35 عاما وناجي العلي لا زال حاضرا في ذاكرة محبيه

غزة-سماح سامي

على الرغم من مرور 35 عامًا على استشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، إلا أن سيرته حاضرة في أذهان الكل الفلسطيني والعربي العالمي، لما مثله من أيقونة ثورية عبر عنها خلال رسوماته، حيث يشهد له الجميع بأنه يمتلك جرأة عالية وحس وطني كبير، يعبر عن رأيه في الحالة التي وصل لها وطنه فلسطين دون أن يخاف أحد، لذلك تم اغتياله ليسكتوا ريشته عن الحديث الذي امتلأت به الحناجر دون أن يمتلك أحد التعبير كما هو.

وولد ناجي سليم حسين العلي عام 1938 في قرية الشجرة الواقعة بين الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي من فلسطين، وبسبب إرهاب العصابات الصهيونية اضطر للنزوح مع أسرته عام 1948 إلى مخيم عين الحلوة جنوب صيدا في لبنان.

واغتيل ناجي العلي يوم 22 يوليو(تموز) من عام 1987 حين من سيارته على رصيف الجانب الأيمن من شارع إيفز بجنوب غرب العاصمة البريطانية لندن، حيث مقر جريدة القبس الدولية ليباغته رجل أشعث الشعر أخرج مسدسه وأطلق وابلًا من الرصاص على رأس ناجي العلي.

وحينها لاذ القاتل بالفرار وبقي مجهولًا حتى يومنا هذا، حارمًا باغتياله الرسام الفلسطيني ناجي العلي من أي عودة كانت محتملة إلى وطنه، ومانعًا حنظلة من النمو.

وأُعلِنت وفاته رسميًّا في 29 آب (أغسطس) من العام ذاته، ودُفن في مقبرة “بروك وود” الإسلامية في لندن بعد أن أمضى 37 يومًا في غيبوبة.

 

محمد سباعنة فنان كركاتير

ملهم فنانين العالم

الفنان ورسام الكاريكاتير الفلسطيني، محمد سباعنة، أكد أن ناجي العلي لم يكن ملهم فقط للفنانين الفلسطينيين، إنما للعرب جميعا، حيث ما زالت أعماله وما قدمه من فن راقي ووطني يدرس في أرقي جامعات العالم.

وقال سباعنة لشبكة مصدر الإخبارية: “إن ناجي العلي هو المرجع الأساسي لفناني الكاريكاتير، حيث تدرس كتبه وأعماله كمواد دراسية في أعرق الجامعات العالمية، لاثباته أنه صاحب رسالة قيمة”.

وأضاف: “فنانين العالم يطورون مواهبهم وأعمالهم من خلال رسومات ناجي العلي، فهو يعد المرجع الوحيد لتطوير عملهم في ذات المجال”.

شحدة ضراغمة
انترنت

أيقونة ثورية

الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير شحدة ضرغام رأى أن ناجي العلي شكل رمز في المنتج الثقافي، حيث عمل على انتاج وعي جمعي للحالة الفلسطينية والعربية، من خلال نقاشه قضايا مهمة في المجال الاجتماعي والسياسي.

وأكد ضرغام في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن أعمال ناجي العلي تعد آنية اللحظة، حيث ما زال الجميع نشاهد أعماله، كأنه حاضر بيننا اليوم، مشيرا إلى أن العلي هو الفنان الوحيد على مستوى الزمن اغتيل لإنتاجه فن واعي.

وشدد على أن الفنان “طرق على جدار الصمت” العربي لخلق حالة وعي عامة في المجتمع العربي والفلسطيني خاصة.

ولفت إلى أن من جماليات أعمال ناجي العلي شهدت حالة من التطور في المضمون، حيث كانت بداياته الأولى عبارة عن حوار مسرحي لوجوده في فرقة مسرحية، ثم تطورت أعماله للنضح الفني والمعرفي، مع ما شهدته الحالة الفلسطينية، فكان أكثر وعيا وإدراكا على عكس غيره.

وأشار إلى أن الفنان تنبأ لمرحلة قادمة وهي الانتفاضة الأولى87، كما تنبأ لمسارات عمليات التسوية وما آلاتها، لذلك أخذ خصوصية وتميز عن غيره من الفنانين.