حراك تجاه المصالحة - الطريق إلى القاهرة -هجوم البيبيست -الاتفاق الإيراني السعودي - الحكومة لا تغضب - بن غفير مصطفى إبراهيم - العطلة

أحداث نابلس مكيدة إسرائيلية.. بقلم: مصطفى إبراهيم

أقلام – مصدر الإخبارية 

أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن مقتل المراة في تل ابيب جاء على خلفية قومية، وتحقيقات الشاباك تدعي أنها قتلت على يد عامل فلسطيني.
يأتي ذلك في ظل الاستعداد لانتخابات الكنيست، والخشية من حدث ما، يقوض شعور الاسرائيلين بالأمن الشخصي.

ومع اندلاع اشتباكات واحداث عنف مؤسفة ومقتل مواطن فلسطيني في مدينة نابلس على إثر اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية المطلوب للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مصعب اشتية.

وما رافق ذلك من غضب وحملة إدانة واستنكار واسعة من الفصائل الفلسطينية وعموم الفلسطينيين.

خاصة أنها تأتي في ظل التفاف الفلسطينيين حول المقاومين وحمايتهم، وتزايد أعمال المقاومة الفلسطينية المسلحة، وكذلك مقاومة عمليات الاعتقال الإسرائيلية للفلسطينيين في مدن وقرى الضفة الغربية خاصة في مدينتي نابلس وجنين.

أحداث نابلس مكيدة إسرائيلية، استجابة لها السلطة الفلسطينية، ولسنا بحاجة إلى تأكيد وتحليلات الصحافة الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، اعتقلت اشتية تحت تأثير وتهديد إسرائيلي للسلطة بالتحرك في مناطق شمال الضفة لمنع التصعيد ووضع حد للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية.

هل ترى السلطة الفلسطينية اعتقالها اشتيه مكيدة؟ واستجابة للضغط والتهديد الإسرائيلي، لوقف انتشار النار في مدن أخرى في الضفة الغربية أمر خطير جدا وسيدخل الساحة الفلسطينية في مستنقع اشد خطورة، والعودة إلى التاريخ غير البعيد وماذا فعلت اسرائيل في العام ٢٠٠٢ واعتقال جميع قادة الأجهزة الأمنية.
لا يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها الاجهزة الامنية الفلسطينية التي جاءت استجابة للضغط ستكون كافية لإسرائيل لوقف ما يجري في الضفة الغربية، واعمال المقاومة ضد إسرائيل وسياستها العدوانية والاستيطانية وعنف المستوطنين وعجز السلطة واجهزتها الامنية عن توفير الحماية للفلسطينيين.

اعتقال اشتيه قد يشعل النار ضد السلطة وعجزها،في وقت يمر فيه الشعب الفلسطيني بأسوأ مراحل حياته وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية التي لم تعد على جدول الأعمال العالمي ومحاولة تهميشها من قبل دولة الاحتلال.

السلطة لا تدرك حالة الغليان والاحتقان الداخلي، وما وصل إليه حال الفلسطينيين من انقسام وشرذمة وضعف السلطة وعدم قدرتها على مواجهة ممارسات الاحتلال، ووجد الفلسطينيون في تزايد أعمال المقاومة في الضفة فرصة قد تعمل على توحيد صفوفهم، وأيضا فرملة لسياسة الاحتلال العدوانية.

لكن يبدو أن السلطة الفلسطينية لا تقرأ مزاج وتوجهات الناس، ولا التطورات على الأرض، وأن المقاومة وتزايد أعمالها قد تحدد جدول أعمال جديد يمكن الاستفادة منه، بدلا من الاستجابة للضغوط واعتقال المقاومين، والعمل كوكيل أمني لدولة الاحتلال التي تعمل على تغير الواقع على الأرض لمصلحتها.

أحداث نابلس تخشاها إسرائيل أكثر مما تخشاها السلطة الفلسطينية، لأن تعميم ما يجري في نابلس إلى مدن الضفة يعني الفوضى من وجهة نظر إسرائيل التي سيصعب عليها ضبط ما قد ينتج عنها.
لكنها تعتبر ما جرى في نابلس من اعتقال شخص مثل اشتيه بعملية غير عادية خاصة أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لم تتحرك منذ عدة أشهر لتنفيذ اعتقالات في نابلس وجنين.
المؤسف هو ما يتم تداوله من أن ما يجري في نابلس، هو بروفة من حماس للانقلاب على السلطة في الضفة الغربية، وهو ما يردده بعض المحللين الإسرائيليين.
وهذا ما ذكره المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل في مقال نشر مساء أمس الثلاثاء، حيث قال يمكن الافتراض أن السلطة فعلت ذلك على خلفية هجمة الضغط من الجانب الإسرائيلي، والرسائل التي تم إرسالها سرا وعلانية.
فالأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل باستمرار تحت ضغوط مختلفة ومتناقضة. من ناحية، فهم في الأجهزة لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم متعاونون مع إسرائيل. ومن ناحية أخرى، يخشون من احتمال قيام حماس بانقلاب عسكري في الضفة الغربية في المستقبل، كما فعلت بنجاح في قطاع غزة عام 2007.
تدرك إسرائيل تماما ماذا تريد وهي تنظر بخطورة لما يجري في الضفة وأن الأوضاع تزداد سخونة لكن ببطء وبثبات، خطوة بخطوة. على الرغم من أن الوضع في الضفة لم يصل بعد إلى أبعاد الانتفاضة الثالثة.

كما أن إسرائيل لا تعتبر ما يجري في الضفة انتفاضة، لعدم تنظيم مظاهرات حاشدة يخرج فيها الفلسطينيون بشكل جماعي لمواجهة جنود الجيش الإسرائيلي. مع انها تعلم أن أعداد كبيرة من الشباب منخرطين في المقاومة، خاصة في منطقتي جنين ونابلس. وأن عملهم غير منظم، وهذا ما تعتبره واحدة من الصعوبات التي يواجهها الشاباك والجيش الإسرائيلي في وقف أعمال المقاومة المتزايدة.

على الرغم من أن الضفة الغربية تحت الردار الاسرائيلي والمراقبة الحثيثة لمواقع التواصل الاجتماعي، وتعتبرها إسرائيل خلايا وفرق فردية تهرب من المراقبة الإسرائيلية.

إسرائيل تخشى من الواقع الراهن ووقوع هجوم واحد خطير أو هجوم فدائي يذكرها بالصدمات القديمة، وكفيل بتفجير وتغيير الوضع يؤدي إلى تصعيد أكبر، قد يؤدي إلى قيام إسرائيل بعملية عسكرية أكثر شمولاً في شمال الضفة الغربية.

اقرأ/ي أيضاً: أحزاب قبلية، وأحزاب وطنية!.. بقلم: توفيق أبو شومر

Exit mobile version