مَن سيقوده لمتجر الألعاب؟.. نجل الشهيد إبراهيم صلاح يودعه برجفةٍ مؤلمة

 أماني شحادة- مصدر الإخبارية

المشكلة لم تكن بالحرب يومًا بل فيما يلي الحرب، تجرك التساؤلات حين ترى طريقة وداع الطفل مصعب لوالده الشهيد إبراهيم صالح.

مَن سيكون لنا جبلًا يسندنا بدلًا من الأب؟، مَنّ سيقودنا نحو ساحات الألعاب لننتقي لعبة تشبه طفولتنا التي نكاد نفقدها شيئَا فشيئًا في غزة؟، مَن يُخرس الدّوي فينا؟، مَنّ يقودنا إلى متجر الألعاب؟، تُفاجأنا الصواريخ في غزة حين تخفي آثار الحياة عن البشر والحجر، تحرم البيت طبيعته.

سَلبتْ صواريخ الاحتلال أثناء العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة صوت أب الطفل الصغير مُصعب، الشهيد إبراهيم صلاح، حيث أعلنت عائلة إبراهيم استشهاده؛ متأثرًا بجراحه التي أًصيب بها في بيت حانون شمال القطاع.

سمعت الجماهير التي شيّعت الشهيد إبراهيم صلاح، صراخ ابنه، كما سُمع دوي الانفجارات التي سلبته عائلته.

“وين رحت يابا” كلماتٍ متكررة وثقتها كاميرا شبكة “مصدر الإخبارية” خرجت بغصةٍ ستعيش العمر كله داخل الطفل؛ لفقدان والده، هذه الكلمات هي لغة المعاناة الصاعدة من الآه داخل جسده الضعيف.

بصراخ وخوفٍ من القادم في مستقبله وهو يتيمًا، يقول الطفل مصعب وهو يُقبل جبين والده الشهيد إبراهيم صلاح: “راح للجنة أبويا، راح لسيدي شحدة أبويا”.

حمل المواطنين الطفل مصعب على الأكتاف يُشيع والده الشهيد، لكن عينه لم ترمش إلا ألمًا وخوفًا؛ لأنها نظرات الوداع المؤلمة، متسائلًا مَنّ سيحل محل الأب؟

ولم تكن جنازة الشهيد إبراهيم صلاح تحمل نجله فقط، بل حملت أمُه نعشه على أكتافها، كما حملته في بطنها تسعة أشهرٍ، مدته من حياتها وصحتها، والآن تودعه صابرة مقاتلة أمام جبروت الحياة والموت.

هذا ما تحمله غزة عًقب كل عدوان يشنه الاحتلال عليها، وداعُ ببكاءٍ داخل القلب، وغصة تخرج برجفة قد لا تنتهي عند الذكريات!

القصص المؤلمة لأطفالنا في غزة، تثبت أن الحرب تقتل الناجين منها بطرقٍ عدة.

وفي ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء، أعلنت مصادر محلية، عن استشهاد المواطن إبراهيم شحدة أبو صلاح من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأشارت المصادر، إلى أن المواطن “أبو صلاح” ارتقى متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها يوم السبت الماضي خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.