لماذا تخشى إسرائيل توقيع الدول الكبرى الاتفاق النووي مع إيران؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تسابق إسرائيل الزمن من خلال تحركات مكوكية لمسئوليها وضغوط كبيرة على الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة لمنعها من التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع إيران، ليطفو على السطح تساؤلات عديدة حول أبرز مكاسب طهران وأسباب رفض تل أبيب المطلق للاتفاق، وما تداعياته عليها.

كان أخر التحركات الإسرائيلية زيارة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة لمدة يومين، للتأكيد على رفض إسرائيل للاتفاق بزعم أنه يقوي إيران ولن يعيد قدراتها للوراء، ويساهم بضخ المزيد من مليارات الدولارات إلى حلفائها في المنطقة “حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، والحوثيين”.

محللون سياسيون أكدوا لشبكة مصدر الإخبارية أن “إسرائيل لا تريد اتفاق نووي بأي شكل سواء كان قصيراً أو طويلاً كونها تعتبر أي اتفاق وحل للقضية مع القوى الكبرى ليس من صالحها”.

عامل توتر مستمر

وقال المحلل السياسي هاني العقاد إن “إسرائيل تريد أن يكون ملف النووي الإيراني عامل توتر مستمر في المنطقة واستغلاله لصالح بقائها قوة مسيطرة في الشرق الأوسط، واشغال العرب بالتخوفات من طهران، واستمرار صفقات الأسلحة واتفاقات التطبيع والتحالفات الإقليمية معها”.

وأضاف العقاد لمصدر الإخبارية أنه” حال التواصل لاتفاق يمتد لعام 2031 فإن كافة مبررات إسرائيل لإبقاء التوتر بالمنطقة ستنتهي”.

وأشار إلى أن “إسرائيل لا تريد من الولايات المتحدة حل الملف النووي سلمياً بل بالقوة لتبقى المنطقة ساخنة على اعتبارها دولة مهددة ولها أعداء كثر خاصة بعد تطبيعها مع عدد من الدول العربية ورغبتها بعدم الالتفات للقضية الأساسية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

لفت الأنظار عن الصراع العربي الإسرائيلي

وأكد أن “إسرائيل تخشى أن يتجه العالم لإبلاغها بأنه لا حاجة للاستمرار في العداء العربي الإسرائيلي بسبب القضية الفلسطينية والضغط عليها للسير قدما في السلام مع الفلسطينيين”.

وشدد العقاد على أن “هدف إسرائيل منن التصريح بأنها خارج الاتفاق أن تضع نفسها في المعادلة وكان واضحاً ذلك من خلال إعلان وزير جيش الاحتلال بيني عانتس بأنهم مستعدون لوضع شروط للقبول بالاتفاق منها ألا يكون محدداً بمدة زمنية معينة وعدد معامل الطرد المركزي للمسائل المدنية غير العسكرية”.

ولفت العقاد إلى أن “إسرائيل ليس بمقدورها بالمطلق ضرب إيران عسكرياً بمفردها كون طهران قوة عسكرية لا يستهان بها ولها حلفائها في الإقليم، والولايات المتحدة لن تعطيها ضوءً أخضراً لذلك في حال وقع الاتفاق النووي وكان قائماً”. مبيناً أن إسرائيل تريد حرباً تقودها أمريكا ولا تكون طرفاً مباشراً فيها.

تحركات لتحريك العالم

وتوقع أن “تتجه إسرائيل لاستفزاز أذرع إيران بالمنطقة كحزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين من خلال ضربها بهدف زيادة اشتعال المنطقة للقول للعالم بأن إيران تهدد وجود إسرائيل والاتفاق النووي لم يكبح تمددها بالمنطقة”.

من جهته رأي المحلل مخيمر أبو سعدة أن أبرز مكاسب إيران من الاتفاق النووي الجديد رفع الحصار الاقتصادي ورفع العقوبات المفروضة والاستفادة من مئات المليارات الإيرانية المجدة بالخارج.

وقال أبو سعدة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الاتفاق النووي سيسمح لإيران بإعادة ضخ نفطها إلى العالم، علماً بأنها تمتلك ثاني احتياطي نفطي في الخليج العربي بعد المملكة العربية السعودية”.

 البرنامج النووي السري

وأضاف أبو سعدة أن إسرائيل تتخوف من الاتفاق كونه سيعطي حلفاء إيران بالمنطقة أموالاً جديدة وخلق جبهات قوية ضدها.

ووفق مصادر عبرية فإنه بموجب الاتفاق سيتدفق 100 مليار دولار على الإيرانيين دون تقديم إجراءات ضبط النفس تجاه طهران.

وأشار أبو سعدة إلى أن “إسرائيل ترى أن الاتفاق النووي لن يوقف البرنامج النووي السري وحلم طهران بالوصول إلى قنبلة نووية”.

وكان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديدي برنيع وصف الاتفاق النووي الوشيك بين الولايات المتحدة الأمريكية بالكارثة الاستراتيجية.

وقال برنيع إن الاتفاق سيسهل لإيران على المدى الطويل امتلاك أسلحة نووية في ظل جهودها المستمرة لذلك منذ عام 2003.

وأضاف برنيع أن الشيء الوحيد الذي يتغير الآن هو “تكتيكات الصفقة” مع إيران المنفذة حالياً برعاية القوى الكبرى والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن فرصة التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران تقترب من 100٪.

وحذر من أن التوقيع سيسمح للإيرانيين بالوصول إلى قدرات كبيرة للغاية، بفضل مئات المليارات من الدولارات التي ستدخل البلاد بمجرد رفع العقوبات.

وبحسبه، فإن الأموال ستساعد حزب الله اللبناني والجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة والحوثيين في اليمن والقوات الموالية لإيران وفيلق القدس، مما يفرض تحديات كبيرة على الساحة للولايات المتحدة وإسرائيل.