القضية الفلسطينية وخطابات الزعماء العرب.. مجاملة إعلامية ورفع عتب في الجمعية العامة

خاص – مصدر الإخبارية 

توالت خطابات زعماء الدول العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتسابقت معها الأذهان لفهم فحوى هذه الخطابات ومدى أهميتها وذكرها لقضية لطالما كانت “المركزية” لهم في سالف الأعوام، ألا وهي القضية الفلسطينية وما تشعب عنها من قضايا تمس الكل العربي.

لم يأتِ ذكر القضية الفلسطينية بكافة ملفاتها في خطابات الزعماء العرب، إلا على سبيل المجاملة و”ورفع” العتب، وسط تصدر أحداث عالمية غيّرت مسار كافة السياسات وكشفت زيف الإدعاء بأن فلسطين هي “القضية الأم” والقدس قلبها النابض.

حجم ذكر القضية الفلسطينية لا يتعدى الفقرتين

الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى إبراهيم، تحدث لمصدر الإخبارية، حول مدى حضور القضية الفلسطينية في خطابات زعماء الدول العربية في منبر دولي كمنبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل موجة المتغيرات العالمية الأخيرة.

وقال إبراهيم إن “الدول العربية ممثلة بزعمائها واضح أن موقفها خجول، وخطاباتها حول القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة هي خطابات بلا معنى وخطابات عاطفية أكثر من أن تكون خطابات لها مدلولات سياسية تستخدم أدوات الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى المجتمع الدولي وكل ما نراه ونسمعه هو مجرد خطابات، ولا يتعدى ذكر ملف القضية الفلسطينية إلا في حدود فقرة أو فقرتين”.

وأضاف أن “القضية الفلسطينية يجب أن تركز بشكل أكبر في الخطابات التي ننتظرها بين سنوات وأخرى، ويجب أن يكون الحديث عن القدس أسمى وأكبر من أن يأتي في سياق الحديث الإسرائيلي الذي يستهدف الكل الفلسطيني وما تمارسه إسرائيل من سياسة الاستيطان هناك”.

وتابع: “المتغيرات العالمية الأخيرة تثبت لنا أن الزعماء العرب والدول العربية هم على الهامش وليس لديهم أي تأثير على المستوى العالمي، والولايات المتحدة لا تنظر إليها سوى على أنها دول تطلب الحماية لإسرائيل منها.”

وأردف بأن “ذكر مدينة القدس لم يأت على الإطلاق على جدول الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يأتي ذكر القدس إلا وكأنه ماراً مرور الكرام بشكل إعلامي أكثر مما قد يكون قضية محورية وجوهرية على طاولة النقاشات.”

وقال إبراهيم إن “موقف الدول العربية والزعماء العرب عندما تمارس إسرائيل الضغط على السلطة الفلسطينية التدخل في وقف تزايد أعمال المقاومة، وما جرى في نابلس من أحداث أتت استجابة للضغط الإسرائيلي وربما قد يكون نتاج ضغط أيضاً من بعض الدول العربية”.

وأكد إبراهيم أن “اللقاءات التي يعقدها رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد في الجمعية العامة يهدف من ورائها إلى حرف وتهميش القضية الفلسطينية لكي لا تكون على جدول الأعمال، وكي لا تكون هذه القضية ضمن الأولويات”.

وأشار إلى أن “الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل سلبي على محورية القضية الفلسطينية وحجبتها بشكل لافت من على المنابر الحقوقية العالمية.”

وشدد على أن “القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية للدول العربية ولزعماء الجدول العربية الذين يبحثون فقط عن الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشكل لوبي ضاغط حقيقي لإجبار إسرائيل عن التراجع عن سياساتها الاستيطانية أو الانسحاب من الأراضي المحتلة”.

لابيد والاعتراف بحل الدولتين!

وفي سياق ملفات القضية الفلسطينة، رجحت وسائل إعلام عبرية أن يعلن رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد بالاعتراف بحل الدولتين خلال خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط حالة سخط واستياء كبيرة في الأوساط الإسرائيلية.

وقال موقع “واي نت” العبري، التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” إنه “ستكون هذه هي المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي يتحدث فيها رئيس وزراء إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة عن حل الدولتين”.

وأضاف: “ومع ذلك، سيؤكد لابيد على المخاطر التي ينطوي عليها إقامة دولة فلسطينية”.

ووفق موقع واي نت العبري قال: “من حول لابيد قالوا إن رئيس الوزراء سيؤكد أن إسرائيل لن تفعل أي شيء من شأنه أن يعرض أمنها للخطر، وأن الانفصال عن الفلسطينيين يجب أن يكون جزءًا من الرؤية السياسية، على أساس مفهوم القوة”. وفق قولها

خطاب الرئيس عباس.. محطة تاريخية

وفي المقابل، يترقب الفلسطينيون خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة المقرر في 23 سبتمبر الجاري، بعد أن أعلنت جهات رسمية أنه سيكون “محطة تاريخية”، سيدعو من خلاله المجتمع الدولي إلى التقاط فرصة للسلام.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيانات سبقت خطاب الرئيس عباس، إن “خطاب الرئيس محمود عباس ذو أهمية تاريخية، وسيدعو فيه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتقاط فرصة للسلام، وإجبار دولة الاحتلال على الانخراط في عملية سلام حقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين”.

يذكر أن الرئيس عباس قال في خطابه أمام الجمعية خلال دورتها الـ 76 في 24 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي إن أمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي عاما واحدا لتنسحب من أراضي 1967 بما فيها القدس الشرقية.

اقرأ/ي أيضاً: لقاء بين الرئيس عباس وأبو الغيط حول آخر تطورات القضية الفلسطينية