الأعياد اليهودية.. متى تبدأ وتنتهي؟ ولماذا تتحوّل إلى موسم تصعيد بحق الأقصى؟

خاص – مصدر الإخبارية 

يستعد الإسرائيليون لموسم جديد من تصعيد الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية خلال موسم الأعياد اليهودية الأطول، بعد أن أعلنت “المؤسسة الحاخمية المركزية لجماعات الهيكل المتطرفة (السنهدرين الجديد) عزمها نفخ البوق داخل باحات الأقصى ضمن احتفالها برأس السنة العبرية.

وتنطلق فعاليات رأس السنة العبرية في السادس والسابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الجاري.

وعن طقس النفخ في البوق خلال رأس السنة العبرية، أوضح الباحث المقدسي جمال عمرو، أن البوق التوراتي يشترط ألا يكون ملتوياً وأن يصنع من قرن ذكر الماعز، وأنه مع تحقق هذا الشرط في البوق المصنوع حديثاً، استغلت ما يسمى بـ “جماعات الهيكل” الفرصة لاستعراضه وإعلانها عزمها النفخ فيه داخل الأقصى.

وقال الباحث عمرو، في حديث خاص لمصدر الإخبارية إن “المجلس الحاخامي لم يكتف باستعراض البوق الجديد، بل لجأت لمسار قانوني بانتزاع قرار قضائي يسمح بممارسة هذا الطقس في ساحات المسجد الأقصى، بادعاء أن محكمة الاحتلال اعتبرت عام 2015 أن النفخ بالبوق ليس عملاً استفزازياً”.

وأوضح أن “السنهدرين” تستند في إدعاءاتها أيضاً للانتهاك الذي سجله حاخام جيش الاحتلال الإسرائيلي شلومو جورين عندما دخل المسجد الأقصى خلال حرب عام 1967 ونفخ في البوق داخله، معتبرة أن نفخه في هذا المكان هو جزء من الوضع القائم الذي فرض بعد يونيو (حزيران) 1967، مشيراً إلى أن مفهوم الوضع الراهن في القانون الدولي يتحدث عن الحفاظ على الأقصى كما كان عليه مع سلسلة من الانتهاكات الجديدة.

ويبدأ موسم الأعياد اليهودية برأس السنة العبرية، مروراً بيوم الغفران، وانتهاء بعيد العُرش، وخلال هذه الفترة يبقى المسجد الأقصى رهين الانتهاكات والاعتداءات.

أقدس أيام السنة العبرية

وحول يوم الغفران، قال الباحث المقدسي لمصدر إن هذا اليوم يعتبر أقدس أيام السنة وهو المتمم لـ “أيام التوبة والغفران العشرة” التي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة، ويصوم به المتدينون لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية في الكنس.

وأضاف أن هذه المناسبة ستصادف هذا العام يوم الخامس من أكتوبر (تشرين الثاني) المقبل، متوقعاً ألا تكون أعداد المقتحمين كبيرة بسبب توقف الحياة وحركة المواصلات، وأن غالبية المقتحمين سيكونوا من الحاخمات، لإحياء الطقوس المركزية القربانية التي كان مركزها “الهيكل” وفق مزاعم توراتية.

وأردف عمرو أن المتطرفين سيحاولون محاكاة فكرة تقديم القربان حتى وإن لم يدخلوه عبر الصلوات، خاصة ما يسمى بصلاة بركات “الكهنة” التي تعبر عن ذلك.

وذكر أن في هذا اليوم ينفخ في البوق مع غروب الشمس، على عكس رأس السنة العبرية التي ينفخ في البوق خلالها في الصباح.

العُرش.. خاتمة الأعياد اليهودية

وفي ختام أعياد اليهود، يكون عيد العُرش أي المظلة، الذي يحتفلون به بداية من 10 وحتى 17 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويتطلع المتطرفون خلاله لإدخال قرابين نباتية إلى المسجد الأقصى، وفق الباحث المقدسي جمال عمرو.

وتابع عمرو، “سيحاول المتطرفون إدخال سعف النخيل وثمار الحمضيات وأغصان الصفصاف إلى داخل الأقصى، باعتباره الهيكل، وباعتبار أن اليهود يعتقدون أن روح الربك تحل في هذا المكان، بحسب مزاعمهم وأفكارهم”.

وبين أن كل الأفكار الدينية التي يتم انتقاؤها تحمل مغزى سياسياً واحداً هو التعامل مع الأقصى على اعتبار أنه “الهيكل” وأنه ليس إسلامياً يقع على أرض فلسطينية، بل باعتباره مكاناً مقدساً يهودياً يقع على أرض إسرائيلية، فهم يذهبوا إلى ما يسمى “التأسيس المعنوي للهيكل بهذه الطقوس، إلى جانب فرض التقسيمين الزماني والمكاني.

وفي ختام حديثه، طالب عمرو، الفلسطينيين من مختلف المناطق بالوصول والزحف للرباط والصلاة في المسجد الأقصى دفاعاً عنه وتأكيداً على إسلاميته وفلسطينيته وعروبته.

وأمام استعداد المستوطنون لأكبر اقتحام تاريخي للمسجد الأقصى في 26 أيلول الجاري، تتوالى الدعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى للدفاع عن قدسيته ووقف سلسلة الانتهاكات بحقه من شتى الجهات المحلية والدولية، وأيضاً الخروج بمسيرات مليونية نصرة للأقصى وللمقدسيين الذين يقفون في فوهة الدفاع عنه.

اقرأ/ي أيضاً: بكيرات: أهالي القدس متمسكون بالمناهج الفلسطينية