في ظل التطورات السياسية بالمنطقة عودة للعلاقات بين حماس وسوريا

أقلام – مصدر الإخبارية

في ظل التطورات السياسية بالمنطقة عودة للعلاقات بين حماس وسوريا، بقلم الكاتب معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا:

منذ الصباح، لا يوجد حديث للأخوة العرب سواء من سوريا أو فلسطين في الكثير من المنتديات أو المساجد أو حتى التجمعات الوظيفية إلا عن قضية عودة العلاقات السياسية بين حماس وسوريا.

الكثير من السوريين وتحديدًا من الجبهات المناضلة التي تعيش في الغُربة، انتقدت سلوك حركة حماس بشدة، وهو ما بات واضحًا ليس فقط من خلال منصات التواصل الاجتماعي لهم ولكن أيضًا من خلال بعض البيانات التي أصدرتها قوى سياسية سوريا بالمهجر.

وفي هذا الإطار، كان هناك اهتمامًا لافتًا من بعض وسائل الإعلان، مثل وكالة الأناضول والتي تحدثت مع مصدر فلسطيني وصفته بالمطلع، الذي قال، “إن اختراقًا إيجابيًا طرأ على صعيد استعادة العلاقات بين حركة حماس الفلسطينية، والنظام السوري، بعد 10 سنوات من القطيعة بسبب أحداث الثورة السورية”.

المصدر، بحسب الوكالة، قال أيضًا إن “جهوداً مضنية”، بذلتها قيادة منظمة حزب الله اللبنانية خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى “منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية”، من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

والحاصل فإن عودة العلاقات بين حماس وسوريا، تأتي تزامنًا مع زيارة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية إلى لبنان، وفي هذا الإطار أفادت وكالة رويترز للأنباء، أن حماس قررت تجديد العلاقات مع نظام الأسد التي قطعت في بداية الحرب السورية بعد دعم حماس للمتمردين السوريين.

ومن الواضح، أن إيران تقوم بالتنسيق والبحث من أجل دعم العلاقات الثنائية المشتركة بين عدد من الحلفاء في المنطقة لتجاوز أزمة قطع العلاقات بين الطرفين.

ولفت إلى أن النظام السوري ظلّ يتخذ موقفاً متصلباً إزاء استعادة العلاقة مع حماس، حتى وقت قريب، بخلاف مواقف حليفيه (إيران وحزب الله) اللذَان حافظا على استمرار العلاقة مع الحركة برغم موقفها السابق من الثورة السورية.

عمومًا، قلت وسأقول أنه لا يخفى على أحد أن حركة حماس تحت ضغط من إيران، أرادت ومنذ فترة طويلة تجديد علاقاتها مع الأسد، وهو الحليف القوي لإيران الراغبة وبحسب بعض التقارير في النهوض بمحورها السياسي والعسكري الذي يتهمه البعض بانه محورا شيعيا .

وأيًا كانت النتيجة من وراء هذا التكامل والتعاون، أعتقد أن لحماس الأن الحق في إدارة علاقاتها مع أي طرف، بل ومن حقها أيضًا بناء العلاقات مع أي طرف، ولكن يجب ألا يكون ذلك دوما على حساب القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني.

قلت وأقول أن حماس بالنهاية فصيل وطني محترم، ولكنه في النهاية فصيل يجب عليه الالتزام بمنظومة العمل الوطني، الأمر الذي يفرض الكثير من التحديات والأهم تساؤلات عن التقارب السوري مع حماس، والذي يجب أن يكون منظما وبتنسيق مع السلطة.

وفي النهاية هناك سلطة سواء اتفقنا معها أو لا، وهناك إجماع فلسطيني وسياسي يجب الاهتمام به وإبرازه، الأمر الذي يزيد من دقة هذا المشهد السياسي الحاصل الآن من حولنا.

حفظ الله فلسطين وبارك دوما في شعبها المناضل.

أقرأ أيضًا: تغييرات استراتيجية في المنطقة بقلم معتز خليل