بني براك تل أبيب - جالية يهودية في كولومبيا - ميدالية باروخ غولدشتاين الذهبية!

أحزاب قبلية، وأحزاب وطنية!.. بقلم: توفيق أبو شومر

أقلام – مصدر الإخبارية 

إن معظم أحزابنا العربية تنطبق عليها صفة الأحزاب القَبَليَّة، لا الوطنية، لأنها لا تَقنع بالمشاركة في صنع القرار، بل تسعى لاحتكار كل القرارات والانفراد بالسلطة، وهي بهذا المسعى تتحول إلى صيغة هيمنة نظام القبيلة، بمفهومها التقليدي الجاهلي.

لمعرفة هذه الأحزاب القبلية إليكم إشاراتٍ ودلائل تُحددها:
إذا أصيب الحزبُ بطغيان القوة، واتخذ قادتُه القرارات الوطنية المصيرية وحدهم بالنيابة عن جميع المواطنين، بغض النظر عن رأي الشعب، فهو حزب قبلي!
إذا أصبح العدو اللدود صديقا ودودا، وأصبح القريب والصديق المخلص منافسا بغيضا وعدوا خطيرا، فإن هذا الحزب حزب قبلي!

إذا كان الحزب مقاولا من الباطن لجهةٍ خارجية، وعلامة ذلك، مصدر دخل الحزب الرئيس حين لا يأتي من جيوب أفراد الحزب، أو من مشاريعه الوطنية التنموية القانونية، بل يأتي من جهاتٍ أجنبية، أو من ابتزاز جيوب الفقراء المعوزين فإن هذا الحزب ليس وطنيا!

إذا أفشل الحزبُ المهيمنُ الديموقراطية بمفهومها الواسع، لأنها تُلغي هيمنته وديكتاتوريته القمعية، بخاصةٍ في مبدئها الرئيس وهو الحق الانتخابي، فإن هذا الحزب ليس وطنيا!

إذا أصبحَ الولاءُ والالتزام بتعاليم وأوامر مؤسسي الحزب وقادتِه مُقدَّما على الكفاءة والأداء والإخلاص للوطن، فإن هذا الحزب حزبٌ قبلي وليس وطنيا!
إذا تحول الحزبُ من حزبٍ تبشيري توعوي إلى ميليشيا حربية، تعتقل المثقفين، وتُطارد المعارضين، وصار اهتمام الحزب الرئيس هو تأسيس أجهزة المخابرات الداخلية، التي لا تلتزم بالقانون، وتمارس العربدة على جماهير الشعب بقوة السلاح، وتعمل ليل نهار على تنظيم خلايا الجواسيس والوشاة، ممن ينقلون أخبار المنافسين، فإنه قبلي!

إذا أصبح الانتماء للحزب، انتماء أسريا وطبقيا، وتحول رجالُ الأحزاب إلى شيوخ قبائل ووجهاء ومخاتير تقليديين، يحلون المشاكل بفناجين القهوة والقبلات، فهذا حزبٌ قبلي!

إذا احتكر الحزب مجالات التجارة والصناعة وكل قطاعات المجتمع الخيرية، وشارك الحزبُ التجارَ وأصحاب رؤوس المال بنصيب من أرباحهم بسطوته ونفوذه، فهو حزب قبلي!

إذا استثمر رجال الأحزاب أموالهم في بنوكٍ أجنبية، وحصلوا على جنسياتٍ وإقامات أجنبية، وصار الوطنُ استثناءً، والهجرة منه هي القاعدة، فهم قادةُ حزبٍ لا ينتمي إلى الوطن!

إذا اغتني مسؤولو الحزب وعائلاتُهم وأنصارُهم، ومُنحت الوظائف الرفيعة لأبنائهم ومقربيهم، وغضَّ الحزبُ النظر َعن فقر الشعب وعوزه، فإن هذا حزبٌ قبلي.

إذا تخلى قادة الحزب ومسؤولوه عن بساطتهم تواضعهم وشعبيتهم، فاستأجروا الحراس والحشم والخدم، وانفصلوا اجتماعيا وطبقيا عن مجتمعهم، فهو ليس حزبا وطنيا!

إذا ازدهرت في الحزب ألقابُ الفخامة، والسعادة، والعطوفة، والنيافة، والسيادة، والجلالة والقداسة، على الرغم من أن هذا الحزب ما يزال يعيش تحت وطأة الاحتلال، فهو أيضا حزبٌ قبلي!

إذا قدَّس أعضاءُ الحزب مؤسسي حزبهم وأعضاءه البارزين، واعتبروهم هم الأول والآخر، والظاهر والباطن، وحظروا انتقاد مسيرتهم، واعتبروا الناقدين أعداءهم، فإنه حزبٌ قبلي!

أخيرا، إليكم تعريف الحزب الوطني:

الحزبُ الوطني وسيطٌ شريفٌ ونزيه بين الشعب والحكومة، يتولى عرض مشكلات الشعب أمام القانون والسلطات التنفيذية، فهو لسانها الناطق بهمومها واهتماماتها، يقدم الاقتراحات لحل المشكلات، ويرفع شعارا مركزيا؛ تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء القومي، ويُسدِّدُ ثغرات النقص في مجال الخدمات، ويقوم بدور التثقيف والتوعية والإرشاد، وليس عيبا أن يشارك الحزبُ بمفهومه السابق في صنع القرار بوسائل ديموقراطية، وأن يُقوِّم العثرات والإخفاقات والفشل في الأداء الحكومي، مع التأكيد ألا يكون هدف الحزب الرئيس إقصاء وإلغاء الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات الاجتماعية والسياسية المنافِسة له!

اقرأ/ي أيضاً: يا سلطة لقد بلغ السيل الزبي .. بقلم مصطفى الصواف

Exit mobile version