إعادة العلاقات حماس سوريا

ما هي تداعيات إعادة العلاقات بين حماس وسوريا على القضية الفلسطينية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أحدث قرار إعادة العلاقات بين حركة حماس وسوريا، جدلًا واسعًا بين المواطنين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، حيث تباينت الآراء بين مُؤيد ومُعارض، في صورةٍ عكست وجهات نظر مختلفة من قضية باتت تتصدر المشهد على المستوى العربي والاقليمي.

فمن المواطنين من رأى أن إعادة العلاقات مع نظام الأسد لم يكن أمرًا موفقًا كون “بشار الأسد” هو المسؤول عن عشرات المجازر التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في مدينة سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011.

وعلى الطرف الأخر، رأى كثيرون ومنهم القوى الوطنية والإسلامية، أن اعادة العلاقات بين “حماس” وسوريا، لها أهمية بالغة خاصةً في ظل التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ناهيك عن الموقف السوري المُعلن من رفض التطبيع مع الاحتلال والتأكيد على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية.

خطوة في الاتجاه الصحيح

طلال أبو ظريفة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية قال، إن “تطوير العلاقات بين حماس وسوريا خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصةً في ظل المواقف المتقدمة للجمهورية العربية السورية وتمسكها بطبيعية الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي وعدم الاعتراف بشرعيته في المنطقة”.

وأشار في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “سوريا لم تُوقع أيًا من الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وكانت دومًا داعمًا قويًا للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن إعادة العلاقات مع سوريا يقطع الطريق أمام محاولات أعداء شعبنا والجمهورية العربية السورية اللعب على التباينات الفلسطينية – السورية، خاصةً في ظل سعي الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” لإقامة حلف الشرق الأوسط بهدف تعزيز النفود الصهيوني في المنطقة وتعزيز مصالح الولايات المتحدة”.

وأكد على “وجود علاقات قوية بين سوريا وفلسطين، ما يدفعنا للحفاظ على العلاقات مع الدول العربية المناضلة من أجل الحقوق الوطنية، بما يُحقق مصلحة شعبنا في التحرر والاستقلال وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

قلب محور المقاومة

من جانبه، رحّب فتحي أبو علي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية في لبنان، بالتقارب بين سوريا وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مؤكدًا على مِن يريد البقاء في محور المقاومة عليه التمتع بعلاقة إيجابية مع الجمهورية السورية كونها تُمثّل قلب “المحور”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “بوحدة قوى المقاومة نتغلب على محور الشر الصهيوأمريكي وأعوانه في المنطقة، وهو ما يتطلب العمل الجاد تجاه انهاء الانقسام وتعزيز دور المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال ومخططاته التصفوية لشعبنا وقضيته العادلة”.

تحشيد الموقف العربي والإسلامي

الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني – لبنان خالد عبد المجيد قال، “تابعنا باهتمام بالغ القرار الذي اتخذته حركة “حماس” حول إعادة العلاقات مع سوريا والتقينا مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في العاصمة اللبنانية بيروت وعبّر ممثلًا عن إخوانه في “المكتب” عن استعداده لإعادة العلاقات بين الجانبين”.

وحول دور جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فيما يتعلق بإعادة العلاقات الثنائية، أشار إلى أن “الجبهة كانت دومًا من الداعين الأوائل لإعادة العلاقات بين حركة حماس باعتبارها رأس حركات المقاومة الفلسطينية  ومرجعية أساسية من مكونات شعبنا خاصةً في قطاع غزة ولثقلتها السياسي في الساحة الفلسطينية والمنطقة”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “على مدار السنوات الأخيرة، حاولنا تقريب وجهات النظر بين الجهات السورية المعنية وبين وفود حركة حماس الوافدة إلى العاصمة بيروت بهدف خلق تناغم وطني حقيقي بين الشعبين الشقيقين بما يخدم المصلحة الوطنية ويُعزز الجهود في مواجهة الاحتلال”.

ولفت إلى أهمية “إعادة العلاقات في الوقت الجاري، تكمن في ضرورة تحشيد الموقف العربي والإسلامي لمواجهة التحديات التي يُواجهها شعبُنا الفلسطيني والتي تعصف بالأمة في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية التي تُحاول من خلالها الولايات المتحدة ابتزاز دول المنطقة للقبول بوجود الاحتلال الصهيوني كأمر واقع”.

وبيّن أن “المعادلات الجديدة التي نراها اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي ستكون لصالح القضية الفلسطينية، مما يتطلب تعزيز وترميم علاقات الشعب حركة حماس مع دول محور المقاومة بما يخدم القضية الوطنية، مؤكدًا على أن إعادة العلاقات الثنائية سيسهم بتعاظم قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته المشبوهة في المنطقة”.

وأوضح، أن “إعادة العلاقات بين سوريا وحماس، سيسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين، كما ستتجاوز أي إشكاليات حدثت سابقًا خاصة وأن مخيم اليرموك للاجئين لحقه دمارًا كبيرًا نتيجة الحرب السورية عام 2011 ما يتطلب حشد جميع الجهود للإعادة الحياة الطبيعية للمخيم وقاطنيه”.

ونوه إلى أن “مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قدمت تضحيات جِسام منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى جانب الشعب السوري الذي شكّل درعًا حاميًا للمقاتلين الأحرار، ما يستوجب العمل على ترميم المخيمات بشكلٍ يُوقف حالة النزوح القسري خارج المخيمات”.

مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية

الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا رأى أن “عودة العلاقات بين سوريا وحركة حماس، يأتي في ظل السعي الجاد لجمع الجهود كافة التي تدعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، الذي مارس خلال السنوات الماضية، هجمة كبيرة على الحاضنة الشعبية للمقاومة على المستوى المحلي والإقليمي، مِن خلال شرعنة التطبيع الرسمي مع بعض الأنظمة العربية”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “سوريا عبّرت دومًا عن مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية تتمثل في رفض التطبيع والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره العدو المركزي للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في فلسطين والمنطقة”.

ولفت إلى أن “قرار حركة حماس يأتي في سياق جهود عربية واقليمية ودولية لتحسين البيئة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية في ظل تنامي العلاقات الثنائية بين الاحتلال والعديد من الأنظمة العربية وصلت إلى بناء تحالف أمني عسكري وهو ما يتعارض مع حركة حماس ومشروع المقاومة الذي يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لصالح تعزيز المقاومة في وجه الاحتلال”.

وفيما يتعلق بجهود حركة حماس لاستعادة العلاقات مع السعودية والأردن، أكد أن “المملكة العربية السعودية تُعد احدى أهم الدول العربية التي كانت على مدار السنوات الماضية داعمًا استراتيجيًا للثورة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية”.

وشدد على أن “السعودية شكّلت خلال سنوات الثورة الفلسطينية داعمًا قويًا على جميع المستويات السياسية والمالية والاجتماعية، وقرار استعادة العلاقات مع “المملكة” يُعتبر أحد أهم الخِيارات الاستراتيجية الواجب على حماس التوجه نحوها، كونه يأتي في إطار إدارة علاقات سياسية متعددة مع الدول الوازنة في المنطقة”.

أقرأ أيضًا: في ظل التطورات السياسية بالمنطقة عودة للعلاقات بين حماس وسوريا

Exit mobile version