جيل النكسة والإصرار على الحقوق الفلسطينية

أقلام – مصدر الإخبارية

جيل النكسة والإصرار على الحقوق الفلسطينية، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

من النكسة ولد جيل وتربي علي حب الأرض الطيبة، حب فلسطين، ومن النكسة تألقت الثورة وتعاظم عطاء الشهداء، ليصنع شعبنا ملحمة الكرامة وملحمة بيروت، ويواصل انتفاضته الأولي وانتفاضته الثانية والانتفاضة الثالثة هي انتفاضة العودة والتحرير، انتفاضة الدولة الفلسطينية المستقلة، ومن النكسة استمرت معركة البقاء وكان جيل النكسة الذي أنا من مواليده هو جيل الإصرار الفلسطيني على التواصل.

حاربت دولة الاحتلال جيل النكسة الذي كبر في ظل احتلال ولا يعرف معنى الحياة عاش الدمار بكل أشكاله، حُرم وحُورب حتى في تلقي تعليمه، وكانت نظرية قادة الاحتلال الذين قالوا عن هذا الجيل الكبار يموتون والصغار ينسون معتقدين أنهم بذلك يلغون جيل ما بعد النكبة وكان وهم لهم، فجيل النكسة هو الجيل الذي حفظ عن ظهر قلب معنى حب الوطن وكان خيرة أبنائه شهداء أو أسرى او مشردين بحكم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

فلسطين بجيل النكسة صنعت الدولة الفلسطينية وقاومت في كل المعارك وحققت الانتصارات، فالشعب الفلسطيني هو شعب حي لا يموت، ولا نقول هذا الكلام من باب المجاملات، لكن الواقع والأرقام وحدها تتحدث حيث الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين واستمرار الشعب بالمقاومة والتعبير عن رفضه للاحتلال وانتزاع الاعتراف الدولي بالشعب الفلسطيني وإيجاد مكانه طبيعية للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية علي الخارطة الدولية، كان من أهم مقومات النضال الوطني الفلسطيني.

جيل النكسة كان الجيل الذي تحمل كل المصائب وحمل الراية واستمر وامن بالثورة واستعد للتضحية من أجل فلسطين ومن أجل الحرية، وهذا ما يتجاهله العالم، حيث يتجاهل حقوق شعب يريد العيش بكرامة، وأننا هنا نتساءل ونتوجه بالسؤال إلى عالم غاب ضميره، لماذا يعيش شباب إسرائيل بأمن وتنمية ويمارسون حياتهم بينما يقتل الشباب الفلسطيني ويدفعون الي الموت ويُمارس بحقهم الظلم؟ .

إنها باختصار لعبة الموت وحضارة القوة التي تحكمون العالم بها، ويبقى الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي يمتلك قوة الحضارة وقوة العدالة مؤمنًا بالانتصار ومستعدا للتضحية حتى لو تبقى أصغر طفل فلسطيني.

هذا الجيل لم يصل إلى ما يطمح فكانت كل الظروف تُحاصره والسلطة الفلسطينية بمحدودية قدراتها لم تتمكن من حمايته ناهيك على انقسام ينهش بلحمه ليعيش ملتحفًا الأرض وينظر إلى السماء قهرًا.

وفي ظل تواصل انسداد الأفق الفلسطيني، يكون علينا لزامًا إعادة تقيم التجارب لاستخلاص العِبر والخروج من هذا الحصار الذي يفرضه الاحتلال بواقعه المُر، وبمعطيات الانقسام ونتائجه الصعبة التي باتت تعصف بجيل بأكمله.

تحاصرنا تلك القضايا برغم من بُعدنا عن الوطن فيلاحقني دائما هموم أبناء شعبي لأكتب عن جزء من تلك المعاناة والمناشدات التي أتلقاها يوميًا، والتي تُطالب بمجملها بإيجاد اُفق وطني يحمل المسؤولية الوطنية أمام هذا الجيل الذي يبحث عن حريته واستقلاله ودوره في الحياة.

ويبقى الايمان بحتمية الانتصار أقوى من كل المتغيرات والظروف القهرية التي تحيط بجيل النكسة وبرغم من كل آلام النكبة والتشرد والمعاناة الا ان الكل يؤمن بحتمية الانتصار ويستعد للتضحية والفداء، وأن من يُناضل من اجل الحرية والكرامة سيعيش يومًا مرفوع الرأس وسيرفع شبل من أشبال فلسطين علمنا الفلسطيني خفاقا فوق ربوع ومازن القدس شاء من شاء وأبي من أبي والنصر لثورتنا ولشعبنا العظيم الذي يقود الدولة إلى التحرير، ومن نصر إلى نصر وأنها لثورة حتى النصر.

أقرأ أيضًا: جريمة بلا عقاب بقلم سري القدوة