يا سلطة لقد بلغ السيل الزبي .. بقلم مصطفى الصواف

أقلام-مصدر الإخبارية 

يا سلطة لقد بلغ السيل الزبي، مقال بقلم الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، وفيما يلي نص المقال كاملا:_
ما جرى الليلة الماضية في الضفة الغربية مؤشر يشي أن الفلسطيني بات أكثر تحركا وثورة ضد الظلم والبطش والإرهاب الذي تمثل عموده الفقري قوات الاحتلال ثم تأتي أجهزة السلطة الأمنية لتلعب نفس الدور الذي يلعبه الاحتلال رغم أن فيها عددا لا بأس به من الشرفاء.

ما حدث في نابلس أولا وقيام أجهزة أمن السلطة باعتقال المطارد اشتية وزميله طبيلة بأمر من الاحتلال كونهما مطاردين مطلوبين للاحتلال، ثم ما حدث من تظاهرات ومسيرات وبعض التجاوزات من إطلاق نار على المقار والمراكز في جنين ونابلس وغيرها والدعوات التي صدرت من الكل الفلسطيني بضرورة الخروج إلى الشارع والاحتجاج وما حدث بكل أسف من إطلاق نار على المتظاهرين في نابلس وأدى إلى استشهاد أحد المواطنين على الأقل يؤكد أن قادة الأجهزة رسموا الخط الأخير لنهاية مشوارهم وتعاونهم مع الاحتلال وأن الثورة التي جرت في مدن الضفة هي بداية النهاية لهذه السلطة وهو أمر يشير إلى أن التحرك سيستمر بشكل أكبر وأعنف الأمر الذي لا تحمد عقباه.

تحرك أجهزة السلطة نحو اعتقال اشتية وطبيلة بعد تهديدات الاحتلال تؤكد أن ما حرك هذه الأجهزة في تحقيق مطالب الاحتلال هو الخوف على مصالحهم الشخصية وليس العمل على حماية المواطنين والمقاومين كون أن هدف الحماية لا يتم عبر الاعتقال والقتل بل عبر التصدي لقوات الاحتلال والالتحام مع الجماهير في مواجهة المحتل ، ولكن ما حدث يؤكد أن قادة هذه الأجهزة يتلقون أوامرهم من قادة الاحتلال ويعملون على ما لم يستطع القيام به الاحتلال بسهولة لو حاول الاقتحام والاعتداء والقتل ضد المقاومين.

اقرأ/ي أيضا: الفصائل تدعو السلطة الإفراج عن اشتية وطبيلة ومحاسبة قتلة يعيش

ما حدث ليس جديدا على قادة أجهزة الامن بل هو تأكيد للمرة الالف أن هذه الأجهزة وقياداتها لا تحمل مشروعا وطنيا وهي باتت بشكل واضح أداة من أدوات الاحتلال وعلينا العمل على قطع يد الاحتلال وأدواته بكل الطرق.

ما حدث في نابلس والضفة هو رسالة إلى الرئيس الجزائري بشكل عملي وواضح بأن محمود عباس وفريق أوسلو لن يغيرهم أي جهد يمكن أن ينهي حالة الانقسام وإعادة الوحدة وهو تأكيد على ان هذه السلطة وأجهزتها الأمنية هي جزء من الاحتلال وأداة لتحقيق أهدافه ولن يكون هناك أي مؤشر يمكن الاستناد عليه يقول أن هناك تغييرا في عقلية عباس ومشروعه السياسي وهو إجابة على نتائج اللقاء في الجزائر قبل أن يبدأ

فإذا لم تستجب السلطة وأجهزتها الأمنية للمطالب الشعبية والفصائلية بالعمل الفوري على اطلاق سراح اشتية وطبيلة والمعتقلين السياسيين الذين يرزحون في سجن أريحا سيئ الصيت والسمعة فالأوضاع لا تبشر بخير وتشير إلى أن المواجهة قادمة لا محالة.