الشهيد شادي كحيل خرج للقمة العيش وعاد مكفنًا.. فمن سيعيل عائلته؟

صاروخ قتل الجواد وصاحبه...

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

توقفت الحرب، وصمتت البنادق، لكن العيون لم تصمت، والقلوب لم تكف عن الأنين، منزل عائلة الشهيد شادي كحيل يصدر من خارجه النحيب على شهيدهم، فقبل رؤيتك لعائلته ترى الحزن يخيم على المنزل والشارع وأهل الحي، خرج لجلب لقمة العيش لكنه عاد، ولكن مكفنًا.

تقول والدة الشهيد شادي لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إن نجلها خرج للقمة عيشه وأثناء رجوعه إلى المنزل استهدفته طائرات الاحتلال وهو على عربة رزقه عند مفترق السامر بغزة.

وتضيف: “الاحتلال الإسرائيلي حرمني من ابني، وحرموه من عائلته”، متسائلًة: “ما هو ذنب أطفاله، وماذا كان معه ليتم استهدافه؟”.

وتتابع والدة الشهيد المكلومة: “شادي كان يعمل طيلة الوقت ويساعد في المنزل، الآن هو راح وراحت رزقتنا، لا أحد من بعده سيجلب لنا لقمة العيش”.

وتردف وهي تبكي بحرقة أنّ الشهيد شادي لم يحمل بيده السلاح أو الصواريخ، بكل كان يحمل الكعك والخبز لأطفاله الذين ينتظرونه على أحر من الجمر.

 

أما زوجته التي لا تزال تنتظر عودة الشهيد شادي كحيل إلى المنزل، تلفت إلى أن “زوجها كان يعمل في جمع الحديد البلاستيك والخبز، لبيعه من أجل توفير احتياجات المنزل”.

وتضيف زوجة الشهيد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “يوم استشهاد شادي كان ذاهب إلى العمل، وأثناء رجوعه إلى المنزل تم استهداف عربته والحصان مما إلى استشهاده”.

وتبيّن بأن شادي أب لطفل وطفلة ويقطنون مع عائلته في نفس المنزل، مشيرًة إلى أن وضعهم الاقتصادي تحت الصفر.

وتوضح بأنّه “قام بشراء الحصان الذي كان يعمل عليه ولم ينتهي من سداد سعره، بسبب الوضع المعيشي الصعب”، متسائلًة: “من سيعيلنا بعد استشهاد شادي؟”.

إنسانٌ كان أم حيوان، لا يفرق الصاروخ المنطلق من عيون الاحتلال بينهم، جماد أو زرع، سياسة التدمير المتبناة من الفكر الصهيوني لا تدع شيئاً على الأرض، تسحق الحي والميت، فشادي كان واحداً من ضحايا هذه السياسة.

وفي الرابع من آب (أغسطس) 2022، شنّ الاحتلال الإسرائيلي، عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عنه شهداء ومصابين.

وركزّ الاحتلال في قصفه على حركة “الجهاد الإسلامي” كما ادعى، لكن الواقع كان مختلفًا حيث قُصفت منازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.