مع تصاعد معدلات الجريمة.. الخوف والقلق يسيطران على فلسطينيي الداخل

خاص- مصدر الإخبارية

يساور أهالي الداخل المحتل قلقاً كبيراً من ارتفاع معدلات جرائم القتل وحوادث السير وغيرها من الحوادث التي تودي بحياة المواطنين الفلسطينيين بين وقت وآخر.

وبات الأهالي في الداخل يعيشون بحالة من الرعب، إثر تصاعد الجرائم وانتشارها في عدد كبير من القرى والبلدات العربية لاسيما مع ضعف عمل ورقابة الشرطة الإسرائيلية وعدم عملها الجاد لكبح جماح الإجرام والمجرمين.

انتشار مؤرق وخوف

تقول الشابة تساهيل عرار التي تسكن قرية عرعرة بمنطقة النقب بالداخل المحتل لشبكة مصدر الإخبارية إن فكرة انتشار الحوادث بهذا الشكل الخطر باتت مؤرقة لهم وجعلت تفاصيل حياتهم اليومية سيئة جداً.

وتضيف أنها على مستواها الشخصي باتت تخاف أن تتأخر لساعات متأخرة في الليل وحدها، خشية وقوع جريمة أو انفجار ما تكون ضحيته بدون أي ذنب.

ولفتت خلال حديثها إلى أن ما يزيد من خطورة الأمر وسوء الحال هو تقاعس الشرطة الإسرائيلية وعدم عملها الجاد على سحب السلاح غير المرخص وتساهلها في الإفراج عن مرتكبي الجرائم.

وأشارت الشابة عرار إلى أن كل بيانات الشرطة والجهات القضائية بشأن مكافحة الجريمة بالداخل المحتل تأتي في سياق الزعم ليس إلا، لأنهم كمواطنين لا يشاهدون أي شيء مما يتم الحديث عنه على الأرض، قائلةً “ما نشاهده فقط هو القتل اليومي وتصاعد الجرائم دون وجود رادع”.

مطالبات بوقف النزيف

من جهته قال الشاب يوسف حوارنه (26 عاماً) من مدينة حيفا، إن الجرائم باتت بالنسبة له بمثابة كابوس يلاحقه بكافة تفاصيل حياته.

وقال إن الفلسطينيين بالداخل المحتل بالأصل يعانون من التمييز والتفرقة العنصرية وهذا الأمر يؤرق حياتهم ومعيشتهم منذ سنوات، لافتاً إلى أن تصاعد جرائم القتل خلال الفترة الماضية زاد الأرق والقلق.

وأضاف حوارنه في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية، أطن عدداً من أصدقائه تعرضوا خلال الأشهر الماضية لجرائم مختلفة وأصيبوا بجراح خطرة دون أن يكون لهم ذنب.

وقال إن الشرطة الإسرائيلية تغذي تلك الجرائم والانحرافات المجتمعية في الأوساط العربية عبر طرق مختلفة أبرزها، التقاعس وتسهيل الحصول على السلاح ودعم ترويج المخدرات بأوساط الشباب.

وأوضح حوارنة أنه يشارك بشكل دائم في فعاليات داعية لمناهضة العنف في الأوساط العربية ويحرص على إعلاء صوته بهذا المجال، مطالباً بضرورة تحرك كافة الجهات من أجل وقت نزيف الدم الفلسطيني دون وجه حق.

أسباب أخرى لارتفاع معدلات الجريمة

وأشار الشاب إلى أنه هناك الكثير من المشكلات المجتمعية والاقتصادية التي يجب العمل على حلها من أجل الوصول إلى مجتمع فلسطيني داخل الخط الأخضر خالٍ من الجريمة.

وسبق أن تحدث بعض المراقبين عن أسباب أخرى لتفشي الجريمة في الداخل المحتل، والتي تشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، لاسيما مع انتشار البطالة والفقر، ورؤية بعض الشباب في تجارة السلاح والمخدرات سبيل للهرب من الواقع.

ومن الأسباب الأخرى أيضاً، ارتفاع نسبة التسرب من المدارس وتدني مستوى مؤسسات التعليم بكافة أشكالها وأنواعها.

ويضاف إلى ذلك غياب المرافق الشبابية والاجتماعية والترفيهية التي تستوعب طاقات الشباب، كما أن مشكلة اكتظاظ السكان الحاد وأزمة المساكن يزيد من صعوبة الأمر.

تصاعد ضمن مخططات إسرائيلية

يقول الشاب عبد اللطيف أبو راشد من بلدة طمرة بالداخل المحتل، إن المجتمع العربي على وشك الانهيار الكامل إذا ما استمرت الجرائم بهذا الشكل.

وبين أن الجرائم تتصاعد بشكل مخيف، وباتت بأكثر من شكل فبعد أن كان القتل هو السائد صارت اليوم حوادث السير والعمل وغيرها.

وطالب الشاب العشريني كافة الجهات بالداخل المحتل بالتكاتف من أجل صد المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية المجتمع العربي ووقف مده وإغراقه بالجرائم لإيجاد مبررات مستقبلية لطرد الفلسطينيين.

وتشهد مدن وقرى الداخل المحتل منذ سنوات ارتفاعاً في مستوى الجريمة وحوادث السير والعمل بفعل عوامل متعددة، أهمها ضعف الرادع وتهاون الشرطة الإسرائيلية كما يقول الأهالي.

وأدت حوادث القتل والسير والعمل خلال السنوات الماضية لمقتل عشرات المواطنين، وإصابة المئات بحسب تقارير طبية ورسمية.

وتشير إحصاءات رسمية أن عدد القتلى نتيجة الحوادث المختلفة في المدن والقرى الفلسطينية تجاوز المئة منذ بداية عام 2022 الحالي.

وفي كثير من المرات نظم الأهالي فعاليات داخل المدن والقرى المركزية من أجل المطالبة بقوانين وإجراءات رادعة للحد من الجريمة وفكرة استسهالها بالداخل المحتل، كما دعوا لإيجاد قوانين رادعة يكون هدفها الحد من حوادث السير والعمل.

ويبلغ عدد سكان الداخل المحتل العرب نحو 2 مليون شخص بحسب دائرة الإحصاء الإسرائيلية المركزية، ويعيش معظمهم في قوى وبلدان عربية ويلتحقون بمدارس ويتلقون خدمات بمرافق منفصلة عن اليهود.

وعملت “إسرائيل” خلال السنوات الماضية على فكرة دمج عرب الداخل بمجتمعها ومحو هويتهم العربية لكنها فشلت بذلك وظهر ذلك جلياً في استمرار فكرة المقاومة والنضال ضد الاحتلال من داخل تلك المدن والقرى.