محللون ماليون يكشفون مسار تحرك الدولار مقابل الشيكل في الفترة القادمة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

يواصل الدولار الأمريكي الانخفاض مقابل الشيكل الإسرائيلي مع نشر بيانات التضخم الإيجابية في الولايات المتحدة وتعزز العملة الإسرائيلية لاسيما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة سريعاً على عكس التوقعات بأنه سيأخذ مدة أطول.

وقال خبراء ومحللون ماليون لشبكة مصدر الإخبارية إن” تراجع التضخم في الولايات المتحدة إلى 8.5% في شهر تموز (يوليو) نزولاً من 9.1% في حزيران (يونيو) كان مفاجئاً للجميع، ودفع بالدولار نحو الانخفاض أمام جميع العملات الرئيسية كمؤشر على عودة الاستقرار”.

وانخفض الدولار إلى 3.26 شيكلاً اليوم الخميس ليلامس أدنى مستوى له منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي.

وأضاف المحللون أن تعزز الشيكل مقابل الدولار يرجع أيضاً إلى الاستقرار المالي للاقتصاد الإسرائيلي واستكماله لمسار تصحيح الانخفاض الحاد للغاية المسجل بنسبة 14.4٪ في النصف الأول من العام الجاري مقابل العملة الأمريكية.

وأشار المستشار المالي محمد سلامة إلى أن سلسلة الارتفاعات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية والحرب الأوكرانية وما نتج عنها من توتر في الأسواق العالمية وأسعار الطاقة جعلت الدولار الأمريكي ملاذاً أمناً مما عزز من قوته أمام العملات الأخرى.

ولفت سلامة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن تعافي الأسهم العالمية بنسبة 16.3% لاسيما مؤشر بورصة ناسداك للتكنولوجيا الذي خسر 30.3٪ في النصف الأول من العام الجاري، ساهم بشكل كبيرة بتعزيز الشيكل الإسرائيلي.

وأكد أن تعافي أسهم التكنولوجيا حول العالم واستمرار البيانات الإيجابية من ميزان المدفوعات والحساب الجاري شكلت دعماً مستمراً للشيكل في الفترات الأكثر تقلبا بالإضافة لتسجيل ميزانية إسرائيل فائضاً على عكس البلدان الأخرى في ظل ارتفاع التضخم.

وشدد على أن قصر العملية الإسرائيلية في غزة ساهم أيضاً بإضافة قوة للشيكل مقابل الدولار لاسيما وأنها جاءت خلافاً للمخاوف من أن تستمر لوقت أطول وتتسبب بأضرار للاقتصاد وعدم الخوف من حدوث ركود على عكس الدول المتقدمة كالولايات المتحدة.

وتوقع سلامة أن يكون الحد الأدنى للشيكل لنهاية العام الجاري 2022 عند 3.15 شيكل والأعلى قرب 3.50 شيكلاً.

من جهته أكد الخبير المالي صبحي فروانة أن استقرار أسعار الطاقة وانخفاضها مؤخراً قلل من مخاوف حدوث ركود عالمي مما خفض التضخم في الولايات المتحدة وقلل مخاوف المستثمرين وتوجهاتهم السابقة نحو الدولار الأمريكي كملاذ أمن مع بدء العزو الروسي لأوكرانيا.

وأشار إلى أن قوة الشيكل ترتبط بشكل مباشر في أسهم التكنولوجيا العالمية التي شهدت ارتفاعات مؤخراً بعدما تكبدت سلسلة خسائر بداية العام الجاري.

ورجح فروانة أن حركة العملات حول العالم ستربط بشكل أساسي بقرارات البنوك المركزية حول أسعار الفائدة وسياساتها العدائية تجاه التضخم.