تضميد الجرح الفلسطيني

هل تنجح الجزائر في تضميد الجرح الفلسطيني عبر انهاء الانقسام؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

تُشير شخصيات فلسطينية، إلى أن الدعوات الجزائرية للفصائل جاءت بهدف تضميد الجرح الفلسطيني، كونها تُمثّل “النفس الأخير” في جسد المصالحة، في ظل انقسامٍ أرخى سِتره “الهش” على جميع مناحي الحياة في قطاع غزة.

حيث لا تدخر الدول العربية المُحبة للشعب الفلسطيني جهدًا، في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، لتعزيز الموقف الشعبي أمام الرأي العام العالمي، في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده.

يقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إنهم “لم يتلقوا أي دعوات جزائرية حتى اللحظة لاستئناف جلسات المصالحة الفلسطينية تحت رعاية الرئيس عبد المجيد تبون، مرجحًا أن تُجرى اللقاءات في شهر أكتوبر/ تشرين الأول للعام الجاري”.

الوقت الضائع

وأضاف في تصريحٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “حماس لا تُريد مصالحة، ومن يُريد المصالحة لا يتحدث بها في الوقت الضائع، متهمًا “الحركة” بتصدير تصريحات من شأنها تعميق الانقسام وتوسع فجوته”.

من جانبها، قالت حركة حماس، إنها “تُرحب بدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للقاء الفصائل الوطنية والإسلامية، لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والتي تُدلل على موقف “الجزائر” المبدئي مِن دعم القضية الفلسطينية”.

وأضاف القيادي البارز في حركة حماس إسماعيل رضوان، “نُثمن موقف الجزائر المعهود منذ انطلاق الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا على العلاقات الثنائية التي تربط شعبنا عامة وحركة حركة حماس خاصةً بدولة الجزائر، متمنيًا النجاح للمساعي الجزائرية في تحقيق المصالحة الوطنية”.

ليست بديلًا عن الجهود المصرية

وأكد رضوان في حديثٍ لمصدر الإخبارية، أن “المساعي الجزائرية ليست بديلًا عن الجهود المصرية بل جاءت مُكملةً مِن قِبل الدول المُحبة لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، وسنذهب إلى الجزائر بقلبٍ وعقلٍ مفتوحين لتحقيق المصالحة الوطنية”.

وحول علاقة حركة حماس بنظيرتها فتح، أوضح رضوان، أن “العلاقات الثنائية يَسودها الفُتور خاصةً في ظل الانقسام الفلسطيني وحرص السلطة الفلسطينية على التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتمسك بالاتفاقات الهزيلة مع “الصهاينة”.

ودعا رضوان، “السلطة الفلسطينية إلى ضرورة الانحياز لخَيار الشعب الفلسطيني والثوابت الوطنية وترك نهج التسوية والمفاوضات التي لم تجلب لشعبنا إلا المآسي والويلات”.

الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد قال، إن “الجزائر تُعول في دعوتها على اللقاء الأخير الذي جمع كلًا مِن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث حاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إزالة بعض أكوام الثلج من طريق الانقسام الفلسطيني”.

محاولة احداث اختراق حقيقي

وأضاف في حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “الجزائر تُحاول احداث اختراق حقيقي فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية، واصفًا تصريحات حركة حماس حول المصالحة بـ”الفاترة” نظرًا لغياب الإرادة الحقيقية للتنازل عن الحُكم في قطاع غزة.

وأشار إلى وجود تباين واضح بين حركتي فتح وحماس، خاصةً وأن الانقسام أصبح مشروعًا سياسيًا تبني عليه الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل”، لتصفية القضية الفلسطينية وتجسيد كيان سياسي منفصل في قطاع غزة وما سيتبقَ من كيانٍ سياسي بالضفة الغربية سيُوضع تحت الوصاية الأردنية الإسرائيلية الأمنية المشتركة”.

