الطالبة لين قاسم: فخورة بكوني الثانية على لبنان وأوصي الجميع بالعلم

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

على شرفة منزل عائلتها بقرية “شامون” اللبنانية، وقفت الطالبة “لين” ذو 14 ربيعًا، تنتظر إعلان نتائج “البريفيه” وعينها ترقب النجاح في الأفق، وما هي إلا لحظات، حتى علت الزغاريد في منزل اللاجئ الفلسطيني وليد قاسم، ليزول عناء الانتظار وتعم السعادة أرجاء المكان.

لحظات ممزوجة بدموع الفرح، وابتسامة العائلة في استقبال المهنئين الذين توافدوا ليُشاركوا الأسرة فرحتها في منزلها المُطل على مطار العاصمة اللبنانية بيروت.

تنحدر الطالبة “لين” من أصول فلسطينية، حيث أن جدها من قرية “الشيخ داوود” شمال فلسطين المحتلة، أما عن والدها فهو من سُكان مخيم نهر البارد شمال مدينة طرابلس، وتعيش العائلة معاناة اللاجئين الفلسطينيين المُهجرين قسرًا نتيجة السياسات الإسرائيلية العنصرية منذ العام 1948.

دعم عائلتي سبب نجاحي

تقول لين، “عند ظهور النتائج لم أصدق أنني حصدت على المرتبة الثانية على لبنان، والأولى على محافظة “جبل لبنان” بمعدل 19.22، حيث انهمرت الدموع من عيني وسط أحضان وتهاني الجميع”.

وأضافت خلال حديث لمصدر الإخبارية، “فترة الدراسة للاختبارات لم تمر في توتر وخوف، لأنني كنت مستعدة لها منذ بداية العام الدراسي، وعائلتي هيئت لي الظروف المناسبة لتحقيق أعلى الدرجات والتفوق”.

السلاح الأقوى

وتكمل، “مُذ كُنا صغارًا نشأنا على أن العلم هو السلاح الأقوى، وكنت الأولى دومًا منذ المرحلة الابتدائية، وعائلتي بما فيهم أمي وأبي واخوتي شكّلوا لي دعمًا كبيرًا وكانوا يُخففون عني الضغوط المُحيطة بي لتحقيق أفضل الدرجات”.

وحول الدراسة خلال جائحة كورونا، لفتت “لين” إلى أن الدراسة “خلال جائحة كوفيد 19 كانت تتم عبر التعليم الالكتروني “أون لاين”، حيث بذل المعلون جهودًا مُضنية لإيصال المعلومة لنا، وعانينا من كثرة الإضرابات لكنها لم تكن عائقًا أمامنا للحصول على المعدل المطلوب بكل كفاءة وإصرار”.

وعن أهدافها المستقبلية، قالت لين، إن “أهدافي هو الاستمرار بذات التميز والتفوق، لتحقيق أفضل الإنجازات لرفع اسم فلسطين عاليًا كوننا لاجئون فلسطينيون في لبنان، لإيصال صورة للجميع أن السلاح غير محصور بالبارودة والنار فقط، إنما بتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج”.

واختتمت حديثها لمصدر قائلة، “رسالتي إلى جميع الطلاب الفلسطينيين في لبنان، بألا يجعلوا الأوضاع الصعبة تقف عائقًا أمامهم، بل يجب عليهم تخطيها بكل قوة واقتدار والسير قُدمًا إلى الأمام نحو الأهداف التعليمية والعلمية النبيلة”.

أرقامٌ واحصاءات
وفقًا للموقع الالكتروني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في لبنان، فإنها تُقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين بـ 12 مخيمًا هي مخيم البداوي، مخيم البص، الرشيدية، المية مية، برج البراجنة، برج الشمالي، شاتيلا، ضبية، عين الحلوة، مارس الياس، نهر البارد، ويفل.

وتُشير “أونروا”، إلى أن هناك أكثر من 470,000 لاجئ مسجلون لديها في لبنان، يُـقدر أن 180,000 منهم لغايات التخطيط يسكنون في البلاد، لافتةً إلى أن حوالي 45% منهم يعيشون في المخيمات المنتشرة في البلاد.

وتعاني مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من ظروف مزرية وتتسم بأنها مكتظة وسيئة المساكن والبطالة والفقر وغياب سبل الوصول إلى العدالة، كما أن الفلسطينيين في لبنان لا يتمتعون بالعديد من الحقوق الأساسية؛ حيث يُمنعون على العمل في 39 مهنة ولا يستطيعون التملك (العقاري) وغيرها.

وتُوضح “أونروا” أن اللاجئين الفلسطينيين غير قادرين على الحصول على نفس الحقوق التي يحصل عليها الأجانب الذين يعيشون ويعملون في لبنان، حيث أرغم النزاع في سوريا العشرات من لاجئي فلسطين على الفرار إلى لبنان بحثا عن السلامة.

ولفتت إلى أن حوالي 29,000 شخص منهم يحصلون على مساعدة “أونروا” في البلاد، والتي تشمل المعونة النقدية والتعليم والرعاية الصحية والحماية، إلى جانب أن 475,075 لاجئ من فلسطين مسجلين (حسب أرقام الأول من كانون الثاني 2019) في 12 مخيما للاجئين 65 مدرسة يدرس فيها 36,960 طالب وطالبة، بما في ذلك 5,254 طالب لاجئ من فلسطين قادمون من سوريا، وهناك مركز تدريب مهني وفني واحد يدرس فيه حوالي 900 طالب وطالبة في حَـرمين منفصلين.

أقرأ أيضًا: أونروا تعرب عن قلقها إزاء تدهور أوضاع اللاجئين في لبنان