مواطنو مسافر يطا.. صمود وثبات في وجه مخططات الاحتلال الاستيطانية

غزة- سماح سامي

يوما بعد آخر، يواجه نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في ثمانِ قرى في مسافر يطا جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، خطر تهجيرهم وهدم منازلهم، بفعل المخططات الاستيطانية، للاستيلاء عليها وتحويلها إلى منطقة عسكرية.

وفي واحدة من خطواته الهادفة إلى تهويد المنطقة، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الفائت، في تدريبات ومناورات عسكرية على أراضي قرى مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة، مستخدما قذائف صاروخية، ودبابات، وبنادق رشاشة، وجرافات، وآليات مختلفة، على رغم محاولة الفلسطينيين، سكان المنطقة، الاعتراض على هذه المناورات والتدريبات التي تعرّض حياتهم وأراضيهم للخطر.

وعلم السكان الفلسطينيون في مسافر يطا، بأنه من المتوقع أن تجري التدريبات بدءا من يوم الاثنين وحتى يوم الأربعاء الذي يليه.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية صادقت قبل نحو شهر على تهجير نحو ألف فلسطيني من سكان مسافر يطا، التي أعلنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي “منطقة إطلاق نار 918” بهدف طردهم منها.

وأعلن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الانسان “بتسيلم” اليوم الخميس في تصريح مقتضب وصل شبكة مصدر الإخبارية أن قوات الاحتلال ستُجري تدريبات عسكرية بين منازل المواطنين في مسافر يطا.

وقال كريم جبران مدير البحث الميداني في “بتسيلم” إن “الاحتلال الإسرائيلي أبلغ الارتباط الفلسطيني أنه سيجري تدريبات عسكرية بالأسلحة الخفيفة”، وأوضح أنها ستُجرى على مساحة ٣٠ الف دونم في المنطقة المحددة لإطلاق النار.

وأشار إلى أنه تم اطلاع ٥٠ دبلوماسياً أجنبياً على مخططات الاحتلال، التي قد تؤدي إلى تهجير السكان الفلسطينيين من منطقة مسافر يطا.

هذا، وكثفت سلطات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة من إجراءاتها ونشاطاتها العسكرية في مسافر يطا ومناطق أخرى في محافظة الخليل والضفة الغربية المحتلة.

ومنذ سنوات طويلة تسعى إلى الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلين، من أجل تهجير أكبر عدد من السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، وبناء مستوطنات يهودية عليها.

وتعتبر قضية المستوطنات اليهودية في القدس والضفة واحدة من 5 قضايا تركها المفاوض الفلسطيني للحل النهائي وفق اتفاق أوسلو، الذي تم توقيعه في 13 أيلول (سبتمبر) 1993، وتم بدء تنفيذه على الأرض في أيار (مايو) 1994.

ويتكون اتفاق أوسلو من مرحلتين، نهائية، وانتقالية، وتم بموجبها إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المدن الكبرى في قطاع غزة عام 1994، وفي الضفة عام 1995.

وإضافة إلى الاستيطان تم إرجاء قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه إلى مفاوضات الحل النهائي، التي كان من المفترض أن تبدأ في بداية العام الثالث من توقيع الاتفاق، أي عام 1996، لكنها لم تبدأ بعد حتى اليوم.

وانتهت المرحلة الانتقالية، البالغة مدتها خمس سنوات في الرابع من أيار (مايو) 1999، ولم تنتهي، وتم تمديدها بحكم الأمر الواقع.

ومنذ أن أفشل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق زعيم حزب العمل ايهود بارك المفاوضات مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، لم تجرِ أي مفاوضات رسمية بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

وفي عام 2008 جرت مفاوضات بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الأسبق زعيم حزب “كاديما” المنحل ايهود أولمرت، ولم تفضِ إلى أي اتفاق رسمي، رغم التوصل إلى تفاهمات في كل قضايا الحل النهائي.

وكان جيش الاحتلال أجرى تدريبا في هذه القرى، في شباط(فبراير) العام الماضي، استخدم خلاله آليات عسكرية ثقيلة التي مرت قرب البيوت وألحقت أضرارا كبيرة بها.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي صعّد في السنة الأخيرة من مخططاته للاستيلاء على أراضي قرى مسافر يطا جنوب الخليل، التي يعيش عليها أكثر من 4آلاف مواطن فلسطيني، واستصدر، في مايو(أيار) الماضي، قراراً قضائياً بإقرار إعلان المنطقة عسكرية تحمل الرقم 918.

وسابقا أُعلنَت المنطقة للتدريبات العسكرية في ثمانينيات القرن الماضي، بزعم أنّ سكان هذه القرى لا يقيمون فيها دائماً، ويتنقلون تبعاً لفصول السنة والمواسم الزراعية.
فعاليات عدة

الناشط محمود زواهرة تهجير أكد على استمرار الفعاليات المساندة لسكان منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، للتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف للاستيلاء عليها.

وقال زواهرة في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية تزيد أطماع الاحتلال الإسرائيلي لسرقة والاستيلاء على منطقة مسافر يطا لغناها بالثروة الحيوانية والزراعية.

وأضاف التدريبات العسكرية التي تقام منذ أيام في المنطقة، تشكل خطر على الأرض والسكان، لاستخدامها القذائف والأسلحة، التي تبث الرعب والخوف في قلوب السكان، كذلك تضعف خصوبة الأرض.
وأشار إلى المؤتمر الذي سيقام يوم الاحد القادم بعنوان” التحدي والصمود” في تجمع المجاز بحضور عدد من الوزراء والدبلوماسيين الفلسطينيين والأجانب، لتعزيز صمود الأهالي في المنطقة.
صمود وثبات

نضال أبو عرام رئيس مجلس قرى مسافر يطا في الخليل أكد على صمود وثبات أهالي مسافر يطا في وجه المخططات الاستيطانية الرامية لهدم منازلهم وتهجيرهم من أراضيهم، بهدف تحويلها لمنطقة عسكرية.

وأوضح أبو عرام في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أنه منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إقامة تدريبات عسكرية في المنطقة وهم ينفذون مجموعة من الفعاليات الاحتجاجية رفضا لذلك، مبينا أن أولى الخطوات هي نصب خيام اعتصام دائمة بالقرى بوجود نشطاء فلسطينيين ومتضامنين أجانب.

ولفت إلى الاحتلال الإسرائيلي يريد طردهم من منازلهم وأراضيهم لإحلال مستوطنين بدلا عنهم، كذلك لاستخدامها في التدريبات العسكرية.

وأشار إلى أن مسافر يطا التي تقع جنوب الضفة الغربية تعرضت لآلاف الاعتداءات الإسرائيلية لميزاتها العديدة، فهي منطقة استراتيجية مهمة تقع على سلسلة جبال الخليل وتمتد لهضبة النقب، لذلك تعتبر الدرع الحامي للمنشآت في النقب.

وشدد على أن سكان المسافر لن يسمحوا للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب نكبة جديدة ضدهم كما فعل بأجدادهم عام 48.