وتابع، “قد تكون الفرصة الأخيرة أمام حركتي فتح وحماس، للخروج من الذاتية والمصلحة الحزبية والتطلع إلى مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته وذلك بوجود قيادة وطنية مُوحدة قادرة على مواجهة التحديات الجسيمة التي تُواجهنا كفلسطينيين”.

اختبار حقيقي

وشدد، على أن اللقاء المزمع عقده في الجزائر، سيكون محط اختبار حقيقي لكلٍ من حركتي فتح وحماس، ولن يكون إفشالها أمرًا سهلًا كونها صاحبة ثورة وتُدرك تمامًا تداعيات استمرار الانقسام على الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال”.

من ناحيتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إننا “ننظر بإيجابية عالية إلى اللقاءات المقررة في دولة الجزائر الشقيقة والمساندة دومًا للقضية الفلسطينية، ونعتبرها خطوة مُقدرة عالياً، ونتمنى أن تُحقق الاختراق المطلوب لإنهاء حالة الانقسام والاحتقان الداخلي”.

وأضاف عضو اللجنة المركزية العامة أحمد خريس، “تأتي اللقاءات الجزائرية لتضميد الجرح الفلسطيني في ظل تحديات جمة تعترض القضية الوطنية الفلسطينية تتمثل في مخططات التصفية وتنفيذ حلقات العدوان الشامل على شعبنا؛ بهدف فرض سياسة الأمر الواقع من خلال الضم وتوسيع الاستيطان وتشديد الحصار والاستهداف المتواصل للأسرى وعمليات الاغتيال، واستمرار الانقسام الذي طال مناحي الحياة الفلسطينية كافة، وبُنية النظام السياسي”.

مصالحة فلسطينية حقيقية

وشدد في حديثٍ لمصدر الإخبارية، على ضرورة أن تكون “الدماء الفلسطينية المُراقة في الميادين، بوابة ومدادًا لمصالحة فلسطينية حقيقية تترسخ فيها معاني الوحدة والشراكة السياسية لمواجهة التغول الصهيوني على أرضنا وشهدائنا وشبابنا وشيوخنا ونسائنا”.

وأكمل، “الدماء الفلسطينية الزكية المُراقة في كل الميادين، يُجب أن تكون دافعًا لجميع الفصائل الوطنية والإسلامية للاتفاق على رؤية واستراتيجية وطنية واضحة لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف قضيتنا الفلسطينية ومشروعنا الوطني”.

ودعا خريس، “حركتي فتح وحماس إلى التقاط الفرصة، والالتقاء والتحاور للبناء على القواسم المشتركة المتفق عليها في وثيقة الاتفاق الوطني وحوارات العاصمة المصرية القاهرة لينتهي الأمر بلم الشمل الفلسطيني وتضميد الجرح الذي ينهش جسد شعبنا منذ ما يزيد عن 15 عامًا”.

وأكد أن قطاع غزة “دفع فاتورة كبيرة من تداعيات الانقسام التي انعكست على جميع مناحي الحياة للمواطنين وشملت قطع رواتب الشهداء والجرحى والأسرى، وعدم صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية أو تشديد الإجراءات العقابية بحق الموظفين والمواطنين، إلى جانب تعرض القطاع لأربع حروب إسرائيلية شرسة والتي تسببت بتأخر عملية الإعمار”.

طعنة غادرة

وأوضح أن “الانقسام شجّع العديد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، الذي شكّل طعنةً غادرة في خاصرة الشعب الفلسطيني، وعلى المستوى الدولي تسبب الانقسام في تقصير المجتمع الدولي بالتعاطي مع القضية الوطنية، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لا يُولي فلسطين أهمية وبدأ ذلك واضحًا خلال زيارته بيت لحم قبل أسابيع قليلة”.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن الشهر الماضي، عن احتضان “بلاده” اجتماع الفصائل الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية المقررة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم”.

وأكد الرئيس “تبون” على أن الجزائر لديها كامل المصداقية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وحول انعقاد القمة العربية، أشار إلى أن الهدف منها هو لم شمل العرب والتأكيد على أن “الجزائر” ليس لديها مشكلة مع أي دولة عربية.

Exit mobile version