خاص: كيف سيُؤثر تشغيل مطار رامون على الاقتصاد الأردني؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قال الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش، إن “تشغيل مطار رامون الإسرائيلي سيكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد الأردني المتمثل في قطاعات السياحة والخدمات المتعددة والفندقة والمطاعم، والنقل، والحركة، وقطاع التجارة العامة والمشتريات من الأسواق الأردنية وإيرادات آخرى تُجبيها الحكومة بصورةٍ مباشرة وغير مباشرة مِن خلال حركة المسافرين الفلسطينيين ومستخدمي الجسور للسفر إلى المملكة الأردنية والدول الأخرى مِن خلال مطار الملكة علياء كمركز اقليمي لنقل المسافرين إلى وجهاتهم المختلفة”.

وأشار إلى أن ” 50-70 % من عملاء شركات السياحة والسفر بالأردن هم فلسطينيون، ناهيك عن تأثر آلاف العاملين في قطاع الخدمات وموظفي المعابر والجسور والمطارات والنظافة بتشغيل مطار رامون، إضافة إلى امكانات الاستخدام التجاري عبر نقل البضائع من وإلى الضفة الغربية دون المرور بالجسور وهو أمرٌ خطير لا يُمكن قبوله”.

ولفت إلى أن “مطار الملكة علياء سيفقد مكانته كمركز انطلاق للمسافرين الفلسطينيين، وهو ما سيتسبب في انخفاض الإيرادات الملكية الأردنية وتراجع حركة النقل من المطارات إلى الجسور، كما أن المغتربين الراغبين بزيارة أقربائهم وذويهم في مُدن الضفة المحتلة ستنطلق طائراتهم من الدول الخليجية تجاه مطار رامون الإسرائيلي مباشرة، دون الحاجة لدخول الأراضي الأردنية”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “سياح أوروبا الراغبين بالسفر إلى القدس سيُفضلون السفر عبر مطار رامون الإسرائيلي نظرًا لانخفاض تكاليفه مقارنةً مع المعابر والجسور الأخرى، ما يعني التأثير على قطاع السياحة الأردني بصورةٍ مباشرة وتكبيده خسائر تُقدر بملايين الدولارات”.

ولم يستبعد الخبير الاقتصادي الأردني، أن يكون “مطار رامون الإسرائيلي السبب الرئيس وراء اعلان العديد من الشركات الدولية قليلة التكاليف توقف خدماتها رسميًا خلال شهر مارس/آذار المقبل للعام 2023”.

وطالب الخبير الاقتصادي “الحكومة الأردنية بتطوير الخدمات اللوجستية المُقدمة مِن خِلال الجِسور وتُقلل النفقات المالية ما أمكن ذلك، وتوقيف بعض الضرائب المفروضة على المسافرين الفلسطينيين القادمين للأردن، ورفع جودة الخدمات والتعاون لتسريع انجاز المعاملات وخفض التكلفة ووضع حلول للازدحام المُتكرر في كل عام”.

وشدد على أن “استعادة نشاط السياحة في الأردن، عامل مهم لإبقاء عَجلة الاقتصاد التجارية، والسياحية، والفندقية، الخدماتية بصورةٍ مستمرة ومستدامة، تعزيزًا للسيادة الأردنية وخدمة للأشقاء الفلسطينيين ورفضًا لممارسات الاحتلال وأطماعه في المنطقة”.

وكشف أن “مطار رامون الإسرائيلي لن يكون قادرًا على استيعاب مليون مسافر وفق ما أفاد به مدير مركز أمن الجسور، حيث بلغ إجمالي المسافرين خلال فترة الصيف الممتدة من شهر حزيران/ يونيو وحتى شهر آب/ أغسطس الماضي حوالي 950 ألف مسافر، بعدما حطم المسافرون عبر معبر الكرامة (جسر الملك حسين)، الرقم القياسي في يوم واحد، نهاية شهر أغسطس الماضي، بالتزامن مع عودة الحجاج، حيث بلغ عدد المسافرين حوالي 18500 مسافر”.

وأردف، “إسرائيل تُناقض نفسها حينما تُسوق لذاتها أمام العالم على أنها أنشأت مطار رامون من باب رفاهية المسافرين، وبالمقابل تشرعن عمليات القتل والاعدامات بحق المدنيين العُزل، وهو ما يدعونا إلى التفكير جديًا لإغلاق الباب على مصرعيه أمام المحاولات الإسرائيلية للنيل من سيادة الأردن واقتصاده الوطني والفصل بين الضفتين والشعبين الشقيقين”.

أقرأ أيضًا: كاتبة: الاحتلال يُحاول تجريد الأردن من الوصايا على المقدسات فما علاقة مطار رامون؟