بايدن لعباس: لا فرصة لنجاح مبادرة سلام كبيرة مع الإسرائيليين

وكالات – مصدر الإخبارية

كشف مسؤول أميركي لموقع “الأيام“، أسرار القمة الفلسطينية الأميركية، اليوم الجمعة، مبينًا أن بايدن تحدث مع الرئيس عباس حول المستوطنات وحل الدولتين، والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.

ووفق ما جاء في تقرير الموقع، وجه الرئيس الأميركي جو بايدن، في الغرفة المغلقة بمقر الرئاسة بمدينة بيت لحم، الجمعة الماضية، نصيحة إلى الرئيس محمود عباس “هناك تغييرات إقليمية تحدث وتحالفات تتغير وهندسة العالم في حالة تغير مستمر، إن الطريقة التي ستحصل فيها على ما تريد هو بالاعتراف بهذه التغييرات والتكيف معها”.

واستمر اللقاء أكثر من ساعة، أشار الرئيس عباس إلى أنه تحت ضغط سياسي لتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، فرد عليه الرئيس الأميركي: “أنا أتفهم ذلك ولكنك لست الوحيد” شارحاً أوضاع العديد من القادة في العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي نفسه.

وتابع التقرير أن بايدن شرح للرئيس عباس بأنه سيكون جاهزاً لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في عملية سياسية، وأنه حالياً لا يعتقد أن ثمة فرصة لنجاح مبادرة سلام كبيرة في المرحلة الحالية.

كان ذلك جزءاً من أسرار القمة الفلسطينية الأميركية التي كشفها جورج نول رئيس المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية، وفيما يلي تفاصيلها الكاملة، بحسب “الأيام”:

نول، الذي شارك بالقمة، وصف اللقاء بالإيجابي والصريح والدافئ.

أكد نول: “أجرى الرئيس بايدن نقاشاً استراتيجياً مع الرئيس أبو مازن، وتحدث عن التحديات الكثيرة التي نواجهها جميعاً في العالم وبخاصة الولايات المتحدة، مثل الاحتباس الحراري، التحولات السكانية بما فيها أزمات اللاجئين من سورية وأفريقيا وأميركا اللاتينية، تحدث عن التهديدات للديمقراطية وكيف أن الأنظمة الاستبدادية مثل الصين يشعرون بأنهم الطريق الى المستقبل والديمقراطيات تحت التهديد، ثم تحدث عن الحرب في أوروبا وكيف تؤثر على الطاقة وأزمة الغذاء”.

وقال: “ثم تحدث عن المنطقة والشرق الأوسط وقال إن هناك أموراً لم يكن تخيلها قبل ٥ سنوات تحدث الآن، مثل التطبيع بين الإمارات والبحرين وغيرها مع إسرائيل وإمكانية انفتاح السعودية على هذه الفكرة، بما في ذلك أمور مثل اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي زائد ٣ والحديث عن الأمن الإقليمي”.

ولفت إلى أن بايدن أشار إلى إن “هذه تغيرات إقليمية تحدث والتحالفات تتغير وإن هندسة العالم في حالة تغير مستمر، ولذا فالرئيس تحدث عن كل هذه الأمور الاستراتيجية وقال للرئيس أبو مازن إن الطريقة التي ستحصل فيها على ما تريد، لأن الرئيس أبو مازن قدم لنا قائمة طويلة من المطالب التي يريد ان يرى تنفيذها للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية، هو بالاعتراف بهذه التغيرات والتكيف معها”.

وأضاف نول إن بايدن “لم يدخل بعمق التفاصيل ولكنه طلب من السلطة الفلسطينية ان تفكر بطريقة مختلفة يمكن أن تتناسب مع الديناميكيات الإقليمية الجديدة التي من شأنها أن تسمح لهم بالوصول إلى أهدافهم”.

وأشار نول الى ان بايدن “تحدث عن دور الولايات المتحدة في حل الصراع، سيما أن الكثير من الناس يتطلعون الى الولايات المتحدة لحل الصراع، وهم يطلبون منا خطوات يعتقدون انها ضرورية”.

وتابع نول: “الرئيس (بايدن) كان واضحاً، قال: أؤمن من أعماق قلبي بأن حل الدولتين هو الأمر الصحيح، وأؤمن بأن المستوطنات خطأ، وأنا أضغط على الإسرائيليين وقلت لهم انني لا اريد ان أرى مستوطنات، ولكن لا يمكنني ان أوقف ذلك بنفسي، هناك حدود لما يمكن للولايات المتحدة ان تقوم به، ولا يمكنني إنشاء حل الدولتين، إذا ما تمكنت من ذلك، إذا ما كانت لدي الكلمة السحرية للقيام بذلك فإنني كنت لأفعل ذلك، لأن الفلسطينيين يستحقون الكرامة ويستحقون دولتهم”.

وأضاف إن بايدن “كان واضحاً جداً بشأن بعض التفاصيل في تعريفه لما يجب ان تبدو عليه فلسطين المستقلة، بتفاصيل مثل التواصل الجغرافي وغيرها”.

