عملية القدس وحدة الساحات

محللون لمصدر: عملية القدس نسفت النظرية الإسرائيلية وجاءت تأكيدًا على وحدة الساحات

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

بعد مرور بضعُ أيام فقط، على انتهاء “معركة وحدة الساحات” التي خاضتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على مدار ثلاثة أيام بهمةٍ واقتدار، وعزيمة لا تعرف الانكسار أو الانهزام، اشتعلت فجر اليوم الأحد ساحة مدينة القدس المحتلة البارود والنار.

تُشير التقارير الصادرة، إلى أن مسلحًا أطلق النار صوب حافلة تُقِلْ مستوطنين متطرفين قُرب المسجد الأقصى المبارك، وسرعان ما انتقل ليضع بصمته “المُقاوِمَةْ” قُرب باب المغاربة بمدينة القدس المحتلة، مُخلِفًا قتلى ومصابين، ومثبتًا للعالم أن لا أمان للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين.

عمليةٌ لاقت ترحيبًا فصائليًا ووطنيًا كبيرًا، خاصةً وأنها تأتي انتقامًا ورفضًا لانتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، الذي قدم ما يزيد عن 47 شهيدًا و 360 مصابين بجروح مختلفة، تعزيزًا لوحدة الساحات ورفضًا للتفرد بقطاع دون غيره، وبفصل مُسلح دون نظيره.

يقول المختص والباحث في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، إن “عملية القدس الفدائية هي أول إشارة على فشل دولة الاحتلال في حربها العسكرية ضد الجهاد الإسلامي عقب محاولتها تمزيق الجبهات الفلسطينية، خاصة أن العملية في القدس بجوار حائط البراق، لتؤكد مجددًا ما تم تكريسه من وحدة ساحات في معركة سيف القدس والتي لا يمكن لآلة البطش الإسرائيلية تمزيقها”.

ويُضيف لافي في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “عملية القدس الفدائية تعتبر أول مسمار في نعش يائير لابيد السياسي، واذا تحولت تلك العملية إلى موجة من العمليات، اعتقد أنها ستثبت أن كل من ثلاثي صناع القرار في دولة الاحتلال لابيد وبني غانتس وزير الحرب وأفيف كوخافي رئيس الأركان لم يكونوا مدركين تداعيات حربهم على الجهاد الإسلامي في غزة، واغتيال ابراهيم النابلسي في الضفة الغربية”.

وتابع، “في الوقت الذي أرادوا تعزيز فوة الردع الاسرائيلية وطمئنة جبهتهم الداخلية الصهيونية، يتحول كل ذلك إلى دافع قوي للكل الفلسطيني أن يتوحد في جبهة واحدة لمواجهة الاحتلال”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني اياد القرا، إن “عملية القدس البطولية نسفت نظرية الأمن الإسرائيلية وما روج له كلٌ مِن يائير لابيد ووزير الحرب الصهيوني بيني غانتس والمتمثل في توفير الأمن لسكان دولة الاحتلال”.

وأشار في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن عملية القدس متوقعة في أعقاب جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية.

ورأى أن مكان وزمان العملية عامل مهم للغاية، حيث نُفذت في قلب القدس وأعادت المدينة المقدسة كساحةٍ للصراع كما نابلس وغزة وغيرها، والزمان بعد أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجريمة اغتيال الشهيد إبراهيم نابلسي وحسين طه وإسلام صبوح وغيرهم من الشهداء بمدينة نابلس وغيرها”.

وتوقع “القرا” أن يكون هناك عمليات آخرى في قادم الأيام، مرجحًا وقوعها في أي لحظة، ردًا على تصاعد انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وكافة أماكن تواجد أبناء الشعب الفلسطيني.

وكان مقاومون استهدفوا فجر الأحد حافلة للمستوطنين قُرب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.

وبحسب شهود عيان، فقد فتح مسلحون النار تجاه حافلة للمستوطنين، ثم اشتبكوا مع متطرفين آخرين، سارعوا إلى مكان إطلاق النار.

وبحسب الإعلام العبري، فإن تقارير أولية تُفيد بعملية إطلاق نار في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة سُمع خلالها دُوي سيارات الإسعاف والشرطة.

ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن إطلاق النار أسفر عن وقوع خمسة مصابين، منهم ثلاث حالات حرجة، حيث نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج ومتابعة حالتهم الصحية.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، في ظل صمتٍ عربي مخزٍ عن لجم الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين.

جدير بالذكر أن انتهاكات الاحتلال تُشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتعديًا صارخًا على الحقوق  المكفولة بموجب الاتفاقات الدولية، ما يتطلب ضغطًا جادًا على الاحتلال لاحترام حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: مقاومون يستهدفون عددًا من الحواجز العسكرية بمحافظات الضفة

Exit mobile version