حماس والانتصار في موقعة التواصل الاجتماعي.. بقلم: معتز خليل

مقالات رأي – مصدر الإخبارية

كتب معتز خليل: “باتت هناك الكثير من ردود الفعل والمناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية عقب الفيديو الذي نشرته كتائب عز الدين القسام، وهو الفيديو الذي يظهر فيه الإسرائيلي هشام السيد، المحتجز حاليًا من قبل حماس في الأمن العام وهو يستخدم جهاز التنفس الصناعي.

اللافت أن قضية الفيديو أصابت الكثير من الفلسطينيين بالصدمة أو الإحباط عندما علموا أن “الجندي الإسرائيلي” مسلم، وتوقعوا أن يكون يهودياً.

ورصدت بالطبع بعض من التعليقات على الإنترنت، والتي انتقد فيها البعض حركة حماس بل ووصل الأمر الى السخرية منها.

وفي إطار بعض من منصات التواصل وحديثها تطرق البعض إلى القيمة “الحقيقية” لهشام السيد، فيما ينتقد آخرون التوقيت السيء لإعلان حماس.

وبشكل عام، يمكن للمرء أن يقول إن معظم الفلسطينيين لم يظهروا دعمهم لحماس وإعلانها على وسائل التواصل الاجتماعي، بل إنه جاء بنتائج عكسية على المنظمة عموماً، فمن الطبيعي أن يتفق ويختلف أبناء الشعب الفلسطيني على نهج المقاومة،غير أن هذه الخطوه أيضاً كان لها ثمن جيد.

الملاحظ أن هناك ما يمكن وصفه بالمقارنات السياسية بين قصة الأسير الإسرائيلي هشام السيد والإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي أفرج عنه عام 2011 بعد ضغوط جماهيرية مكثفة.

ونجحت حركه حماس في استغلال هذا الضغط الجماهيري وتمكنت من المطالبة بثمن باهظ للغاية لشاليط، وهو الثمن الذي قبلته إسرائيل، وتمثل في 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل شاليط.

وتأمل حماس أن يضغط الجمهور الإسرائيلي مرة أخرى على حكومتها من أجل صفقة أسرى أخرى.

ومن خلال دراستي الأكاديمية وفحص الكثير من الحسابات ومنصات ودوائر التواصل الاجتماعي الفلسطينية يمكن وضع الاستنتاجات التالية:

1- الكثير من الدوائر الفلسطينية تعتقد أن حركة حماس تتحرك سياسياً في اطار الضغط السياسي على “إسرائيل” وذلك من أجل تحقيق الكثير من الأمور والأهداف الاستراتيجية الدقيقة الراغبة بها.

2- العديد من الدوائر الفلسطينية أيضاً تتحدث عن مستقبل العلاقات السياسية التي ترغب الحركة في القيام بها مع مختلف الأطراف بالعالم، وهو ما بات واضحاً الآن في ظل الكثير من التطورات السياسية والاستراتيجية.

3- هناك انتقادات واضحة ضد الحركة يوجهها الكثير من الفلسطينيين لها، وبات من الواضح أن الكثير من الفلسطينيين سواء من المؤيدين أو المعارضين لحركة حماس، حتى الآن ينتقدون تعاطي الحركة مع الكثير من القضايا ، وعلى راسها تعاطيها مع مسيره الاعلام، وكيف تراجعت بشكل مخجل، بحسب وصف هذه المنصات عن هذه التهديدات.

ومع ذلك، يبدو من وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية أن الإسرائيليين لا يهتمون أو يريدون إطلاق سراح السجين المسلم الذي يعاني من اضطرابات نفسية لمئات الأسرى الفلسطينيين.

وبحسب استطلاع “كان 11″، فإن 84٪ من الجمهور الإسرائيلي لا يهتمون بالتعامل مع أسير واحد مع حماس.

ومع ذلك، في عام 2011، أراد أكثر من 90٪ من الإسرائيليين عقد صفقة من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، ربما لأنه كان جنديًا يهوديًا وليس مسلمًا مصابًا بالتوحد وعبر الحدود بمبادرة منه، الأمر الذي يزيد من دقه هذه القضية.

اقرأ ايضاً: سياسيو “إسرائيل” فريقٌ رياضي! كتبَ توفيق أبو شومر