يا مقاومة اشتدي

مقال- مصطفى الصواف

بغض النظر عن الروايتين اللتين أطلقهما الاحتلال حول حادثة إطلاق النار في محيط طولكرم والذي أدى إلى مصرع جندي صهيوني ، الحديث يجب أن ينصب على ما أحدثته هذه العملية ودلالاتها على الكيان الصهيوني سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو حتى على مستوى الرأي العام وهي حالة الإرباك والخوف والتناقض في الروايات ، وهي حالة يبدو ستكون السائدة لدى الاحتلال في ظل تصاعد العمل المقاوم في الضفة.

الرواية الأولى التي قدمها الاحتلال أن مقاومين فلسطينيين قاما بإطلاق النار على موقع صهيوني من خلال سيارة مرت من المكان وأطلقت أسلحتها الرشاشة ما أدى إلى إصابة أحد الجنود في حالة خطيرة ، عندها استنفرت قوات الاحتلال وأدعت ملاحقة السيارة ومطاردتها عبر نشر جنودها. نصب الحواجز على الطرق، ثم بعد وقت قليل تحدث الاحتلال عن أن حادث إطلاق النار تم بنيران صديقة وليس عملا مقاوما ، وأن الحادث وقع عندما اشتبه أحد جنود الموقع بمسلح يقترب من الموقع وأطلق عليه رصاصتان أصابته في الصدر ، تبين من خلال تحقيقات قوات الاحتلال أن الجندي المصاب كان قد ترك الموقع لأداء بعض ما يسميه يهود بصلاة الليل دون أن يخبر الزملاء بالمغادرة .

الاحتلال لازال يجري التحقيقات ويمنع تناول الموضوع عبر وسائل الاعلام حتى ينتهي من التحقيقات، ولا زالت الروايتان تحتملان الوجه والوجه الاخر ، ولكن كما قلنا منذ البداية ما أحدثته العملية من حالة الارباك والخوف والقلق على كافة المستويات الرسمية والشعبية داخل الكيان.

المقاومة في الضفة تنتعش بشكل واضح وهي مستمرة وفي تزايد وهو مؤشر على ما وصل إليه أهلنا في الضفة وما تفكر به قوى المقاومة من تعزيز قدرات الشباب وحملة السلاح رغم صعوبة الحصول عليه وارتفاع أسعاره ولكن المحاولات مستمرة وهذا يعلمه الاحتلال وتعلمه مخابرات رام الله وأمنها الوقائي ولكن المختلف هو توفر الإرادة الشعبية والرغبة من قبل الشباب في الانخراط في طريق المقاومة لقناعتهم أنها الطريق الوحيد الذي يخشاه الاحتلال وأعوانه ويحقق ما يريده الشعب الفلسطيني.

أنتهى زمن الخوف والتردد وباتت الشجاعة والانخراط في العمل المقاوم السمة السائدة في الضفة الغربية رغم جرائم الاحتلال وإرهابة ويبدو ان الحال بين الاحتلال وكيانه أيضا تبدل وبات الخوف والقلق والاضطراب هو المسيطر.

نسأل الله ان تعود روح المقاومة وتشتد الضفة الغربية فهي الجبهة الأكثر تأثيرا في الاحتلال وألأكثر وجعا له، حمى الله المقاومة ورجالها وحمى الله شعبنا وحقق ما يريد.