البعد السياسي لتسليم رصاصة أبو عاقلة ودلالات نتائج التحقيق الأمريكي؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أثار تسليم السلطة الفلسطينية للرصاصة التي قتلت الصحافية شيرين أبو عاقلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تساؤلات عديدة عن الثمن والبعد السياسي للتسليم، لاسيما مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة منتصف الشهر الجاري.

ورأى محللون سياسيون أن تسليم الرصاصة يدلل على خضوع السلطة لضغوط كبيرة من الجانب الأمريكي لاسيما مع اقتراب زيارة بايدن إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

المقابل .. فتح أفاق للسلام

وقال المحلل بلال الشوبكي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “السلطة أملت بان تقدم واشنطن مساراً يحي عملية السلام مع إسرائيل مقابل إشراكها في التحقيقات”.

وأضاف الشوبكي أن “الولايات المتحدة لن تقدم ثمن واضح يشعر به الفلسطينيون في وقت قريب، لاسيما مع تركيز بايدن على الملف السعودي الإسرائيلي وجهود إنهاء أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية”.

وأشار إلى أن “سلوك تسليم الرصاصة صادم للشعب الفلسطيني خصوصاً وأن قضية مقتل أبوعاقلة على سلم أولوياته والمؤشرات السابقة كانت تشير إلى أن السلطة عازمة على تحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية”.

وتابع أن “التسليم يأتي في سياق انكشاف النظام الداخلي الفلسطيني أمام المؤثرات الخارجية وليس بصالح الفلسطينيين بأي حال من الأحوال”.

وأكد الشوبكي أن “الرد الأمريكي بأن فريقه المستقل لم يتمكن بتحديد أصل الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة دون إقرار واضح بأن القتل كان متعمداً أمر غير مستبعد عن الولايات المتحدة المنحازة إلى جانب الاحتلال فيما يتعلق بالقضية، والمتماشي مع الرواية الإسرائيلية”.

ولفت إلى أنه “من الوارد أن تؤدي خطوة فحص الرصاصة لتبرئة الاحتلال الإسرائيلي سواء بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال القول بأنها غير مقصودة”.

إضافة غموض للقضة وضمان عدم تحويها إلى الجنائية

بدوره أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن” نتائج التحقيقات الأمريكية هدفت لإضافة غموض إلى ملف قضية أبو عاقلة لمنع إحراج إسرائيل”.

وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية عن نتائج التحقيقات في الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة. وقالت في بيان صحفي ” إن التحليل الجنائي وفاحصوا الرصاصة لم يتمكنوا من التوصل إلى نتيجة نهائية فيما يتعلق بأصلها”

وأضافت الخارجية أن “خبراء المقذوفات أبلغوا أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة”.

وشدد عوكل في تصريح خاص لمصدر الإخبارية على أن” واشنطن عملت على الخروج بتحقيقات لا تقود إسرائيل إلى الجنائية الدولية والمحاكم الأمريكية”.

وتوقع عوكل تمسك الاحتلال الإسرائيلي بروايته بعدم تحمل المسئولية عن مقتل أبو عاقلة بعد التحقيقات الأمريكية مرجحاً أن “واشنطن ستمارس مزيد من الضغوط قد تمنع توجه الفلسطينيين للجنائية”.

وخلص “مجلس الأمن الأمريكي إلى أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل شيرين أبو عقله دون وجود سبب للاعتقاد بأنه كان متعمدًا ولكنه نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية بقيادة جيش الاحتلال ضد حركة الجهاد الإسلامي”.

النيابة الفلسطينية تُكذب واشنطن

من جهتها أكدت النيابة العامة الفلسطينية أن تحقيقاتها بأن جيش الاحتلال الجهة المسئولة عن إطلاق النار على أبو عاقلة مبنية على مجموعة من الادلة والبينات الدامغة، تضمنت تقارير فنية ومعاينات وإفادات شهود العيان.

وقالت النيابة في بيان أن الأدلة أثبتت بالوجه القاطع أن وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة.

وأضافت أن “المقذوف من عيار 5.56 خارق للدروع وأطلق من مسافة 170 الى 180 متر بمسار إطلاق يتوافق مع مكان تمركز قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشارت إلى أنها أطلعت الجانب الأمريكي على نتائج التحقيقات كون أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية، لافتةً إلى أن واشنطن أجرت تحقيقاً منفصلاً بعد تسليمها الرصاصة لمدة 24 ساعة لإجراء الفحص الفني اللازم لها من قبل خبراء أمريكيين.

وأكد النيابة الفلسطينية على عدم صحة الادعاء الأمريكي بوجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصل الى نتيجة واضحة بشأنه، مشددةً أن تقارير النيابة تفيد بأن حالة الرصاصة قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم.

ونوهت إلى أن “النيابة العامة الفلسطينية الوحيدة المختصة بإجراء التحقيقات وفقاً للقانوي وأي نتائج أخرى غير ملزمة لها، وستكمل إجراءاتها القانونية لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية”.