صواريخ الاحتلال.. إن لم تقتل أطفال غزة فإنهم لن ينجوا أيضًا!

أماني شحادة – مصدر الإخبارية

مشهد الخوف والذعر لا يمكن وصفه أمام ما يعيشه أطفال غزة الذين يروّن الموت بأشكاله، غزة التي تتساقط عليها صواريخ الاحتلال، لا مهرب لأطفالها إلا داخل دائرة الحصار، من طائرةٍ لمدفعية، ولا طريق ينقلهم للحياة الحقيقية مثل أطفال العالم.

فالحصار على غزة يجعل الخيارات متاحة فقط وفقًا للدمار الذي يفرضه الاحتلال.

وجهت طائرة الاحتلال “الإسرائيلي” صواريخها الثقيلة على بيتٍ في تل الهوا غرب مدينة غزة، دون سابق إنذار، ولا مراعاة لوجود أطفال قد يعانون حالاتٍ نفسية أو يُصابون.

تحت شباكٍ فتت شظايا صواريخ الاحتلال زجاجه، تروي الطفلة ابنة عائلة النجار بكل براءة وبصوتٍ راجف لشبكة “مصدر الإخبارية“: “كنت على سرير جدتي، لكن صوت الصاروخ كان قويًا على سمعي”.

بصوتها الطفولي تحدثت عما شاهدته أثناء نجاتها من الموت بأعجوبة: “الناس يركضون بالشوارع، ونحن مثلهم نركض للأمام هربًا مما يحدث حولنا، كنا خائفين”.

وفي التفاصيل، أكملت: “شدت عمّتي على يدي وأخذتني بعيدًا عن الغرفة”.

وتابعت كأنها تصف طوق النجاة الذي أخذها لبر الأمان: “سمعت صوت أبي وسط كل الهلع الذي في الشارع، توجهت نحوه وخبأني تحت بيتنا يحميني أنا وأخي من القصف”.

لم تكن الطفلة مهددة بالخطر وحدها، بل كان أخوها الرضيع نائمًا في سريره لا يعلم ما يحدث حوله، اهتزت الأرض كما اهتز قلب والده عليه.

وقال شادي النجار، والد الطفلين: “كان طفلي نائمًا في سريره بكل أمان إلى أن صدر صوت الانفجار الذي هز المنزل، من قوته ركضت نحو طفلي لحمايته لكن الغبار كان كغشاء فوق عيوني، لم أرى شيء”.

وأردف: ” غبار القصف حجب عني رؤية طفلي، لكني استطعت حمله بأعجوبة وخرجت من المنزل”.

وأكد النجار أن الاحتلال قصف المنزل المجاور لمنزله دون سابق إنذار، مؤكدًا أن المنزل وما حوله مدنيين كانوا يظنون أنهم في مأمن إلى أن حدث القصف.

يُذكر أن قطاع غزة، يعيش لليوم الثاني على التوالي، عدوانًا همجيًا من الجيش “الإسرائيلي”، أسفر عنه شهداء وجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء اليوم السبت،ـ ضمن آخر إحصائية للعدوان: “15 شهيد من بينهم طفلة تبلغ خمسة أعوام، وسيدة تبلغ 23 عامًا، وسيدة مسنة، واصابة 125 مواطنًا بجراح مختلفة”.