أحداث نابلس: رسالة غضب ضد الاعتقال السياسي.. لماذا سارعت السلطة باحتواءها؟

خاص – مصدر الإخبارية

اتفاق لإنهاء حالة الغليان والأحداث الأخيرة على خلفية اعتقال أجهزة الأمن المطارد لقوات الاحتلال الإسرائيلي مصعب اشتيه وأحد زملاءه، أعلنت عنه لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس فجر اليوم الأربعاء، فلماذا سارعت السلطة وأجهزتها باحتواء الموقف؟

المحلل السياسي أمين ابو وردة أكد أن تدحرج الأمور في اليوم الثاني لأحداث نابلس لمرحلة صعبة، دفع بلجنة التنسيق الفصائلي وكافة المواطنين لقرار بالتوافق والجلوس مع المحافظ والمسؤولين للتوصل لاتفاق ينهي الأحداث.

واعتبر أبو وردة في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن الحل الذي تم التوصل ليس مرضي للجميع ولكنه وسطي، مؤكداً أهمية إنهاء الأحداث منعاً للتعدي على الممتلكات العامة وإغلاق الجامعات والمدارس وتعطيل كافة مناحي الحياة.

ولفت إلى أن الاتفاق ينص بشكل مبدأي على إنهاء الأحداث مع  استدراك باقي الملفات لاحقاً، والنظر بقضية المعتقل مصعب اشتية بشكل جانبي مع سرعة إنهاء ملفه.

وبيّن أن الاحتجاج الأخير على الاعتقال السياسي أوصل رسالة للسلطة وأجهزتها الأمنية بأن الشارع الفلسطيني لا يقبل العودة لهذه السياسة، وأن قضية المطلوبين لدى الاحتلال أبرزت احتضاناً شعبياً كبيراً وكانت لمسة وطنية في نابلس لاحتضانها مصعب اشتية ودفاعها عنه أثناء مطاردته من الاحتلال وحتى بعد اعتقاله من الأجهزة الأمنية.

وأوضح أبو وردة أن حالة الضغط والغليان والانتقادات اللاذعة للسلطة التي نتجت عن اعتقال اشتية ورفيقه ستجعل أي خطوة اعتقال سياسي قادمة خطيرة ولن تكون سهلة، وهي سياسة مرفوضة منذ التسعينات.

دعوة للسلطة بالالتزام

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب أكد أن لا أحد يريد تصعيد الأمور في نابلس، وأن الاتجاه في التصعيد يجب أن يكون في وجه الاحتلال.

وقال حبيب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إنه ورغم اختلاف الكثيرين مع السلطة، لكن بكل تأكيد ذلك لا يعني الصدام معها، وأنه ليس من مصلحة أحد التوتر والمستفيد الأكبر منه الاحتلال.

وأردف: “سعيدون لما تم التوصل إليه من اتفاق لإنهاء للأحداث، فحال استمرارها كانت ستؤثر بشكل كبير على وحدة الشعب الفلسطيني”.

في السياق وجه حبيب رسالة للسلطة بضرورة التزامها بكل ما توافقت عليه مع القيادات الشعبية، وإبراز صورة بأن السلطة مع المواطن وليست حارساً للاحتلال”.

وأضاف: “الاعتقال السياسي متوافق على رفضه وطنياً وخاصة للمقاومين والمطلوبين للاحتلال، فهو أمر مشين ولا يصب إلا بمصلحة العدو ويجب أن تكون السلطة مع الشعب في مشروع التحرر”.

دعوة لاحتواء الشعب

الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع بيّن أن الحل في حالة الغليان التي شهدتها نابلس أن تحتويها السلطة ولا تلتف عليها، مشيداً بالموقف الوطني الرافض لاعتقال اشتية ورفيقه والذي يحتم على السلطة وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عنهم.

وأردف: “معنيون بأن تقوم السلطة بالتقاط رسالة الجماهير الغاضبة والمواقف الحقوقية والمطالبة بالإفراج عنهم، وأن تنحاز للشعب في ظل الأوضاع الساخنة التي تعيشها الضفة هذه الفترة”.

وأكد القانوع دعم الجمهور الفلسطيني في الوقوف بوجه الاعتقال السياسي وضرورة الضغط المدني والفصائلي والمؤسساتي لإيقاف هذه السياسة.

وتضمن الاتفاق في نابلس العمل على إنهاء ملف المطارد مصعب اشتية بصورة مرضية والعمل على وضع سقف زمني للإفراج عنه.

كما شمل اعتبار حالة المطاردين حالة وطنية دون العمل على ملاحقتها بدواعٍ أمنية، والإفراج عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في الأحداث عدا المعتدين على الأملاك الخاصة والسرقة، وعدم ملاحقة أي شخص على إثر هذا الحدث.

اقرأ أيضاً: هذه أبرز بنوده.. أنباء عن اتفاق ينهي الأزمة في مدينة نابلس