كتيبة جنين

جنين وكتيبتها تُؤرق الاحتلال.. ما محاذير إسرائيل من الإقدام على اجتياحٍ واسع؟

أقلام _ مصدر الإخبارية

جنين وكتيبتها تُؤرق الاحتلال.. ما محاذير “إسرائيل” من الإقدام على اجتياحٍ واسع؟.. بقلم الإعلامي: عوض أبو دقة

تُشكل محافظة جنين شمال الضفة الغربية -تحديداً المدينة بأحيائها، مخيم اللاجئين، وبلدات: سيلة الحارثية، اليامون، يعبد، وعرابة- أرقاً لجيش الاحتلال وللمنظومة الأمنية الإسرائيلية، لذلك نراه يقتحمها بشكلٍ شبه يومي، في محاولةٍ بائسة ويائسة لاجتثاث المقاومة فيها.

ويتصدر المشهد المقاوم في المحافظة،كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي نشأت ونمت بهدوء وبشكلٍ سري، لتغدو بصورةٍ متسارعة -خلال أشهر معدودة- حالةً عسكريةً منظمة ومتماسكة، يَحسب العدو لها ألف حساب.

وكان قرارُ إنشاء هذه الكتيبة العسكرية، والتكتيك الذي اعُتمد لتكوينها صائباً، نظراً للوضع الأمني في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي جعلها شوكةً في حلق الاحتلال على صعيدي المواجهة، وتكبيده الخسائر من جهة، ومن جهةٍ أخرى الإلهام.

يقول كوبي ميخائيل وأوري فيرتمان، وهما باحثان مُهمان في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي -في دراسة لهما نُشرت منذ أيام- “بقيت جنين حاضنةً نشطة “للإرهاب”. وتستمر روح المقاومة في البروز في المنطقة، التي تمكنت من تصدير “الإرهاب” على نطاق واسع، وخاصة لإلهام محافظات أخرى في الضفة الغربية وخارجها، بما في ذلك قطاع غزة – بفضل المكانة البارزة للجهاد الإسلامي في المنطقة، وصِلَته مع الجهاد الاسلامي، الناشط في غزة”.

وبحسب الباحثان ميخائيل وفيرتمان، “تبيَّن خلال الآونة الأخيرة أن منطقة جنين تحوَّلت إلى “دفيئة للإرهاب”، ومنطقة مريحة لنشاط حركة الجهاد الإسلامي، المنظمة الكبيرة والقوية العاملة فيها”.

هذا التحول في جنين، يستدعي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، التحرك لمواجهة هذا الخطر الداهم، حيث يشن اقتحامات بشكلٍ مركز في الآونة الأخيرة، في محاولةٍ منه لاستنزاف المقاومين، أو بهدف اغتيال، أو اعتقال “مطلوبين”، وفق وصفهم.

ولتوضيح الصورة، يقول الباحثان ميخائيل وفيرتمان “على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حددت منطقة جنين باعتبارها إشكالية للغاية، واختارت تركيز الجهود الهجومية ضدها، لكن هذه الجهود تبقى “موضعية” في جوهرها. تأخذ “الأنشطة” (الهجمات) في جنين -الهادفة إلى تنفيذ عمليات اعتقال “المطلوبين” والمشتبه بهم- طابع العمليات الخاصة الموجهة استخبارياً بشكل دقيق، وتهدف في معظم الحالات إلى “إحباط” هجمات فورية”.

وقد ينجح جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات اغتيال في جنين، كما حدث فجر اليوم الجمعة، عندما استهدف مركبةً كان يستقلها ثلاثة مقاومين، في الحي الشرقي من مدينة جنين، وهم: براء كمال لحلوح (24 عاماً)، ليث صلاح أبو سرور (24 عاماً)، ويوسف ناصر صلاح (23 عاماً)، لكن في المقابل هذه الدماء تُشعل الغضب في نفوس الأهالي، وتُحفز ذويهم وأصدقاءهم وحتى أقرانهم على اقتفاء أثرهم، والالتحاق بصفوف المقاومة.

وتشير دراسة مركز الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن “إن أي عملية خاصة إسرائيلية، حتى لو انتهت باعتقال “المطلوب” أو المشتبه به، إلا أنها تتحول إلى فصل مجيد آخر في روح جنين المقاومة، وفي بعض الحالات يؤدي إلى إصابات وخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي”.

وتخشى أوساط واسعة في المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، من الإقدام على اجتياح واسع لمحافظة جنين، على غرار الذي جرى عام 2002، في عملية “السور الواقي” – وفق التعبير الإسرائيلي- ولعل مرد هذه الخشية، كما ذكرت دراسة مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “قد يؤدي ذلك إلى تدهور شامل، ومعركة متعددة الجبهات، وبالتالي من الأفضل مواجهة التهديد الذي تمثله جنين بشكل “موضعي”، مع أن “المكاسب” التي نحققها من طريقة العمل هذه قد تتسبب في تدفيع “إسرائيل” ثمناً قاسياً جداً على المدى البعيد”.

وتطرقت الدراسة الأمنية الإسرائيلية بوضوح، إلى أداء كتيبة جنين القتالي، وتعاملها مع طريقة عمل جيش الاحتلال خلال العمليات العسكرية، التي يشنها مؤخراً، حين قالت “ما يقوم به الجيش يسمح للفلسطينيين المسلحين في المنطقة بالتنظيم بسهولة نسبية، وتركيز الجهود والقوة النارية ضد القوات الخاصة الإسرائيلية”.

ويوضح الباحثان ميخائيل وفيرتمان، أن “خوض معركة واسعة النطاق في جنين على غرار “السور الواقي” قد تجر الضفة الغربية إليها بأكملها، وربما قطاع غزة، وكيانات دينية وقومية “متطرفة”؛ كفلسطينيي ال48”.

Exit mobile version