الدولة المستقبلية القادمة”.

وشدد العقاد على أن “إسرائيل معنية بعدم وجود تمثيل سياسي وجغرافي موحد بين المناطق الفلسطينية”.

وتابع العقاد “علينا توقع وضع حجر أساس لمطار وميناء في غزة خلال المرحلة القادمة في مسعى لإفضاء السيادة لمن يضمن الهدوء طويل الأجل لإسرائيل”.

ورأي العقاد أن “تركيز الفصائل على حقل غاز غزة تقليد لما ينفذه حزب الله بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان وتقوية ورقة وجودهم في قطاع غزة كفعل مؤثر على السياسية الإسرائيلية على اعتبار أن وجود إسرائيل كدولة قوية في الشرق الأوسط يعتمد على الطاقة”.

واعتبر العقاد أن “إثارة الفصائل لموضوع الغاز ضغط على إسرائيل لإعطاء مزيد من الصلاحيات والتسهيلات الاقتصادية لقطاع غزة والتأكيد نحن هنا كمحور مقاومة ويجب الاتفاق معنا أولاً”.

ونوه العقاد إلى أن “المقاومة لن تستطيع توقيع أي اتفاق مع الاحتلال فيما يتعلق بملف حقل عاز غزة في ظل وجود السلطة الفلسطينية الممثلة للشعب الفلسطيني وللاتفاقات مع العالم”.

ويمتلك الفلسطينيون حقلي غاز في البحر المتوسط قبالة شواطئ غزة تم اكتشافهما عامي 1999 و2000، الأول يحمل اسم “غزة مارين” ويقع كليا ضمن المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة مدينة غزة، أما الحقل الثاني فهو “مارين 2″ ويقع ضمن المنطقة الحدودية البحرية بين غزة وإسرائيل.

بدوره، رأى المحلل السياسي إبراهيم أبراش أن وضح حركة حماس وفصائل أخرى حجر أساس لممر مائي بالتزامن مع الحديث عن غاز غزة يدلل على وجود ايحاءات إسرائيلية بإمكانية تحقيق ذلك ولكن ليس الآن”.

وقال أبراش إن “الحديث الإسرائيلي عن الممر المائي ليس رغبة منها في مساعدة الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة بل بهدف تكريس الانقسام بين غزة والضفة وخلق فتنة حول غاز غزة”.

وأشار أبراش إلى أن غاز غزة سيكون محل اهتمام دولي بعد تسوية غاز لبنان في ظل الصراع العالمي الكبير حول الطاقة لاسيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

إلى ذلك توقع المحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن فكرة الممر المائي قديم جديد صعب التطبيق من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إبراهيم في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الحديث عن موافقة الاحتلال على الممر المائي تأتي في سياق الاعلام فقط وفي حال تم ذلك بأي حال فإنه يندرج ضمن سياسات تدوير الحصار وليس رفعه بشرط الحفاظ على آليات التحكم والسيطرة والمراقبة”.

وأضاف أن وضع الفصائل حجر الأساس ضغط فلسطيني في اتجاه إبلاغ العالم والاحتلال أنه في ظل استمرار الحصار سيكون للفلسطينيين خيارات أخرى”.

وأشار إلى أن الاحتلال معني بعدم وجود أي مطارات أو موانئ في قطاع غزة في إطار إبراز عدم وجود مقومات أي دولة فلسطينية.