موسم البلح في غزة .. إنتاج متدنٍ رغم وفرة المحصول والمناخ متهم

تقرير خاص – مصدر الإخبارية

في هذا الوقت من كل عام ومع نسمات الخريف، يبدأ المزارعون بقطف البلح في فلسطين، وبالحديث عن قطاع غزة، فإن أشجار النخيل تتراوح أعدادها حوالي ٢٥٠٠٠٠، ويُعتبر ٧٠٪ من هذا الرقم قيد الإثمار وباقي النسبة في طور الإثمار.

وفي كل موسم، يصل حجم الإنتاج السنوي بقطاع النخيل بكمية تتراوح من (١٥٠٠٠ – ١٨٠٠٠ طن سنوياً )، إلا أن الكمية هذا العام تعد أقل مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب سوء عملية عقد الثمار.

إنتاج متدني

يعتبر الإنتاج بشكل عام هذه السنة جيداً ووفيراً، إلا أن هناك إشكالية اعترضت موسم النخيل تخص تلقيح الثمار، وسوء عملية عقده، مما نتج عنها فاقد كبير بالإنتاج بسبب سوء التلقيح بظل ظروف مناخية مختلفة.

وأكد المهندس إسلام أبو شعيب رئيس مجلس إدارة الجمعية الأهلية لتطوير النخيل بدير البلح بأن طرح هذا العام من ثمار البلح يعد سيئاً بالنسبة للمواسم السابقة، وقال “يعاني موسم البلح 2022 من إشكالية في جودة الثمار، وتدنِ في العملية الإنتاجية بنسبة 40%”.

وأوضح أن المشكلة وُجدت في محافظات قطاع غزة كافة خاصة المناطق التي يتركز فيها قطاع النخيل مثل المحافظات الجنوبية وخصوصاً دير البلح، مما يترتب عليها خسائر للمزارعين.

موسم البلح

أسباب الإنتاج المتدني

وعزا أبو شعيب ذلك إلى بعض السلوكيات الزراعية الخاطئة التي مثل استخدام حبوب تلقيح غير ناضحة، والتسرع في قطف البلح، لبيعها طازجة في وقتها، وللطلب عليها لبعض الصناعات مثل صناعة العجوة وصناعة مربى البلح وصناعة الدبس.

وفي المقابل شجع هذه الصناعات القائمة على قطاع النخيل، وتتداعى الجهود وتتظافر من خلال اللجنة نحو تأمين الحماية للمنتجات المحلية القائمة على هذا القطاع.

إضافة إلى العوامل والظواهر المناخية التي اختلفت بشكل ملفت بموسم التلقيح والقطف حيث تبقى درجات الحرارة منخفضة ويتأخر الصيف بوقت التلقيح، بحين تكون مرتفعة وقت القطف ويتأخر الخريف، مما يؤثر على الثمار.

وأكد على أنه إذا تم التعامل مع الإشكاليات المتعلقة بالتلقيح وعقد الثمار، فإن المواسم القادمة ستكون الأفضل.

وأشار أبو شعيب إلى دور وزارة الزراعة واهتمامها من خلال لجنة دعم قطاع النخيل وتتشكل من وزارة الزراعة والاقتصاد الوطني واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأغذية والزراعة فاو وبعض الفاعلين الذين لهم دور كبير بدعم قطاع النخيل.

ودعا وزارة الزراعة إلى عمل برامج خاصة ببناء قدرات المزارعين، وتكثيف الرقابة والمتابعة، ومكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء.

بلح غزة

تحسين جودة الإنتاج

وفي إطار تحسين الجودة، أوصى أبو شعيب بإنشاء معمل استخلاص لحبوب اللقاح، وشدد على أهمية هذا الأمر في تحسين الإنتاج وجودته بنسبة 100%.
وأمِل أن يصل قطاع غزة إلى طور النضج الكامل للتلقيح بالطريقة التي تنفذها مدينة الخليل في الضفة المحتلة في عملية إنتاج البلح.

وثمن دور بعض الجهات الفاعلة في قطاع النخيل مثل ائتلاف قطاع النخيل في قطاع غزة والذي يضم شركة بلح فلسطين التجارية بالإضافة إلى الوحدات النسوية العاملة في هذا القطاع وممثلين عن المزارعين.

تداخل الفصول أثر على الإنتاج

ووافق م. أدهم البسيوني المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة حديث أبو شعيب بما يتعلق بموسم البلح وأفاد بأن إنتاج هذا العام قد يزيد عن 10 آلاف طن مقارنة بالعام الماضي الذي وصل إلى 13 ألف طن.

وقال إنه “موسم وفير ولكن تداخل الفصول ألقى بظلاله على الإنتاجية بشكل عام لتتدنى بشكل ملفت”.

واعتبر بأن الأجواء التي ترافق عملية تلقيح الثمار غير مثلى، وشرح قائلاً “من المعروف أن أشجار النخيل أحادية الجنس بمعنى إما أن تكون مذكرة أو مؤنثة، بالتالي فهي بحاجة إلى تدخل خارجي من أجل تلقيحها”، وأضاف “يحصل التدخل في ظروف مناخية غير مواتية لتكوين الثمار، وإتمام عمليات عقد الثمار الأمر الذي ساهم في تأخر وتراجع الإنتاج”.

دور الوزارة في متابعة عملية الإنتاج

وأوضح البسيوني أن الوزارة تقدم الدعم والإسناد الكامل للمزارعين من خلال توفير متطلباتهم، وتمنحهم تعليمات إرشادية دائمة من خلال طواقمها الفنية، وتعمل من خلال التجمع العنقودي بالوزارة والذي يضم المؤسسات العاملة في القطاع الزراعي، ومؤسسات التنمية الريفية وتنمية المرأة، إضافة إلى المؤسسات الدولية العاملة في المجال الزراعي، في إرشاد المزارعين.

وفي سؤالنا عن متابعة الوزارة للمزروعات الشخصية في المنازل الخاصة، أكد البسيوني بأنهم يقدمون الاستشارات وينشرون المعلومات الخاصة بكل موسم لأصحاب ليستفيد أصحاب البيوت منها في عملية الإنتاج للنخيل المنزلي.

ولفت إلى إنفاق الوزارة مبالغ من أجل مكافحة سوسة النخيل، وعملت على توفير العلاجات والمصائد الخاصة.

حلول لتحسين الإنتاج

وفي إطار البحث عن حلول لمواكبة التغيرات المناخية لجأت الوزارة إلى زرع أصناف قادرة على التأقلم مع هذه التغيرات مثل البلح الأصفر “البرحي”، والذي بدأ بالانتشار أكثر لدى أوساط الغزيين بشكل أكبر عن السابق.

وتسعى الوزارة إلى توفير ظروف تسويقية مناسبة للبلح، من أجل رفع قيمة المنتجات التي تعتمد عليه، مشدداً على أهمية دعم المنتج المحلي لما له من أهمية اقتصادية.

موسم البلح

ورغم كل ما يمر به قطاع النخيل من مشاكل تؤثر في جودة إنتاجه، إلا أنه قطاعٌ واعدٌ للاستثمار فيه، بسبب الاعتماد عليه في كثير من المنتجات، كونه يتحمل التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها، إضافة إلى تحمله أساليب الري المختلفة بدءً من الري بمياه ذات ملوحة مرتفعة ووصولاً إلى غمره بالأمطار.

اقرأ أيضاً: فياض لمصدر: إنتاج قطاع غزة من الزيتون للموسم الحالي الأعلى في التاريخ