بعد ملء خزانات سد النهضة للمرة الثالثة.. ماذا تبقى لمصر والسودان؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

عاد سد النهضة الإثيوبي إلى الواجهة مرة أخرى، بعد إعلان إثيوبيا رسميًا، عن اكتمال عملية الملء الثالث للسد من دون توافق مع مصر والسودان، في وقت أعلنت فيه أديس أبابا تشغيل توربين ثانٍ لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 375 ميغاوات، ليرتفع مقدار توليد الطاقة إلى 750 ميغاوات.

وطلب رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد من مصر والسودان، الحوار والتفاوض باعتبارهما الحل الأمثل للعمل فيما يفيد الأطراف في شأن ملف اكتمال الملء الثالث لسد النهضة.

خبير المياه المصري في جامعة القاهرة د. عباس شراقي، أكد أنّ الموقف المصري والسوداني واضح تماماً برفض أي تصرف أحادي في التخزين أو التشغيل، سواء كان كبيراً أو صغيراً، ضارًا أو نافعًا.

وقال شراقي في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ “السد العالي في مصر يضمن الأمن المائي للمواطن المصري في جميع الأحوال”، مشددًا على أنّ “على الطرف الإثيوبي احترام الاتفاقات السابقة والأعراف الدولية، وليعلموا أن النيل الأزرق نهر دولي تجري مياهه من إثيوبيا إلى مصر مرورًا بالسودان”.

وأشار شراقي إلى أنّه “منذ عدة أيام احتفل موقع إثيوبي باكتمال التخزين الثالث، وتشككنا في الأمر إلى أنّ نتأكد من صور الأقمار الاصطناعية، التي لم يتم التأكد منها من عبور المياه الممر الأوسط حتى الآن”.

ولفت إلى أنّ “كمية التخزين الثالث تعتمد على مدى التقدم في الانشاءات الهندسية على جانبي السد والممر الأوسط، وإثيوبيا تُسابق الزمن للوصول إلى أعلى ارتفاع”، مبيّنًا أنّ “فترة التخزين تعتمد أيضًا على حالة الأمطار”.

وأوضح شراقي أنّ “كمية المياه في البحيرة تقاس بحساب منسوب الممر الأوسط، الذي قد يكون غير معلوم بدقة، والسُحب غالبًا تغطي المنطقة في الأسابيع الحالية، كما يمكن قياسها بمعرفة مدة وتوقيت التخزين، حيث أن متوسط الأمطار معلوم لكل أيام السنة”.

وأضاف أنّه “يأتي على مدار شهر تموز (يوليو) عند سد النهضة 7 مليار م3، يتم حجزها عدا كمية المياه، التي تمر من فتحتي التصريف والتوربين رقم 10، التي تقدر بحوالي 2 مليار م3، ويتبقى 5 مليار م3 تم تخزينهم حتى 31 تموز (يوليو)، لكن ليست كلها ضمن التخزين الثالث”.

وأشار إلى أن “فتح بوابتي التصريف بدء من 12 آذار (مارس) الماضي أفقد البحيرة حوالي 2 مليار م3 من تخزين العامين الماضيين، استعادتهم البحيرة من نهاية حزيران (يونيو) حتى 11 تموز (يوليو)، بعدها بدأ التخزين الثالث الجديد، الذي يُقدر بحوالي 4 مليار م3 حتى 31 تموز (يوليو).

وذكر شراقي أنّه “في الأسبوع الأول من آب (أغسطس) يخزن حوالي 350 مليون م3 في حالة استمرار تشغيل فتحتي التصريف، تزداد إلى 400 مليون يوم في الأسبوع الثاني، وبالتالي إجمالي التخزين حتى 3 آب (أغسطس) يُقدر بحوالي 5 مليار م3، ومن المتوقع أن ينتهي خلال الأيام القليلة القادمة”.

وشدد شراقي على أنّ “إثيوبيا مستمرة في وضع الخرسانة لتعلية الممر الأوسط حتى الأيام الأولى من هذا الشهر”.

موقف مصر من اكتمال الملء الثالث

وطالب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبد الله الأشعل “بتشكيل لجنة من الخبراء لتقييم موقف الحكومة المصرية من السد وتقديم توصيات لها، مع انتهاء الملء الثالث”.

وقال الأشعل إن “الأساس ليس قضية السد والمياه وحدها؛ لكن الاستهانة بمصر، وقالها الرئيس عبد الفتاح السيسي: لو دولة ضعفت الدول الثانية تأكل عشاها”، ومصر اليوم في أضعف أحوالها، وآبي أحمد أكمل الملء الثالث بسهولة”.

واعتبر الأشعل أنّ “العجز المصري في الملف جاء لأحد سببين، إما عدم إدراك مخاطر السد، أو عدم القدرة على إدارة ملف السد، على رغم أن مصر تزخر بالكفاءات”.

موقف السودان من ملء سد النهضة

وأكدت وزارة الري السودانية أنّها “ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا هدد ملء سد النهضة سلامة خزان الروصيرص”.

وأشارت الوزارة إلى أن “الخطوات (الإثيوبية) تخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في اٍعلان المبادئ 2015”.

وفي وقت سابق، أكد رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد أن “النيل هبة لمصر والسودان وإثيوبيا ويجب الاستفادة منه جميعا”، موضحًا أنّه “بعد اكتمال الملء الثالث لسد النهضة سنبيع الكهرباء لدول الجوار”.