الواقع والمسؤولية أمام الحركة الوطنية

أقلام – مصدر الإخبارية
الواقع والمسؤولية أمام الحركة الوطنية، بقلم سفير دولة فلسطين السابق لدى اليونان د. مروان طوباسي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصلنا شبكة مصدر الإخبارية:
إن تأجيل الوصول إلى حلول لعدد من التحديات الماثلة أمامنا، والتعاطي مع ما يُسمى بسياسات إدارة أزمة الصراع دون حلها الجذري التي ينتهجها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، خاصة في هذه الظروف الدولية المتسارعة التغيير، سيُدخلنا في نفق مظلم قد يصعب رؤية الضوء في نهايته، وسنكرر الارتهان إلى وعود تخدم فقط المشروع الاستعماري دون حقوقنا السياسية الوطنية المشروعة.
إن التمسك بضرورة إنهاء الاحتلال الاستيطاني القذر كنتيجة واحدة ونهائية يقوم عليها أي مسار سياسي ممكن أمام المجتمع الدولي هو الأمر الأهم بمقابل أي ضغوطات من شأنها إعادة عجلة التاريخ للوراء بالقبول بتجميلات هنا أو هنالك لوجه هذا الاحتلال الاستعماري وتسهيل استدامته من خلال ما يسمى بإعادة بناء الثقة أو “تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان”، وذلك أمام تصاعد الجرائم اليومية للاحتلال والفكر الصهيوني الإحلالي وانجرار المجتمع الإسرائيلي إلى مراحلَ متقدمة من العنصرية والفاشية ورفض فكرة الدولة والسلام التي تقوم على أُسس الحد الأدنى من الحقوق والقانون الدولي.
إن إسرائيل كدولة احتلال وتمييز عنصري تقوم على جريمة انتهاك القانون الدولي، لا يمكن لها الالتزام بذلك القانون المُتعارض مع مفهوم استمرار وجودها كدولةٍ قامت على حساب حقوق ومقدرات ووجود شعبنا صاحب الأرض.
اليوم هناك حاجة مُلحة وضرورية لمراجعة نقدية شاملة وجريئة لاستراتيجيات العمل الوطني أمام ما وصلنا له من واقع وطريق مسدود لعملية سلام جادة اختارها المجتمع الدولي نفسه وتعاطى معها لاحقًا بعيون مغلقة واذان صماء، لتضع اليوم الحركة الوطنية الفلسطينية بكافة مكوناتها أمام مسؤولية واقع وجودها وضرورة النظر إلى واقع الأمور الداخلية والإقليمية والدولية بمتغيراتها الجارية بهدف تحديد الرؤية والبرامج والأدوات التي تنسجم وتُحقق الحرية والاستقلال وتُجسد حق تقرير المصير كأسس ملازمة لمرحلة التحرر الوطني التي قادتها منظمة التحرير عبر العقود الماضية.
أقرأ أيضًا عبر مصدر: تسرب الأطفال من التعليم في غزة بقلم معتز خليل