كسوة جديدة للكعبة المشرفة من الحرير الخام

وكالات-مصدر الإخبارية

قامت السلطات السعودية باستبدال كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، اليوم السبت، وسط حفاوة بالغة، في مشهد يأسر العيون والقلوب إجلالا وتعظيما لقبلة المسلمين، وذلك بالتزامن مع حلول السنة الهجرية الجديدة.

وتستبدل كسوة الكعبة، التي تعد أغلى ثوب لأقدس بيت في الأرض مع مطلع كل عام هجري جديد بثوب قشيب يعد “الأغلى”، والذي يصنع من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ويزدان بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا بالذهب.

وبدأت مع غروب أمس الجمعة الأخير من العام 1443 هجرية تحضيرات نقل الكسوة الجديدة للكعبة المشرفة وسط منظر مهيب وفي موكب عظيم تقدمت الكسوة الجديدة صوب المسجد الحرام لتكتسي الكعبة المشرفة ثوبها الجديد إجلالا وتعظيما لله عز وجل.

وتسارعت خطى حالي الكسوة إلى الكعبة المشرفة للمشاركة في عملية الاستبدال ليتم إنزال حلة تحمل أحداث عام مضى، ولترتفع أخرى لتسجل أحداث عام جديد.

ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا و بالثلث الأعلى منه يوجد حزام عرضه 95 سنتيمترا، وطوله 47 مترا، ومكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

اقرأ/ي أيضا: السعودية: موقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير

و تتكون الكسوة من أربع قطع، تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة وتمر صناعتها بمراحل عدة.

وتحاك الكسوة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود و يزدان بآيات قرآنية و زخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا بالخيوط الذهبية.

وتسبق عملية تبديل الكسوة استعدادات متناغمة ومتكاملة من الجهات المعنية في رئاسة الحرمين ومجمع الملك عبد العزيز لصناعة الكسوة وتمر بمراحل متعددة تهدف إلى ضبط الجودة وتحري أحدث التقنيات الحديثة لضمان أعلى درجات الجودة بما يليق بالكعبة المشرفة قبلة المسلمين.

إذ يجمع قماش “الجاكارد” لتشكيل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة، تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة.

ويبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلا أسفل الحزام و4 صمديات توضع في أركانها، و5 قناديل “الله أكبر” أعلى الحجر الأسود إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.

وبخيوط من الحرير والذهب والفضة وبأيدي كفاءات وطنية مؤهلة تتم حياكة وتطريز ثوب الكعبة المشرفة كل عام، وتتعدد أقسام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة بين التحلية، والمصبغة، والمختبر، والطباعة، وتطريز المذهبات، ومن أبرز هذه الأقسام قسم النسيج الذي يعمل على نسج ثوب الكعبة المشرفة الخارجي من خلال عدة مراحل فنية مقننة ومحكمة وبواسطة كوادر وطنية مؤهله علميا وعمليا.

وينتج القسم النسيج الخارجي للكعبة المشرفة بواسطة مكينة “الجاكارد” التي تنتج نوعين من النسيج الأول يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة تسمى النسيج المنقوش، والآخر خال لكي توضع عليه المطرزات.

وتعتبر كسوة الكعبة واستبدالها سنويا اتباعا لما قام به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة من بعده، فقد ثبت أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول الكريم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.

وعلى مر السنين اتخذت الكسوة طابعا ووصفا خاصا، وكان لها العديد من الأشكال والمواصفات ولكل حقبة وصف معين يتميز به حتى جاء العهد السعودي الزاهر بعنايته للحرمين و مقدساته وقاصديه.

ولكل نسيج للكسوة تحضيراته الأولية الخاصة من خيوط السدى، التي تختلف باختلاف النسيج من حيث كثافته وعرضه ونوعه .. ومن ضمن الآلات المستخدمة في مصنع الكسوة ماكينة عجلة اللف الآلية التي تعمل على تحويل الخيوط من شلل إلى بكرات، ثم ماكينة البرم و التجميع وماكينة البطانة الداخلية، فيما توجد ماكينة النسيج وهي تعمل على نسج الحرير السادة لحزام ثوب الكعبة المشرفة.