الجهاد وإسرائيل

بعدما وقعت في الفخ.. هكذا نهضت الجهاد سريعاً وتقود المعركة ضد الاحتلال؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، الذي بدأه الاحتلال بإعلان عملية “الفجر الصادق” ضد حركة الجهاد الإسلامي في محاولة مسبقة لثنيها عن الرد على جريمة اعتقال الشيخ بسام السعدي في جنين وسحله.

وردت حركة الجهاد بإطلاق معركة “وحدة الساحات” وسط تعطيل مؤقت لجهود الوسطاء لإعادة تثبيت التهدئة سارية المفعول، ليبقى السؤال الأبرز الشاغل لكثيرين: إلى أين تتجه الأمور؟

محللون سياسيون أكدوا لشبكة مصدر الإخبارية أن “اعتقال قائد الجهاد بسام السعدي كان الشعرة، التي قصمت ظهر التفاهمات، حيث تخللها عمل مكثف لأجهزة المخابرات الإسرائيلية للحصول على عملية نظيفة من دون خسائر، وإيصال رسائل للفصائل في قطاع غزة حول الصراع في باقي الأراضي الفلسطينية”.

ورأى الكاتب السياسي رياض حلس أن “الاحتلال استدرج الجهاد الإسلامي إلى فخ اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري ورفاقه، من خلال استغلال غضبها على إثر اعتقال السعدي وطلبها تدخل الوسيط المصري لبحث مطالبها، وردها (الجهاد) بضرورة إطلاق سراح السعدي والأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة ووقف العمليات في الضفة الغربية المحتلة”.

وقال حلس لشبكة مصدر الإخبارية إن “سلطات الاحتلال وجدت في مطالب الجهاد تعجيزاً واستحالة لعدم رد الجهاد على اعتقال السعدي، فعملت بصمت على تجهيز خطة لتوجيه ضربة مسبقة للحركة، في وقت كانت توهم الجميع بأنها تفاوض”.

وأضاف حلس أن “الاحتلال أوقع الجهاد الإسلامي في فخ الغدر والاغتيال المدبر بدقة، فجاء صادماً ومفاجئاً للجميع، حتى خبراء الأمن أنفسهم”.

وأشار إلى أن “جولة القتال بدأت تتدحرج فعلياً، صباح اليوم الثاني، للمعركة بعد نجاح الجهاد الإسلامي بتنظيم نفسها، وإدارة منصات الصواريخ بكل مدياتها”.

وأكد أن “الجهاد لم تضع كل ثقلها في المعركة، نظراً لكونها تنظيماً صغيراً، ويسعى إلى إدارة حرب استنزاف لأطول مدة، خلافا لرغبة الاحتلال بمعركة خاطفة وسريعة لعدم مقدرتها على شل جبهتها الداخلية فترة طويلة وتحمل خسائر مالية كبيرة”.

وشدد حلس على أن “الاحتلال يسعى، حالياً، لحسم المعركة خلال فترة تمتد لأسبوع عبر زيادة الضغوط على الجهاد الإسلامي، واستهداف مجموعاتها ومنازل مقاتليها للقبول بتهدئة مذلة”.

وتوقع حلس أن “تُوقف الجهاد المعركة عندما تُسجل إنجازاً عسكرياً على الأرض، يتعلق بإيقاع خسائر في صفوف الإسرائيليين، أو جنود جيش الاحتلال”.

بدوره، رأي المحلل السياسي هاني العقاد أن “جولة القتال الحالية بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية خطط لها الاحتلال بعناية، بعدما مارس نوعاً من التضليل للجهاد الإسلامي خلال حالة التوتر السابقة للهجوم على غزة، وفهمته الجهاد بأنه يركز على جهود الوسطاء فقط”.

وقال إن “الهجوم على غزة جاء في ظل الوساطة المصرية، وله هدفان، الأول سياسي داخلي إسرائيلي بحت، يتعلق بالدعاية للانتخابات لصالح الثنائي يائير لابيد وبيني غانتس اللذان يديران المعركة الان، والثاني تحييد حركة الجهاد الإسلامي عن العملية الأمنية المكثفة في الضفة الغربية، وضمان عدم تدخلها، سواء عبر الكتائب هناك أو عن طريق إيصال المال لهم واسنادهم”.

وأضاف العقاد أن “الاحتلال يُريد أن يفعل ما يشاء في مدن الضفة الغربية من تصفية كتائب جنين ونابلس وطولكرم وطوباس، وتنفذ حملات الاعتقال والاعدامات والاقتحام والاستيطان من دون أن يتحرك أي من فصائل المقاومة في غزة”.

وأشار العقاد إلى أن “كل ذلك ينصب في هدف أساس بجعل قطاع غزة منفصلا جغرافيا وسياسيا وعسكريا عن الضفة”.

وتابع أن “الاحتلال يرى في الجهاد الإسلامي حركة متمردة، ويجب تقليم أظافرها لتنصاع للحسابات الإسرائيلية وتفاهمات الوسطاء، فيما يتعلق بأثمان التهدئة طويلة الأمد، التي يبدو أن هناك خطة ما تجري في غزة”.

وأكد أن “العملية العسكرية الإسرائيلية دخلت، حالياً، مرحلة الضغط على الجهاد الإسلامي، من خلال التركيز على استهداف البيوت المدنية لتقبل بإملاءات الوسطاء، وتتجه لوقف إطلاق النار والتهدئة من طرف واحد، ما يُعتبر مستحيلاً”.

وشدد العقاد على أن “الهجوم على غزة يتدحرج نحو تصعيد أكبر سيوسع فيه الاحتلال ضرباته، وقد تطال قيادات من حماس لتشكيل ضغط أكبر على الجهاد وقيادته”.

ولفت العقاد إلى أن “كل السناريوهات متوقعة في ظل صعوبة الوساطة، حالياً، لوقف القتال في غزة”، مرجحاً أن “التهدئة تحتاج لمزيد من الوقت قد يستغرق أسبوعا تقريباً”.

 

Exit mobile version