مواطن يجعل منزله طريقاً ممهدة لفرق الإنقاذ لانتشال مفقودين في رفح

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

لم يتردد المواطن الفلسطيني أشرف القيسي في الموافقة على هدم منزله لفتح طريق لدخول آليات ثقيلة وتسهيل عمل طواقم الدفاع المدني في انتشال مواطنين مفقودين تحت أنقاض منزل المدلل الذي قصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

القيسي الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة، ويعمل بائعاً على عربة لبيع معجنات “العوقا”، قال لشبكة مصدر الإخبارية إن “منزله ليس أغلى من دماء الشهداء”.

وأضاف القيسي أنه “بادر في هدم منزله لالتصاق البيوت في مخيم الشعوت القاطن به ببعضها البعض وعدم إمكانية دخول أي مركبة كبيرة الحجم إلى مكان البيت المدمر لإنتشال المفقودين”.

وأشار القيسي إلى أن “طواقم الدفاع المدني والبلدية واجهت صعوبة كبيرة في إخراج المفقودين من أسفل المنزل بدون استخدام الآليات الثقيلة”.

وأكد القيسي” أن حياة انسان واحد تساوي آلاف المنازل”. لافتاً إلى أن “جميع أهالي الحي حزينون لما حدث في منزل عائلة المدلل والبيوت الأخرى المحيطة”. مؤكداً أن “المصاب واحد”.

وشدد القيسي على أنه “رغم بساطته سيعمل على إعادة ترميم منزله سواء لوحده أو بمساعدة أطراف أخرى”. مبيناً أن “العوض من الله عزوجل”.

وقصفت طائرات الاحتلال “الإسرائيلي”، مساء السبت، ثلاث منازل سكنية في مخيم الشعوت بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، دون سابق إنذار، وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

وأدى القصف لاستشهاد عدد من المواطنين، بينهم زياد نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، بالإضافة إلى أكثر من 35 مُصاب، بالإضافة لعدد من المفقودين.

وبعد ساعات من عملية الإنقاذ والبحث، أعلنت مصادر محلية أن طواقم الإنقاذ والدفاع المدني قامت بانتشال جثامين ثلاثة شهداء من تحت الأنقاض.

وتعود الجثامين الثلاثة التي انتشلتها فرق الإنقاذ إلى الشاب إسماعيل دويك وجثمان والدته، والشهيد الثالث مجهول الهوية.

وحول المفقودين تحت الأنقاض في مجزرة رفح، واجهت فرق الإنقاذ صعوبات في التعامل الميداني؛ بسبب اكتظاظ المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، وتم استخدام معدات وآليات ثقيلة كي تتمكن فرق الإنقاذ من شق طريق يوصلها للمنزل المستهدف تمهيداً لإزالة الأنقاض والوصول للمفقودين.

اقرأ أيضاً: مجزرة رفح.. متابعة لإجلاء المفقودين من تحت أنقاض المنازل