وتابع: “قال الرئيس ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تجري اتصالاً هاتفياً وتجعل هذا ممكناً، نحن سنواصل الدفع باتجاه هذا الأمر والعمل من أجل هذا الهدف ولكن لا يمكننا ان نفعل هذا وحدنا، وهذا امر مهم لأن الكثير من الناس يتوقعون منا أموراً لا يمكننا حقيقة القيام بها”.

ولفت الى ان بايدن: “كرر شعوره بالألم الكبير الذي يشعر به الفلسطينيون، وتحدث عن الخطوات الاقتصادية التي ندفع بها من اجل اقتصاد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والكرامة التي يستحقونها”.

وقال نول: “كان الحديث دافئاً بين بايدن وعباس، فهما يعرفان بعضهما منذ سنوات وتحدثا كيف انهما يعملان على الحل منذ فترة طويلة جداً، وقال الرئيس (بايدن): سأواصل العمل على هذا الأمر وانا لا التزم بشيء لا أؤمن به”.

وأضاف: “ولذا فإنه كان واضحاً بشأن التزاماته بإقامة دولة فلسطينية وإعادة فتح القنصلية وحل الدولتين، وأعتقد انه كان إيجابياً”.

وأشار نول الى انه جرى الحديث عن الطلب الفلسطيني بإطلاق مبادرة سلام، وقال: “السؤال هو ما هي فرص نجاح مبادرة سلام كبيرة الآن، وأعتقد ان الرئيس (بايدن) كان واضحاً بهذا الشأن، إنه لا يعتقد انه الآن توجد فرصة لنجاح هذا الأمر”.

وقال بايدن لعباس: “على الرغم من ان هذا هو هدفنا النهائي، فإنه علينا الآن القيام بخطوات معينة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن أيضا إقليمياً لجعل فرص النجاح أكبر، للسماح للفلسطينيين والإسرائيليين باتخاذ الخيارات الصعبة”.

وأضاف نول: “ولذا فإن تقدير الرئيس هو ان هذا ليس ممكناً الآن، وهذا لا يعني اننا لا نهتم ولكن علينا العمل سوياً مع جميع الأطراف لكي يكون بالإمكان اتخاذ الخيارات الصعبة، لأنه سنكون هنا فوراً إذا ما كانت هناك إمكانية متوفرة”.

وذكر نول أن الرئيس عباس أثار مسألة تطبيق قرارات المجلس المركزي، وقال “أثار الأمر، وقال أنا تحت الضغط السياسي فقال له الرئيس (بايدن) انا أتفهم ذلك ولكنك لست الوحيد” شارحاً ظروف عدد من القادة في المنطقة بمن فيهم في الولايات المتحدة.

وأشار نول إلى أنه “علنياً وفي المحادثات الخاصة كان من المهم إعادة تأكيد الرئيس بايدن على مواقفنا السياسية، رغم ان الكثير من سياساتنا لم تتغير، حتى في أوقات ترامب، فإنه لم يتم الحديث عنها بصوت مرتفع، فافترض الناس أنها تغيرت، ولذا كان من المهام أن تقال بصوت مرتفع، وهذا يشمل أموراً مثل حدود ١٩٦٧ وتبادل الأراضي، وموضوع القدس”.

واستدرك: “حيث أكد الرئيس بايدن بشكل علني وفي المحادثات الخاصة بأننا نعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنه كان واضحاً بأن الحدود النهائية للقدس سيتم إقرارها في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهذه نقطة هامة جداً”.

وتحدث: “أوضحنا علنياً وفي المحادثات الخاصة بأننا ندعم حل الدولتين وانه الحل النهائي للصراع”.

ولفت إلى أن “الرئيس بايدن تحدث عن الاحترام الذي يكنه الرئيس للشعب الفلسطيني، وهذا تجلى في المحادثات الخاصة بشكل واضح جداً وأيضا في التصريحات العلنية، مقارنته مع الأوضاع الإيرلندية، تاريخ ايرلندا، أراد من خلاله التوضيح بأنه يفهم المعضلة الفلسطينية وما يمر به الفلسطينيون،

وبيّن أكثر من مرة إلى أنه يفهم الألم الذي يشعر به كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن مع التركيز على الفلسطينيين بأنهم بحاجة لأن يتمكنوا من الأكل والوصول الى العالم، وأن يتمكنوا من العمل وغيرها من الأمور التي أشار اليها ولم تكن بالنسبة له مجرد كلمات وإنما أموراً تهم”.

وأضاف: “وحينما تحدث عن الأوضاع الإيرلندية فإنه تحدث عن الكرامة وهذا مهم جداً، وقد أكد على أن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والكرامة، وهو كان يعني ما يقول، وقد كرر عدة مرات كلمة الكرامة بالعمل وحرية التنقل وغيرها من الأمور الإنسانية الأساسية التي يستحقها الفلسطينيون”.

وأشار  إلى أنه “انظر إلى الأمر بإيجابية وقد لا يكون بالضبط ما تريده السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من حيث عدم حل مشاكلهم، ولكن هذا ما نستطيع القيام به”.

اقرأ/ي أيضًا: أبو ردينة: زيارة بايدن تحمل معاني ومضامين كبيرة