هل يقود استمرار اعتقال عواودة والسعدي إسرائيل والجهاد إلى مواجهة جديدة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

لا تزال قضيتي الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي تشغلان الشارع الفلسطيني في ظل استمرار التهديدات المتبادلة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل حولهما فيما يخص مسألة الافراج عنهما وفقاً لاتفاق إطلاق النار الأخير الموقع برعاية مصرية بين الطرفين.

ويواصل عواودة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 152 على التوالي فيما قضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس بتمديد اعتقال السعدي لمدة ستة أيام.

وحذرت الجهاد الإسلامي اليوم الخميس من أن المماطلة في ملف عواودة والسعدي واستشهاد الأول يعني العودة للتصعيد من جديد وضرب التهدئة، لكن إسرائيل تطرقت لملف السعدي وردت بأنه لن يطلق سراحه قطعاً ولو على حساب اعتقاله إدارياً.

المحلل السياسي طلال عوكل استبعد أن تعود الجهاد الإسلامي للتصعيد من جديد كون مسألة التصعيد ضد إسرائيل تحتاج لتفاهمات مع باقي الفصائل الفلسطينية ومن الصعب حالياً عودة الجهاد للقتال وحدها.

وقال عوكل في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية “إن الوسطاء لم يأخذوا فرصتهم كاملة ولا يزال أمامهم وقتاً لتحقيق تقدم في قضيتي عواودة والسعدي”. وأضاف أن “المحاكمات لعواودة والسعدي تعطي وقتاً أمام الوسطاء للوصول لحل”.

وأشار إلى أن “ذهاب الجهاد إلى التصعد قرار صعب كونه سيضعها تحت المسئولية ويفتح الباب واسعاً أمام إدانتها، لاسيما وأن إسرائيل هي التي بدأت العدوان الأخير ضد الجهاد في غزة”.

وأكد عوكل أن “العودة للتصعيد من الجهاد في الوقت الحالي يعني فقدانها لجزء من شعبيتها وتقليب الرأي العالمي ضدها”.

وشدد عوكل على أنه” على الرغم من خوض الجهاد العدوان الأخير وحدها لكنها لم تستنفذ كامل قوتها وتستطيع القتال لوقت أطول من ثلاثة أيام كما حدث”.

بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب إن “تلاعب الاحتلال بحياة عواودة واستشهاده يعني العودة إلى دائرة التوتر والتصعيد والاستنفار”.

وأضاف شهاب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن الاحتلال أمام مسارين: إما أن يقدم التزام واضح بالإفراج عن عواودة ونقله إلى مستشفى مدني لتلقي العلاج ثم الذهاب إلى منزله أو الرفض ليستمر خليل بإضرابه وأن يستشهد وبالتالي تشكيل خطر حقيقي على التهدئة ووقف إطلاق النار مع الجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أن الاحتلال يتحمل المسئولية الكاملة عن حياة الأسير عواودة وحالته الصحية.

ولفت إلى أن “كان المفترض نقل عواودة إلى المستشفى قبل يومين لكن خليل رفض الانتقال قطعياً لعدم وجود قرار محكمة أو التزام واضح وحقيقي لإنهاء معاناته”.

وأكد شهاب أن اتصالات حثيثة تجري مع الوسيط المصري والأمم المتحدة لإنهاء معاناة عواودة والتزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف النار الأخير مع الجهاد الإسلامي.

إلى ذلك شدد القيادي في حركة الجهاد خضر حبيب، أن الضامن والمسؤول الوحيد للإفراج عن القيادي بسام السعدي الوسيط المصري، مؤكدًا أن الجهاد تراقب المشهد وتتابع مع القاهرة.

ولفت حبيب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن “الجهاد ستمهل الوسيط المصري الوقت الكافي وحال حدوث مكروه بحق عوادة سيكون لكل حادث حديث”.

ونوه إلى أن “الأمور صعبة للغاية لاسيما وأن عواودة يموت ببطء والسعدي معتقل دون تهمة موجهة له”.

وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس قال اليوم الخميس إن الأسير خليل عواودة معرض للاستشهاد في أي لحظة على إثر تدهور خطير في صحته.

وأضاف فارس في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” بدأ بفقدان الإدراك ومعرض لخطر الإصابة بتلف في المخ والأعصاب نتيجة استمرار إضرابه عن الطعام”.

وأشار فارس إلى أن محكمة الاحتلال الإسرائيلي ستقرر اليوم تجديد الحبس الإداري من عدمه بعد انتهاء فترة اعتقاله البالغة أربعة أشهر.

ونص اتفاق الهدنة الموقع بين “إسرائيل” وحركة “الجهاد الإسلامي” بوساطة مصرية لوقف العدوان على غزة الذي بدأ الجمعة الماضية، على أن تبذل مصر جهودها للعمل على الإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن القيادي بسام السعدي.