السلم الأهلي في مدينة الخليل

كاتبة: الاحتلال يُحاول تجريد الأردن من الوصايا على المقدسات فما علاقة مطار رامون؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قالت الكاتبة والباحثة الفلسطينية تمارا حداد، إن “مطار رامون فُتح أمام الإسرائيليين كبديلٍ عن مطار إيلات، في خُطوة لإحياء منطقة النقب عبر تسيير الرحلات الجوية، وتعزيز الاقتصاد وتشجيع السياحة، لكن الجانب الإسرائيلي صُدم من عزوف “المستوطنين” عن “رامون” تجاه مطار “بن غوريون” ما نتج عنه فتح المطار أمام المسافرين الفلسطينيين بهدف تعزيز مصالحه الاقتصادية واستثمار عمل المطار بطريقة مُجدية يُحقق منها الاحتلال أرباحًا مادية ومكاسب مالية”.

وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “النظام الأردني يعتاش على العائدات المالية والرحلات السياحية وتشغيل مطار رامون سيكون له انعكاسات واضحة على الاقتصاد الأردني كون “المملكة” تعتبر بوابة العبور للمسافرين مِن أهالي الضفة الغربية”.

وأشارت إلى أن “الاحتلال يتعمد تضييق التواصل الديموغرافي بين الفلسطينيين وأهالي المملكة الأردنية الهاشمية بحُكم العلاقات الوطيدة بين الشعبين على مدار السنوات الماضية، والتي تعمقت نتيجة المواقف الأردنية تجاه فلسطين والعلاقات العائلية والتجارة وغيرها”.

وأوضحت أن “وجود مطار رامون بديلًا عن جسر الملك حسين، سيسهم في فك الارتباط بشكلٍ حقيقي من جميع النواحي “الادارية، والسياسية، والاقتصادية”، ما بين الأردن والضفة الغربية، ما سينعكس سلبًا على المساس بالسيادة الأردنية الهاشمية ضمن محاولات الاحتلال إضعافها، للظهور أمام العالم على أنه المترأس الفعلي للناتو العربي الإسرائيلي كقوة اقليمية مُهيمنة على المنطقة”.

ولفتت إلى أن “الاحتلال يُحاول تجريد “المملكة” من الوصايا الأردنية على المقدسات الإسلامية بمدينة القدس ما يجعله يُواصل ضغوطه الاقتصادية على الأردن بهدف الاستيلاء على القدس كاملة بشرقها وغربها لوضعها تحت الوصايا الإسرائيلية، لكن مساعي الاحتلال تُصدم بتشبت المملكة باتفاقية وادي عربة واتفاقيات السلام المُوقعة التي تضمن بقاء الوصايا الأردنية على المقدسات”.

ونوهت إلى أن “الاحتلال يسعى مِن خِلال فتح مطار رامون إلى تشريع عملية التهجير الطوعي للسُكان الفلسطينيين وخاصةً فئة الشباب، عبر الاعلان عن أولى الرحلات الجوية إلى قبرص وتركيا واليونان وهي أكثر الدول التي يقصدها سُكان قطاع غزة قسرًا هربًا من الحصار الإسرائيلي والظروف المعيشية القاسية المستمرة منذ ما يزيد عن 15 عامًا”.

وأردفت، “الاحتلال الإسرائيلي نشأ على عقيدة صهيونية قائمة على سفك الدماء والارهاب وسرقة الأراضي الزراعية وشرعنة الاستيطان وتهويد المقدسات وانتهاك حُرمتها، والاعدامات الميدانية وطمس الهوية الوطنية، وتزييف الحقائق، والتعدي على الأطفال والشيوخ والنساء بوحشية وهمجية دون الاكتراث للقانون الدولي الإنساني”.

واستطردت، “الفلسطينيون لدى سفرهم عبر جسر الملك حسين يُواجهون العديد من الصعوبات والتحديات حتى يحتاج إلى مدة زمنية تتراوح ما بين 4-5 ساعات ليستطيع الوصول للجسر الأردني وهو ما يُكبّد المسافرين عناءً نفسيًا ومعنويًا، إضافة إلى أن المسافرين أصبحوا لا يطيقون تخطي 3 معابر وهي معبر الاحتلال والمعبر الفلسطيني وانتهاءً بالمعبر الأردني”.

وتابعت، “المعاناة التي يجدها المسافرون خلال تنقلهم ليست أمرًا هينًا وتحتاج لوقت وجهد كبيرين، وهو ما يتسبب في تعريض حياة عشرات المرضى للخطر نتيجة الانتظار المتواصل لعدة ساعات على التوالي، إضافة للتكاليف الباهظة التي قد تصل إلى 650 شيكل تُدفع ضريبة لجسر الملك الأردن، إلى جانب تكلفة “باصات النقل” وحاملي الشُنط وغيرها”.

ورأت “حداد” أن “الاحتلال الإسرائيلي يسعى في الوقت الحالي لتخفيف حِدة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي واختزال نضالات الشعب الفلسطيني بتحقيق جزءًا بسيطًا من الرفاهية الاقتصادية للفلسطينيين وهو جزءٌ مِن صفقة القرن، في ظل عدم وجود أُفق سياسي واضح للعلاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وأكدت على أن “السلطة قادرة على تحذير المواطنين مِن خطورة السفر عبر مطار رامون الإسرائيلي، وإرشادهم للسفر عبر مطار الملك حسين، مِن خلال التعاون مع الجانب الأردني لتخفيف الإجراءات التي يُواجهها المسافرون خلال تنقلهم إلى المملكة الأردنية الهاشمية”.

أقرأ أيضًا: ما هي الأبعاد الأمنية لتشغيل مطار رامون؟ خبراء يكشفون لمصدر

Exit mobile version