تغييرات في الضفة وسط تساؤلات إسرائيلية عن ملامح اليوم التالي لرحيل عباس

مقال كتبه عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس
ترجمة/ معاويه موسى

تشتعل الضفة الغربية على نار هادئة ، نتيجة التعاون بين فتح، الجهاد الإسلامي وحتى مجموعات من حماس ويبني الجيش صورة لسلوك لائق، لكنه لا يشدد على تطبيقه وكم هي الفجوة بين الواقع الامني اليومي وبين الأسئلة الكبيرة المطروحة بعيدا عن العناوين، تقريبا تحت السطح، لا تزال الضفة الغربية تغلي .

أدى تراجع موجة العمليات التي وقعت في الربيع في داخل الخط الأخضر، إلى تحويل الاهتمام الإعلامي إلى أماكن أخرى : الخلاف على الغاز مع لبنان وتهديدات حزب الله ، الانتقادات الشديدة في تقرير مراقب الدولة لإحداث ” حارس الأسوار ” وحالة الترقب عشية إطلاق المعركة الانتخابية . لكن الساحة الفلسطينية ليست هادئة .

جزء من حالة الاحتقان تعبر عن نفسها باعمال عنيفة ضد إسرائيل، تتركز مؤخرا بعمليات إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين في المناطق. ومع ذلك هناك أسباب أخرى داخلية كثيرة لحالة التوتر. بعضها يتصل بحالة الضعف المستمرة للسلطة لفلسطينية مع شيخوخة رئيسها محمود عباس، صراع الاجيال داخل فتح وتنافسها مع حماس .

تشير تقارير أجهزة المخابرات الإسرائيلية بالفعل إلى الاتجاه المستمر في حالة الضعف للسلطة الفلسطينية منذ أكثر من عامين وبرزت في نهايات ولاية الرئيس ترامب حالة الضغط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية ، وعجزها عن تحقيق أي مكاسب.

وحول قضية الضم التي لم تحصل في نهاية المطاف (التي تم حسمها ضد ضم المستوطنات في خضم صراع النفوذ داخل بلاط الرئيس ترامب أكثر من كونه جاء نتيجة الاحتجاجات الفلسطينية ).

اتضحت ملامح مأزق عباس ورجاله بوتيرة أكبر في أيار 2021 أثناء حملة ” حارس الأسوار “. صحيح أن المواجهات في الضفة مع الجيش الإسرائيلي كانت محدودة قياسا بالقتال على حدود غزة، والذي تجلى بشكل أساسي بإطلاق الصواريخ من حماس، لكن السلطة خسرت من رصيدها في الرأي العام الفلسطيني مقارنة بحماس. عكست اللافتات التي علقت في الحرم القدسي الشريف والتي وجهت التحية للقيادة في القطاع، ذلك بوضوح.

في الصيف الماضي، طالبت اسرائيل السلطة الفلسطينية بالتحرك في ضوء تزايد نشاط الخلايا المسلحة في مخيم اللاجئين في جنين. واجهت أجهزة الأمن الفلسطينية صعوبة في مواجهة التحدي وبقي المخيم منطقة جغرافية مستقلة. في شباط الماضي عاد الجيش الإسرائيلي للعمل في المخيم بهدف اعتقال المطلوبين. يبدو أن الاحتكاك العنيف ساهم قليلا في انفجار موجة (الإرهاب) بعد ذلك بشهر، على الرغم من أن معظم منفذي الهجمات في شهري آذار ونيسان لم يأتوا من المخيم نفسه وانما من القرى المحيطة بحنين ونابلس.

اضطرت الهجمات التي وقعت في تل ابيب، بني براك ، العاد وارئيل والهجومين الداميين اللذان شنهما مواطنون عرب- اسرائيليين – من أنصار منظمة داعش الجيش الإسرائيلي للقيام بخطوتين . الأولى دفاعية فقد قام بنشر قوات نظامية كبيرة على الفجوات الضخمة في الجدار على امتداد منطقة التماس . الثانية هجومية وفيها شن الجيش حملات اعتقال واسعة النطاق تركزت في منطقة جنين .

أثناء هذه العمليات واجه الجيش الإسرائيلي واقعا قديما – جديدا. تتعرض فيه قواته لنيران مكثفة جدا في كل دخول له لمخيمات اللاجئين في شمال الضفة وجزء من المدن والقرى في نفس المنطقة.

ما يحصل ببساطة هو شاهد اخر على ضعف السلطة ، التي تجد صعوبة في فرض سلطتها وسيادتها على الأرض . ربما أدى النقاش الإسرائيلي الواسع حول اليوم الذي يلي عباس إلى تأخير الموعد ، إلا أن التغيير التدريجي في الضفة يحصل منذ بعض الوقت ، والرئيس لا زال على كرسيه . ترتبط بعض هذه الأحداث بذلك وتندمج في ظواهر أخرى مثل الانتشار المكثف للوسائل القتالية في الميدان.

تنوه شبكة مصدر الإخبارية إلى أن ما ورد في المقال من مصطلحات لا يعبر عن سياستها التحريرية