السولار المغشوش.. خسائر اقتصادية وبيئية ويتسبب في تعطل محركات السيارات

هل انتهت أزمته في غزة؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يشهد قطاع غزة موجة من ارتفاع الأسعار في بعض السلع والبضائع، من أبرزها قطاع المحروقات “السولار والبنزين والغاز”؛ الذي يشهد أزمة يعاني منها أصحاب السيارات وهي السولار المغشوش.

يأتي ذلك نتيجة تأثر السوق المحلية بارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، بسبب تداعيات جائحة “كورونا”، وارتفاع تكاليف الشحن من جهة، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

الاستشاري في قضايا الاقتصاد والتنمية د. رائد حلس، أكد في حوار مع “شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ “الارتفاع يأتي في وقت يعيش فيه المواطنون في قطاع غزة ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة؛ بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، والانقسام الفلسطيني الداخلي، والحروب العسكرية الكبرى والمتكررة على القطاع”.

وأشار حلس إلى أنّه مع “ارتفاع أسعار المحرقات وعدم القدرة على مواجهته، ظهرت عملية غش المحروقات بزيوت نباتية ونفطية، من خلال خلط السولار بزيت نباتي (السيرج)، وكذلك هناك ثلاثة أنواع نفطية تستخدم في الخلط، وهي زيت “10”، ومادة “وايت سبيريت”، أو ما تعرف “بالتربنتين”.

وقال إنّ “عملية الخلط تعتبر غشا تجاريا يترتب عليه خسائر اقتصادية، نتيجة تسببها في عطل محركات السيارات، وتحمّل أصحابها خسائر هم في غنى عنها، بالإضافة إلى الأضرار الصحية والبيئية، التي تترتب على خلط السولار بالزيت النباتي”.

وشدد على أّن ” السولار المغشوش يتطلب من وزارة الاقتصاد أن تلعب دورًا كبيرًا في مراقبة حالات الغش والخلط والتفتيش على المحطات، وعمل محاضر غش ومحاسبتهم”.

بحاجة لقانون ينظم قطاع المحروقات

ولفت حلس إلى أنّ “حالات السولار المغشوش وخلطه يستدعي وجود قانون ينظم قطاع المحروقات، نظرًا لعدم توفر قانون في هذا الشأن”.

وأردف الاستشاري في قضايا الاقتصاد والتنمية: “لا بد من بذل جهود أكبر لإقرار قانون من شأنه ضبط قطاع المحروقات، وتنظيم عمله، والحد من ظاهرة الغش والخلط، وتفادي الخسائر الاقتصادية والصحية والبيئية المترتبة عليها”.

هل انتهت أزمة السولار المغشوش في غزة؟

رئيس جمعية أصحاب شركات البترول والغاز أحمد لبيب الحلو، أوضح أنّ “خلط البنزين في المواد كان قديمًا، والآن لم يتم خلطه بسبب ارتفاع أسعار الزيوت”، مشيرًا إلى أنّ “الزيت كان أقل سعرًا من السولار، واليوم أصبح العكس”.

وقال الحلو لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ “السولار الذي يتم استيراده من مصر سيء جدًا، ويتسرب منه مادة سوداء لا نعلم سببها، تؤدي إلى تعطيل محركات وأجهزة المركبات ومحطات البترول والبنزين”.

ولفت الحلو إلى أنّ “السولار المصري سببّ لنا مشكلة كبيرة، والحكومة غير معنية بوقف استيراده لأنها المستفيدة منه”.