ياسمين النجار

بالإرادة.. ياسمين النجار فقدان بصرها لم يثنيها عن التفوق بالثانوية العامة

 أماني شحادة – مصدر الإخبارية

نالت ياسمين النجار، ذوي إعاقة بصرية، من جنوب قطاع غزة، “بصيرة” أنارت لها الطريق التي شقتها في حياتها كاملة، وخاصة الدراسية، أوصلتها لحصاد مرتبة ضمن المتفوقين باختبارات الثانوية العامة في القطاع.

ليس غريبًا على ياسمين النجار ذلك التفوق، الذي تميزت به بإرادتها وبصيرتها، فبعد أن خاضت تحدي مع فقدان حاستها البصرية، حصلت على درجة تفوق بنسبة 90.8 بالمائة على الفرع الأدبي.

وبعد أن تحولت عائلتها لعيونٍ تساند ياسمين خلال مرحلة دراستها عامًا كاملًا في الثانوية العامة، افتخرت ابنتهم بما وصلت إليه، معبرة عن فرحتها وسط عائلتها.

برجفة صوتها الذي يدّل على ما آلت إليه المشاعر داخل الطالبة المتفوقة ياسمين النجار، قالت لشبكة “مصدر الإخبارية“: “لم يكن فقدان البصر عائقًا أمام مسيرتي التعليمية، الإعاقة تعطي حافز وتحدي أكبر”.

وعلى قاعدة أن الصعاب عبارة عن درجات لبناء سلالم نجاة ونجاح، أفادت ياسمين أنها لم تكن تتوقع نتيجتها، بل انتظرت أن تكون النتيجة أقل ببضع درجات، لكنها لاقت ما يستحق مثابرتها ومداومتها على الارتقاء بتعليمها.

وأوضحت أن العزيمة والإرادة تدفعان بها للأمام، ويصنعن منها فتاة ناجحة تتحدى ما يقف في طريقها.

وعند تلقيها نتيجتها، أحاطت الضحكة العريضة التي اعتلت وجه ياسمين النجار، عائلتها، ولاقت مقابلها فخرًا وفرحة، لم تكن ترى تعابير أهلها، لكنها كانت تترجم مشاعرهم بطريقتها الخاصة وهي فرِحة للوصول لهذه المرحلة من التفوق والمسير التعليمي.

صدحت الزغاريد وأهازيج الفرح منزل الطالبة ياسمين النجار، وهلت عليها التبريكات، عقب إعلان وزارة التربية والتعليم نتائج طلبة الثانوية العامة في فلسطين.

الصعوبات التي واجهتها الطالبة ياسمين النجار

لا تخلو الحياة من المصاعب والعقبات التي تقف أمام كل شخصٍ، فكيف هي المصاعب أمام شخصٍ بحاجة لمساندة لتذليل العقبات أمامه بسبب فقدان بصره؟

كانت ياسمين النجار مُحاطة بحُب من عائلتها التي وقفت سدًا منيعًا أمام أي شائكة تَحوّل دون إكمال تعليمها.

كأي طالبٍ آخر، واجهت صعوبات خلال فترة الثانوية، لكناه كانت ترفض ما تميزت به عن زملائها من فقدان بصرها، ورفضت الاستسلام لواقع عد رؤية ما حملته الكتب الدراسية.

وتمثلت المصاعب التي عانتها ياسمين النجار خلال مرحلة الدراسة، بالماكينة التي تكتب عليها دروسها التعليمية، والتكاليف باهظة الثمن للورق الذي تشتريه للكتابة عليه، وفق قولها.

وقالت ياسمين النجار: “عانيت أيضًا من المدرسة؛ لأنها لا توفر أي وسيلة للمكفوفين (ذوي الإعاقة البصرية)”، مشيرة إلى أنها عانت صعوبة بالمواصلات خلال تنقلها من وإلى مقاعد الدراسة.

وفي ختام حديثها، أكدت ياسمين أنها ستكمل تعليمها بنفس الوتيرة، وأنها ستدخل في مرحلة الجامعة تخصص التربية الإسلامية.

وأشارت إلى أنه “إذا واجهتي صعوبة خلال مرحلتي القادمة سأتحداها بالعزيمة والإرادة”.

ياسمين النجار، رمزٌ للإرادة الصّلبة والطموح اللامحدود، فُقدانها لبصرها لم يمنعها من النّظر إلى القمّة، وبرهنت أنّ الظروف المحبطة والعوائق لا يمكنها أن توقف مسيرة أصحاب العزيمة، وأنّ الحياة لا تروق إلّا لمن يحارب ويسعى.

نُشرت بواسطة

sam

‏‏‏سامر الزعانين صحفي من غزة ، مهتم بالاعلام الرقمي، ومختص في تحسين محركات البحث والتسويق الرقمي

Exit mobile version